لا أدري ماذا يريد بعض الناس بالضبط
احيانا أشعر وكأن الناس لا يعجبهم أي شيء
إذا شاهدنا مباريات المنتخب وجدنا من يقول أن المنتخب فاز ليس لأنه الأفضل ولكن لأن ربنا سترها معه
اما عند الهزيمه فيقولون اننا مش نافعين أصلا وما الذي جعلنا نلعب الكرة
وإن تجمع الناس حول المنتخب وجدنا من يقول أن الناس تريد ان تلهي روحها في شيء يجعلها تهرب به من الواقع المؤلم
وإن أستقبل الرئيس المنتخب في المطار بعد أن جلس 80 مليون واحد أمام شاشات التليفزيون يشاهدون المباراه النهائية ظهر علينا الفلاسفه وقالوا هو الرئيس بيقابلهم ليه؟
ما يروح يشوف بتوع السيول ولا يروح يشوف العالم اللي بيدوروا على شغل!
هو ترك كل المشاكل الموجوده في البلد وراح يستقبل شوية لاعبي كرة قدم؟
دول بيلعبوا وبياخدوا فلوس واحنا ولا على بال حد
الناس دي مجانين؟
كل ده عشان ماتش كوره؟
هما دول نافعين في حاجه
احنا أصلا مش نافعين في أي حاجه هانروح ننفع في الكوره
....
يا أخوانا كفايه فلسفه وكفايه فقر ربنا يرضى عليكم
يوجد بعض البني آدمين اللي بيصعب عليهم يشوف الناس فرحانين شويه
ولما بيشوفوا أفراح في الشوارع بيبدأ بعضهم في النظر بشكل يوحي لك بأن الأخ عبقري زمانه وتجده يقف يقول وسط الناس "الناس دي هبله ولله" وكأن كل اللي في الشوارع بيحتفلوا بفوز المنتخب مجانين بينما عبقري زمانه هو وحده الذي يفهم ويدرك الأمور عن باقي الناس
ويبدأ يعدد في مشاكل البلد ويتهم الناس بأنهم اغبياء بينما هو وحده الشاب المعجزه اللي بيفهم في كل حاجه وأن أمثاله من العباقره من الصعب عليهم ان ينخرطوا في هذه الاحتفالات التي يفعلها ملايين الناس أو أن يشاهد مباراه نهائي الكأس مثل ملايين البشر داخل مصر
فإلى العباقره واللي عايشين في الدور
نحن كل يوم نتحدث في أمور البلد
وكل يوم نتحدث في العاطلين عن العمل والمشاكل التي لا تنتهي
وكل يوم نشاهد اخبار مصر والدول العربية والمشاكل والسيول ونهاجم هذا الوزير ونشتم في الرئيس
صعبان عليكم أننا نتكلم في شيء آخر مره واحده كل سنتين؟
حرام علينا لما نقعد أمام التليفزيون أو ننزل الشارع نشاهد الناس بعد المباراه وهم فرحانين زي ما بيعمل كل الناس في باقي البلاد
هل هذا وقته للتذكير بمشاكل البطاله والظروف المعيشيه الصعبه والقاسيه واخواننا في فلسطين والعراق ومختلف البلاد الاسلاميه
نحن لن ننسى أبدا أي احد ولن ننسى اي مشكله او مصيبه موجوده لأن تأثيرها علينا تأثير مباشر
نحن فقط نعطي لعقولنا - وقت مستقطع- لمده يوم واحد
يوم واحد كل سنتين او 5 بنتحدث في أمور أخرى
فأتركوا الناس يتحدثون في شيء آخر هذا اليوم
وأجعلوهم يأخذوا هدنه من الكوارث والبلاوي والمواضيع السوداء التي لن نهرب منها أبدا ولن تهرب منا
عارفين أن حالنا زي الزفت
وعارفين ان المشاكل كثيره ومعظمها لا حل له
لا داعي ان تشاهد واحد بيحتفل بالمنتخب او يقف أمام بائع الصحف يقرأ ماذا كتبت عن الفريق الحاصل على كأس أفريقيا للعام الثالث على التوالي والذي ظل يشاهد مبارياته لمدة ثلاثة أسابيع كامله، ثم تقف تذكره بالمصائب والكوارث والمستقبل الاسود الذي ينتظره وتلومه على أنه يتابع أخبار كرة القدم!
هذا ليس وقته أبدا أن تكون المشاكل هي محور الاحداث
كفايه فلسفه فارغه وغباء
أحنا مش ناقصين