السبت، 7 أغسطس 2010

مصر لها مقاس ...!

أصبح الوطن الآن يتم قياسه حسب مقاس الأشخاص
فمصر -في نظر أيمن نور- مقاسها كبير على جمال مبارك بينما هو يرى ان مصر على مقاسه بدليل ترشحه للإنتخابات
وفي الحقيقه لا ادري كيف أن وطنا كبيرا مثل مصر له مقاس
لم يقول لنا اصحاب تحديد مقاس مصر على أي اساس تم قياس هذا المقاس
هل هو على أساس الجزمه أم البنطلون أم الملابس الداخلية
من الأمور نادرة الحدوث ان تجد معارض يبني دعايته الإنتخابيه على اساس شتم الطرف الآخر
فكلما ظهر الأخ في أي مناسبة أو قناه فضائية ظل يهاجم ويهاجم ويهاجم ويقول لنا الجمله الشهيرة أن جمال مبارك لا يصلح
ولكنه لم يقول لنا شيء هام جدا - لماذا هو يصلح إلى أن يكون رئيسا للجمهورية ولماذا مصر (على مقاسه) ومن هو الترزي الذي قام بتفصيل مصر بحيث تأتي ضيقه او واسعه على جمال مبارك بينما هي على مقاس ايمن نور تحديدا
وهل يا ترى السيد أيمن نور متاكد ان مقاس مصر سيأتي عليه ولن تحدث له اي تطورات مستقبلا؟
يعني مصر مثلا او اتغسلت ممكن "تكش" ؟
فهل عمل حسابه ويعرف جيدا ان الترزي عمل حساب تأثر القماش بالماء فأطال في الجلابية أو البيجامة او السروال، أم أن مصر مثل الحذاء تحتاج إلى "لبيسه" عند الارتداء، او ممكن تكون ضيقه في أول لبسه ثم تتسع مع الإستخدام
أيضا يجب ملاحظة أنه من سيمسك حكم مصر سيظل في الحكم لمدة 20 سنه مثلا وبالتاكيد مقاسه سيختلف
ولهذا فالترزي سيواجه مشكله أخرى هي مشكلة الزمن تطوراته
يعني لو كانت مصر "فانله" يجب ان تعمل حساب "الكرش"
ولو كانت "جلابية" فيمكن لك أن تبحبحها قليلا
ولو كانت "بنطلون" سيضيق عليك لا محاله وسيحتاج إلى تغيير
وبذلك سنجد ان الترزي عاجز تماما عن تفصيل شيء مناسب لحاكم المستقبل في مصر،
إلا إذا كان من يرى أن مصر على مقاسه سيقوم بتغييرها لمصلحته مستقبلا بحيث تبقى على مقاسه إلى الأبد وهذا ما اعتدنا عليه منذ الثوره حتى الآن وورثه الناس العاديين حتى وإن لم يكونوا في الحزب الحاكم
...
قال المعترض أن الملصق معناه ان حكم مصر كبير على جمال مبارك وهذه هي الرساله التي أراد أن يوصلها له
أنا أعرف ذلك- ولكن ما أن رأى الناس هذا الملصق حتى بدا كل منهم في "التريقه" -
وانت تعلم خفة دم المصريين في كل مكان- وبدا كل منهم يقول "الدنيا دي كلها مقاسي، والبلاد زي الجزم مقاسات، وشوفلي بلد على مقاسي، والبلد ضيقه عليا" وغيره من الكلام الفاضي الذي لا يصح
مصر كبيره ينبغي الحذر عند التحدث عنها بإختيار الألفاظ
وإن كنت أنت مرشح لرئاسة الجمهورية فمن الأنسب أن تبقى كبيرا حتى يراك الناس كذلك
لذلك نرجو من الساده المرشحين لرئاسة مصر أختيار الألفاظ عند التحدث عن هذا البلد العظيم
هذا البلد الكبير لا ينبغي التحدث عنه عن طريق "الشخصنه"
فانت رجل تريد ان تكون رئيسا لهذا البلد فلابد وأن يكون هناك كلاما تقوله للناس ولا تضع كل همك في توجيه النقد لجمال مبارك
هذا ليس اسلوب انتخابي وهذه ليست دعاية انتخابية
فالوطن -أي وطن- لا يتم تحديده بدولاب الملابس ومقاسات الهدوم الموجوده داخله
فلا يوجد بلد "L او XL"
إنها أم الدنيا
...
كثير من الناس في مصر إلى الآن لا يصدقون أن هناك من يحب الحزب الوطني وان أتباعه بالملايين على الأراضي المصرية
كما أنهم لا يصدقون ان هناك من يتمنى أن يصبح جمال مبارك رئيسا بعد والده حتى من الناس العاديين ممن لا ينتمون لأي حزبكان نبيل لوقا بباوي -وهو احد الرجال المخلصين للحكومة المصرية- قد قال تصريحا منذ شهور في قناة الحوار يفيد بأن أعضاء الحزب الوطني يتجاوز ثلاثة ملايين
وهذا العدد لا يوجد من بين الأحزاب في مصر من استطاع أن يصل لنصفه
أغضب هذا العدد الكثير من الناس وقالوا أن نبيل لوقا يكذب في الأرقام
ولماذا الإعتراض على كلام نبيل لوقا وهذا العدد لا يمثل أي شيء داخل البلد
فالرقم يمكن ان يكون صحيحا مائه بالمائه لو قارنته بعدد سكان مصر والذي يتجاوز الثمانين مليون نسمه
بمعنى: انه لو كان عدد اعضاء الحزب داخل البلد أكثر من ثلاثة ملايين فإن نسبتهم إلى عدد السكان حوالي 4%
ولو أضفت مليون - او 2 مليون وهذا مستحيل- من أعضاء الأحزاب الأخرى والحركات السياسية لصار العدد 5 مليون
ونسبة الخمسة ملايين نسمه إلى عدد السكان تكون 6%
وقد تم نشر خبر في إحدى الصحف منذ يومان بان حركة التغيير نجحت في جمع نصف مليون توقيع (أي بنسبة 0.6% من عدد سكان مصر)
وقالوا ان هدفهم الآن هو الوصول إلى مليون توقيع وهذا سيعد انتصارا كبيرا (أي 1.2% من عدد السكان)

وقمة المسخره ما حدث اليوم
حيث قالت الأخبار أن أيمن نور فاز برئاسة حزب الغد وبعدد من الأصوات 273 صوتا وكان عدد المصوتين في الانتخابات 314 صوت!
رجل يتحدث عن مقاس مصر وكل أعضاء حزبه لم يتعدى عدد تلاميذ مدرسة ابتدائي ويريد الترشح لرئاسة الجمهورية ويصبح رئيسا لأن البلد "على مقاسه"
هذا يمثل فضيحه مدويه
وقد قالوا أن هذا العدد يمثل أعضاء الجمعيه العموميه في الحزب وليس كل اعضاء الحزب
ولكن لم نرى الالاف او الملايين الذين يتبعون حزب الغد يقفون في الشارع تعبيرا عن سعادتهم بالانتخابات وفوز أيمن نور ولو لم يكن لهم الحق في الإنتخاب، ولم نرى الشعارات واليفط معلقه في المحافظات تنافسا بين أيمن نور ومنافسه الذي لايعرفه احد، ولكنها كانت انتخابات سرية
يقولون ان أتباعه بالملايين
ولكن لم نرى أي ردود أفعال لهذه الملايين في الأسابيع الماضيه تعبيرا عن اهتمامهم بأنتخابات الحزب
إنها انتخابات ينتظرها الملايين من مؤيدي رئيس الجمهورية القادم، كيف تكون صامته بهذا الشكل؟
هذا دليل على ان الحزب لا وجود له على الخريطه ومثله مثل باقي الأحزاب المصرية
والحزب الوطني يرى أن له جماهيرية بحكم عدد الأعضاء الموجودين عنده وهذا العدد غير موجود على الإطلاق في أي حزب آخر ما عدا الإخوان المسلمون ولكن الإخوان ليس حزب رسمي داخل البلاد
فلا يوجد أي حزب داخل مصر مهما كان أسمه يمكن أن يكون لديه مليون عضو او نصف هذا العدد او حتى ربع المليون شخص
وبالتالي فإن للوطني الغالبيه -بالنسبة للملتحقين بأحزاب- وليس بالنسبه لشعب مصر كما يوهم الناس ويوهم نفسه
وإن حدثت إنتخابات حرة ونزيهه وشفافه تماما سوف وحضرها ثلاثة ملايين نسمه -وهذا مستحيل- فسوف يعني هذا أن هذه الإنتخابات ومن قام بالتصويت فيها يمثلون 4% من الشعب المصري (مع الأخذ في الاعتبار أن هذا العدد مبالغ فيه جدا فلا أحد ينزل من بيته يوم الانتخابات وينتهز الموظفين الفرصة من اجل الذهاب إلى منازلهم مبكرا)
أما باقي البلد وعددهم يمكن ان يصل إلى بضع وسبعين مليون نسمه فلا يفرق معهم الأمر وغير مهتمين به على الإطلاق وإن حدثت انتخابات على رئاسة الجمهورية لن يذهب احد لينتخب
ولا أبالغ إن قلت أن شعبية وجماهيرية النادي الأهلي هي اكثر تأثيرا في جموع الشعب المصري من أي حزب او حركة سياسية على أرض مصر
أعداد الملتحقين بالأحزاب تثير الشفقه في الحياه السياسيه المصرية
فهذا الحزب الوطني - الذي له الأغلبية بين الأحزاب- يتحدث في عدد 3 ملايين نسمه بينما مشجعي النادي الأهلي ممكن أن تجدهم 60 مليون إن لم يكونوا اكثر من ذلك
وعلى هذا الأساس
فالمقياس الذي يتحدث عنه أيمن نور وجمال مبارك وغيره لا يمثل الشعب المصري في أي شيء
والجلابية او القميص الذي هو "واسع" على جمال و "مضبوط" على أيمن نور ليس هو إلا "جيب" أو "زرار" في القميص ولم يُحصل حتى "كُم" في هذا القميص
فمن هو مهتم بالأمر داخل مصر لا يتعدى 5% من عدد السكان (مع المبالغه في النسبه) أما الباقون فعندهم شعار "من نعرفه أفضل ممن لا نعرفه"
والسبب في ذلك هو مستوى المعارضين المتدني للغايه حتى في لغة الحوار
28 حزب على أرض مصر لم ينجحوا في الوصول إلى قلوب وعقول الناس حتى أعرقهم مثل حزب الوفد
استغلوا الصحف والقنوات الفضائية الخاصة لا من اجل تسويق أنفسهم للشعب المصري ولكن من اجل الهجوم على جمال مبارك حتى عرف الناس جميعا في مصر من هو جمال مبارك ولم يعرفوا شيئا عن غيره
ومع دعوة البرادعي لتغيير الدستور مع عدم رغبته في الترشيح للرئاسة وعدم جدية الإخوان المسلمين في خوض الأمر وإنتفاع المعارضين بمعارضتهم للحكومه "بعد اخذ امرها" ببيع الصحف والحديث في البرامج الفضائيه بصوت عال اصبحت كل الطرق تؤي إلى جمال مبارك
وأصبح حلم العارضين داخل مصر هو كيفية الإتفاق مع الحكومه للحصول على عدد من المقاعد داخل مجلس الشعب وهذا هو الإنتصار الحقيقي من وجهة نظرهم
فمجلس الشعب يجب ان يحوي قوى الشعب كامله من وطني -وله الغالبيه- ثم نتفق مع الإخوان والناصريين والوفديين والمسيحيين بعدد معين من المقاعد -زاد أو نقص هذا ما تحدده سياسة كل دوره
وليبقى الوضع على ما هو عليه