الاثنين، 18 أغسطس 2008

إخفاق بكين ...

كما كان متوقعا، خرجت البعثة المصرية بدورة بكين خالية تماما من أي إنجاز باستثناء حصول بطل الجودو هشام مصباح على الميدالية البرونزية في الوزن الخاص به
وشاهد المصريون –بحسره- الميداليات وهي توزع على مختلف الدول منها أمريكا والصين وإيطاليا وألمانيا، كما شاهدوا الإخفاق المتتالي للألعاب الفردية والجماعية- حتى الألعاب والأبطال الذين عقدنا عليهم أمل كبير في الحصول على شيء لم يحصلوا على أي شيء في هذا المحفل العالمي الكبير
وإذا شاهدنا أي صاحب ميدالية سنكتشف أنه بني آدم مثل أي بني آدم في الدنيا
إنسان له يدين ورجلين وأصابع وعينين
فلم يولد صاحب الإنجاز بطلا – ولكن تمت صناعته ورعايته ليكون بطلا
ومن يقوم بهذه الصناعة يعرف معنى الإدارة الرياضية
وأضف إلى هذا رغبة اللاعب شخصيا في أن يفعل شيئا

فمع أستثناء الألعاب الجماعية مثل الطائرة واليد التي فيها فارق المستوى كبير وواضح لصالح البلاد الأخرى
فما الذي دفع بالألعاب الفردية- المتوقع حصولها على مراكز متقدمه- إلى هذا الإخفاق المهين والمتكرر؟
إلقاء اللوم على التحكيم وخلق مبررات الهزيمة ثقافة متأصله فينا جميعا
فلا تجد أي فريق ينهزم حتى تجده ألقى باللوم على الحكم أو الجو والرطوبه والظروف المحيطة باللاعب
حتى هذا الوضع موجود في المشجعين – فنادرا ما تجد مشجع يقول لك أن فريقه خسر لأنه لعب مباراه سيئه – ولكن دائما ما يلقي سبب الهزيمة على أن الحكم كان له بالمرصاد
وأنتقل هذا الفكر المتخلف من مشجعي الدرجة الثالثة إلى اللاعبين أنفسهم
وهذا ما سمعناه من بطل الملاكمة محمد هيكل الذي كنا ننتظر منه الكثير
فقد خرج هيكل من الدور الأول أمام ملاكم إنجليزي مغمور
وبعد المباراه كنا نريد معرفة تفسير لما حدث وما هو غير متوقع بالخروج من الدور الأول
فما كان هيكل ومدربه إلا أن قالوا أن السبب فيما حدث كان من حكم المباراه
يقول هذا على الرغم من أن المباراه أنتهت بنتيجة 13-4 لصالح الملاكم الإنجليزي
فكيف يكون السبب في الهزيمة هو الحكم وفارق النقاط يدل على أن هيكل لم يفعل شيئا طوال المباراه؟
....
هادية حسني لاعبة الريشة الطائرة
تأهلت لدورة بكين ولم تتوقع أن تفعل شيئا بعد الدور الأول لأن المنافسين أقوياء
وليس في هذا أي مشكله
المشكلة أن المدرب الذي قام بتأهيلها إلى بكين جاء على قناة النيل الإخبارية قبل انطلاق المباريات بيومين وقال أنه لم يسافر مع لاعبته وسافر معها مدرب آخر
وعند السؤال عن السبب قال أن رئيس الإتحاد المصري للريشة الطائرة قام بتسفير مدرب آخر لا يعلم شيئا عن اللاعبه لأنه – أي رئيس الإتحاد- والمدرب أصحاب ويعملون مندوبين لشركة رياضية كبرى ورئيس الإتحاد قرر سفر المدرب صديقه من أجل عمل بزنس!
بل وأفصح عن فضائح أخرى متعلقة بالنشاط التجاري لرئيس الإتحاد وهذا المدرب من فتره طويله وأن السفريات تتم غالبا من أجل هذا الغرض والكل يعلم هذا الأمر
وعلى الرغم من هذا رئيس الإتحاد باقي في منصبه ولم يحاسبه أحد !
...
وهذا اللاعب يعتبر موهبة ليس لها مثيل في العالم
ما أن حصل على المركز الأول في أثينا عام 2004 حتى وجدنا منه الشكوى بأنه لا يوجد من يقدره داخل مصر وأنه مظلوم ولم يحصل على أموال ومكافآت وغيرها
والأغرب من هذا أننا لم نسمع شيء من هذه الأمور منه قبل أثينا
ولكنها الفرعنه
بعد حصوله على المركز الأول بدأ داء الفرعنه الذي أفقده تركيزه تماما
ودخل في مشاكل مع رئيس الإتحاد ووالدته تظهر في التليفزيون وتقول أنه مظلوم

وأخيه يتصل في البرامج الجماهيريه يهاجم أتحاد اللعبه
ونحن لا نعلم ماذا حدث من الأصل – هل هناك خلاف مادي- هل يريد أن يحصل على أموال أكثر- هل يريد معامله خاصة عن باقي الزملاء- لا أحد يعرف بالضبط ما هي مشكلة كرم جابر
حتى هو نفسه في أحد المرات أتصل ببرنامج تليفزيوني ليشرح مشكلته

ولم نفهم بالضبط ما هو المطلوب لكي يرضى عنا الأستاذ كرم جابر
وبدأ يهرب من المشاركات الخارجية – وبدأ يهرب من المعسكرات
ثم بدأ إدعاء الإصابه
ثم قرأنا انه تشاجر مع سائق تاكسي وقام بضربة في الشارع !
تخيل – بطل عالم يتشاجر مع سائق تاكسي ويضربه ويأخذ حكم قضائي جزاءا لفعلته هذه!
أيوجد بطل عالم في الدنيا يتخانق في الشارع؟
وبعد صراع – لا نعلم سببه- لمدة 4 سنوات
خرج من الدور الأول بطريقة مهينه على يد الألباني أليس جوري
حتى لم يصل للأدور المتقدمه- بل خرج من أول مباراه
فكان نتيجة طبيعيه لعدم تركيزه في الرياضه
وسنجد التبرير بعد الهزيمة كالعاده، وهو أن الإتحاد السبب واللاعب على حق!
فلا يوجد عندنا من يلوم اللاعبين، بل دائما اللاعب على حق


تماما كما فعلت هذه اللاعبة التي كان متوقع لها أن تكون أسطوره
ولكن لم نجد منها شيئا سوى الفرعنه
مطالبة بالأموال- عملية ابتزاز للحصول على ما تريد
انتهاز لفرصة أن الإتحاد المصري لرفع الأثقال يعول عليها الكثير
ثم التهديد من والدها بالحصول على الجنسية القطرية إذا لم يتم تنفيذ مطالبها
وبعد شد وجذب في قضية نهلة رمضان لمدة طويله تجاوزت العامين بالصحف
قرر الإتحاد المصري لرفع الأثقال الخلاص من الذل لهذه اللاعبه بشطبها
ليعلن عن نهاية مشروع نجم كان يمكن أن يسطع في سماء اللعبه في أحد الأيام!

...
إن الإخفاق المتتالي في الألعاب الأوليمبية ناتج من التصرفات الخاطئة داخل القائمين على المنظومة الرياضية بالكامل شاملة اللاعب والمسئول عن اللعبه
فتجد من يمارس رياضة التنس مثلا لا يهمه أن يكون بطلا بقدر ما يكون همه في المقام الأول أن يمشي في الشارع وهو يعلق المضرب على كتفه حتى تنظر إليه البنات بإعجاب
وإذا صار بطلا – أو شعر ببوادر البطوله عنده- ستجد منه التعالي والتكبر

وإذا كان اللاعب مستقيم ستظهر المصالح ومحاربة المدرب الناجح الذي أظهر اللاعب والنيل منه وما يسمى بلعبة الإنتخابات وكلام لا علاقة له بالإدارة الرياضية مثل الضرب تحت الحزام، وتصفية الحسابات

وفلان وقف معي في الإنتخابات فيجب أن يأخذ حقه، وفلان لم يقف معي فيجب إبعاده
وتبدأ رحلة الإنتقام وتمني الفشل بين الأجهزة الفنية والإداريين لسنين طوال
ويبدأ تسليط بعض الصحفيين ومقدمي البرامج في الفضائيات على شخصيات معينه من أجل النيل منها وشحن الرأي العام ضدهم لصالح شخصيات أخرى

ومعروف أن الصحافة والإعلام الرياضي يجيد هذا الدور بإمتياز
وتكون النتيجة الحتمية هو الإستمرار من فشل إلى فشل
وفي مثل هذا الجو الفاسد لا يمكن أن يظهر لك بطل في أي لعبه
وإن ظهر بطل فسيكون عمره قصير
فهذه الأمور موجوده داخل المؤسسات الغير رياضية
وداخل الجامعات والوزارات ومختلف الهيئات العامة والخاصة

ولهذا لا تنتظر ظهور أي بطل في أي مجال

لاعبين يريدون الظهور من أجل التعالي والتكبر
وإداريين ومدربين ورؤساء اتحادات يتمنون لبعض الفشل
وأنت تطالب بميدالية أوليمبية؟