الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

اسماعيل ياسين ليس ممثلا !!!

تم مناقشة فيلمه الجديد في ندوه وأنتقده النقاد
ولكن لم يعجبه النقد فقال على الفور بأن الشعب المصري سطحي وجاهل لأنه من المفترض أن الممثل العالمي لا يأتيه الباطل من بين يديه أبدا طوال حياته
هذا هو الفنان الكبر عمر الشريف
والمؤسف حقا أن يكون رجل بهذا الشكل وعلى هذه الدرجه من الشهره وعاش بالخارج كثيرا ولكنه إلى الان لا يمكن ان يتقبل النقد، فما أن سمع نقدا لفيلمه حتى ثار وتحدث بكلام غريب يدل على انه عندما كبر فإنه أصابه داء التخريف الذي يُصاب به كثيرون في بلادنا
وقد تناقلت الصحف هذه التصريحات الحمقاء من الفنان الكبير الذي غضب وثار من ندوه تعرض خلالها للهجوم على فيلمه الجديد مع خالد النبوي ودفع إلى التحدث بهذا الحديث

وياليته وقف عند هذا الحد
بل دلل على جهل الشعب المصري بأنه أحب أفلام الفنان إسماعيل ياسين على الرغم من أنه -أي إسماعيل ياسين- ليس ممثلا!!!
إسماعيل ياسين أسطورة الكوميديا في مصر والذي لم يأتي مثله حتى الآن على الرغم من وفاته منذ ما يقرب من أربعون عاما، راح يهاجمه ويقول انه "ليس ممثلا" !
اسماعيل ياسين الذي اضحك ويُضحك الكبير والصغير من الآباء والأبناء والأحفاد واحفاد الأحفاد ليس ممثلا

اسماعيل ياسين الذي كان من ضمن فرقته مجموعه من الممثلين لا يعرفهم أحد من الناس الآن ولا يعرفون أسمائهم ولكن صورتهم محفوره في عقول الجميع
اسماعيل ياسين الذي عمل مع الفنان الكبير فريد الأطرش وقبل ان يظهر في دور الممثل المساعد وهو في قمة مجده ونجح نجاحا باهرا وكبيرا في أفلام يظل الكبير والصغير يجلس أمامها إلى الآن وينتظرها الناس كلما أذيعت على الفضائيات
فإن كان إسماعيل ياسين ليس ممثلا، فمن هو الممثل إذن؟
من المؤسف حقا أن نسمع هجوم على رمز من رموز الفن المصري مثل إسماعيل ياسين ويكون هذا الهجوم من فنان بحجم عمر الشريف
لكن الظاهر أنه أصابه الجنون على كبر
لأنه لا يمكن أبدا ان يتهم الشعب المصري بالسطحيه لمجرد ان فليمه لم يعجب النقاد
فأفلام السينما ليست منزله من السماء حتى يُعجب بها كل من يراها
وإن عشت بالخارج ولم تتقبل النقد فأنت مثل كثير من الناس -من مختلف الفئات وليس الممثلين فقط- الذين يذهبون إلى أوربا ويعودون إلى مصر مثلما ذهبوا
كم كنت أرجو ان يحترم عمر الشريف نفسه وتاريخه ولا يقع في هذا الفخ بإتهام الشعب المصري بالسطحية والهجوم على ممثل كبير وقدير بحجم اسماعيل ياسين
وكيف تهاجم زميلا لك في الفن ساهم في صنع تاريخ للفن المصري بهذه الوقاحه وتتهمه بأنه ليس ممثلا
وكيف تريد ان يحترمك الناس وأنت تسخر من رموز الفن ومن صنعوا منك نجما في مصر لمجرد أن هناك من انتقد فيلما لك، هل هذا ما تعلمته في أوربا ومعيشتك فيها؟
إن كان الشعب المصري جاهل لأنه احب أفلام إسماعيل ياسين فأهلا بهذا الجهل

(جنازة الفنان محمد فوزي)

فإسماعيل ياسين قد مات وهو لا يملك شيئا بعد ان حاصرته الضرائب لأنه لم يكن يوما ما مقربا من السلطه مثلما حدث مع الفنان محمد فوزي بعد أن مات بحسرته وهو في سن 48 بعد ان قاموا بتأميم شركة صوت القاهرة التي يتملكها بينما لم يفعلوا ذلك مع آخرين كانوا مقربين من النظام الحاكم وقتها وينافقون من أجل الوصول إلى ما يريدون وأحتفظوا بأموالهم وما يملكون وعاشوا عيشه كريمه هم وأولادهم ولم تقترب الضرائب منهم ابدا كما فعلت مع غيرهم
قد عاشوا وقدموا أشياء محترمه بعيده عن المسخره والتخلف الذي نراه حاليا في الكثير من الأفلام ورحلوا ولازالت أعمالهم باقيه يعشقها الكبير والصغير
فالأولى بك كفنان كبير أن تتحدث عنهم بإحترام وأدب لأنهم سيبقون كبارا مهما قلت أنت أو غيرك
وعندما يهاجمك احدا فليس بالضروره أن تهاجم على رجل آخر حتى تثبت أنك الأفضل
...
متى سيحترم - أصحاب المهنه الواحده- داخل بلادنا انفسهم
ويعلمون ان الله كما اعطاهم فقد اعطى غيرهم
وانه وربما يكون عند غيرهم مالا يملكون

الخميس، 16 سبتمبر 2010

غباء القلم

ومنذ أيام تم تقديم الصحفي حمدي قنديل إلى المحاكمه بتهمة إهانة وشتم وزير الخارجيه لأنه قال في حقه مضمونا:
"انه مثل كيس الزباله الذي تتساقط منه القاذورات"
ولا ادري كيف للأخ حمدي قنديل -او عبد الحليم قنديل او مجدي حسين- لو قام احدا بفتح المكتب عليه وقام بسبه وشتمه أمام الناس وقال عليه ما قال فماذا سيكون رد فعله وقتها
ولا اعلم كيف يكون عندك وزير خارجية داخل بلدك ثم تقوم بتشبيهه بكيس الزباله
وما هو الإعجاز الذي يعجب الناس في أي صحفي يكتب مقالا يقوم فيه بشتم وسب رئيس الجمهورية -مثلما فعل مجدي حسين من فتره طويله حيث تطاول على زوجته وقال انه عميل للصهاينه وأنهم كانوا يقومون بتدريبه في روسيا في الخمسينيات وغيره من هذا الكلام الفاضي- ثم يظهر الناس ويعجبون بهذا الكلام ويعتبرون من كتبه بطلا قوميا ويقول الحق ولو على رقبته!
وبعد ان يتم محاكمة احدا من هؤلاء يظهر الناس ويقولون ان البلد فيها ظلم كبير للصحافه والصحفيين وان هناك قمعا للصحفيين داخل الأراضي المصرية

ولا ادري إن كان في عصرنا هذا رجل مثل صاحب هذه الصوره هل كان يمكن لي احد من هؤلاء ان يكتب كما يكتب الآن ام كان سيكون هناك تصرفا آخر من الطرفان

انا اعلم أن حمدي قنديل يقول على نفسه انه ناصري
فلا ادري إن كان يعلم من هو شعراوي جمعه أم لا
ولا أدري إن كان يدري ماذا كانت احوال الصحافه أيام جمال عبد الناصر ام لا
وهل كان يمكن وقتها ان يكتب هو -او عبد الحليم قنديل- لجمال عبد الناصر أنه سبب فشل مصر وضياع الأمه العربية ام لا، ولو كان كتب هذا ماذا كان سيفعل فيه عبد الناصر
وهل شيء مثل هذا كان مسموحا به وقتها أم لا
...
ويوم بعد الآخر نتاكد أنه من اطلق علينا شعوب "عالم ثالث" قد اكرمنا كثيرا بهذا الوصف لأنه لو هناك تصنيفا صحيحا لأصبحنا عالم رابع أو خامس أو لخرجنا نهائيا من التصنيف
قيل أن هناك حرية للصحافه وكل فرد له أن يكتب ما يشاء
ومن المفترض أنك -كرجل صحفي وكبير في سنك ومقامك- أن تحفظ قلمك وأن لا تستغل الفرصه وتقوم بالسب والشتم بشكل مستمر
وبما أنك رجل صاحب فكر ويقدرك الجميع فينبغي عليك أن تكون على قدر كبير من المسؤوليه،
فالبلد تحتاج إليك كرجل صاحب فكر متميز وتظهر في التليفزيون وتكتب في مختلف الصحف لأن التغيير لن يكون إلا بأمثالك
فأنا كمواطن مصري لن استفيد منك شيئا إن كنت داخل السجن وانت لن تفعل شيئا للبلد وانت داخله
ياليتك دخلت السجن في جريمه او ظلما
بل المؤسف حقا أن يقودك الغباء إلى أن تتعرض للمحاكمة وتدخل السجن عن طريق تطاول على شخصيات عامة كان من الممكن تفاديها بكل سهوله لو كنت انتقدت هذه الشخصيه بشكل عادي او بكلمات قاسيه بعيدا عن الشتم المباشر الذي يعجب الجمهور!
من المؤسف حقا ان نرى أناس نعتبرهم كتابا كبارا في موقف مخزي مثل هذا
ومن المؤسف ان نجد كاتبا كبيرا ينتظره الناس بين الحين والآخر ولا يعرف كيف يختار كلماته ولا أسلوبه
لماذا يكره الصحفيون المحاكمه؟
هل لأنك صحفي فهذا يكفي إلى أن تجد الحصانه في ان تفعل ما تشاء في اي وقت؟
والمطالع للعديد من الصحفيين الذين تم مقاضاتهم سيجد انهم كانوا يكتبون كلاما لا يليق ولا تصح كتابته على الإطلاق
بل أنه من الغريب ان يتم نشر مثل هذه الأشياء في صحف تُباع على الرصيف ليشاهدها الناس
هذا ليس حرية صحافه ولكنه تجاوز لحدود الأدب
هذه ليست حرية صحافه ولكن هذا اسمه غباء القلم
فما معنى ان تقول أن زوجة حسني مبارك والدتها إنجليزيه وليست مسلمه وغيره من الكلام الفاضي الذي لن نستفيد منه شيئا ولن يخدمنا في أي شيء
فما الذي سنكسبه عندما نعرف أن أم سوزان مبارك انجليزيه او والدها تزوج والدتها عن حب او كره
وما معنى أن تقول عليه أنك جبان وخائن في الصحف
وما معنى ان تتحدث عن وزير خارجية بلدك وتشبهه بأنه "كيس زباله"
وعندما يتعرض احدهم للمساءله يقول أنه ليس من المفترض أن يدخل الصحفي إلى ساحة المحاكم
فمن أعطى لك تصريحا وانت صحفي بأن تسب بحرية؟
هل هي حرية صحافه ام حرية سباب؟
وتطالبون بعدم حبس الصحفيين في قضايا النشر
الأولى بك ان تحترم نفسك اولا مع جميع الشخصيات ولا نرى سبابا وكلاما متخلفا داخل الصحف وبعدها تحدثوا عن حرية النشر
أحترموا انفسكم وأحترموا من يقرأ الصحف ولا تظنون انفسكم تجلسون على المقاهي وانتم تكتبون وبعدها طالبوا بحرية الصحافه

وياليتهم يتعلمون من الكاتب الكبير فاروق جويده
فهذا الرجل من يطالع ما يكتبه أسبوعيا في جريدة الأهرام سيلاحظ انه ياتي بفضائح وكوارث -وداخل جريده حكومية- وبالمستندات، ولكن ايضا كله "بالأدب" وفي حدود المعقول

تراه ينقد وينتقد الشخصيات العامة والمسؤوله في كل مكان بالدوله دون ان يسب او يشتم او يهين احدا إهانه شخصيه او يتعرض لزوجته أو يقول عليه كلام لا أساس له من الصحه
هكذا تكون الحريه وهذا واحد من الناس ممن يقدرون حرية الصحافة ويعلمون ما هي حدودها
اما الاخرين فاعتقدوا انك عندما تظهر في الصحيفه وتقول بشتم رئيس البلد بشكل مباشر فإنك بهذا الشكل تكون حرا
او انك عندما تقول على وزير الخارجيه أنه "صفيحة زباله" فإنك بذلك تكون قد اديت واجبك على أكمل وجه
ولم أرى له تصريحا عن وزير الخارجية السابق احمد ماهر الذي تم ضربه داخل المسجد الأقصى من جانب الأخوه في فلسطين، فيا ترى هل كانوا محقين فيما فعلوا ام لا

هذا في الوقت الذي لم أرى عربي واحد يكتب مقالا ينتقد فيه رئيس بلده أو يهينه أو يجرح فيه بسبب قضية فلسطين
ولم أرى عربي واحد يتصل في أي برنامج على الفضائيات وينتقد سلوك حكومته تجاه حصار غزه
ولم أجد عربي واحد يوجه الشتائم لرئيس بلده ووزير خارجيته وحكومته تجاه قضايا خارجيه (وأحيانا ولا قضيه داخليه)
فهذا الكلام لم يفعله غير المصريين
وأستغرب كثيرا عندما يتصل احد المشاهدين ببرنامج حواري -وهو عربي- ويكيل السباب والشتائم إلى حسني مبارك وكأن رئيس بلده لا يعيش معنا في الدنيا
الصحفيين والكتاب العرب يتصرفون بهذه الطريقه عندما يظهرون على القنوات الفضائية، يحملك أنت وحدك مسؤولية كل شيء بينما يترك رئيس بلده نائما في العسل ولا يوجه له أي نقد تجاه أي شيء وكان ما يحدث داخل فلسطين لا يخصه، أنا لا اطلب منك ان تكون مثله أبدا لأن مسؤولية مصر كبيره ومصر تعلم جيدا حجمها حتى لو هاجمها اخواننا العرب - كالمعتاد- ولم يضعوها في حجمها

فقط كن متوازنا في هجومك ولا تتعدى كلامك لتصل إلى التجريح، فوصف "كيس زباله" لا يوصف به وزير خارجية مصر، ولا تجعلوا الآخرين يقولون عنا اننا شعوب يجب أن ُتساق ولا تأخذ حريتها أبدا، فلا أطلب منك السكوت، ولكن عليك التحدث والكتابه بما يتناسب مع تاريخك ووضعك ككاتب كبير، ونحن سنتقبل ما تكتبه بكل تأكيد لأننا ننتظرك من اجل هجومك على المسؤول ووقوفك بجانب الحق والعدل ولا ننتظرك من اجل سماع الشتم المباشر للأشخاص، فهناك فرقا كبيرا بينك ككاتب وإعلامي كبير وبين من يجلس على المقهى