الجمعة، 10 ديسمبر 2010

تحرش -678

فيما يتعلق بالتحرش الذي تتعرض له الفتيات في الشوارع والذي ظهر عنه فيلم مؤخرا بعنوان 678 كما ظهر من الإعلان الخاص به، هناك عدة امور ينبغي ان يتحدث عنها الناس
أولا: لا تتحدث عن التحرش وكأنه ظاهره فجائيه، ولكن علينا أن نتحدث عن حدوث إنحلال أخلاقي طال الجميع، ففي بلد يعاني من الرشوة والفساد في الحياة السياسية والبطالة والمحسوبية والوساطة وسوء مستوى التعليم والصحة والسرقات التي نشاهد قضاياها بصورة مستمرة والمتعلقة بكبار رجال الأعمال والإنفلات الأسري وجرائم القتل التي تحدث في الأسرة الواحدة كأب يقتل الأبناء أو إبن يقتل أبية وأمه او أحدا يقتل شقيقته لشكه في سلوكها او بنت تهرب مع عشيقها، لا ينبغي علينا أن نتحدث عن التحرش بالقول أو بالفعل على أنه شيء عجيب
وعلى هذا الأساس فالتحرش ليس إلا ظاهرة من بين الظواهر الأخلاقية السيئه الموجوده داخل المجتمع وظهورها في ظل هذه الأزمات الأخلاقية شيء عادي ومنطقي
فالظروف سابقة الذكر لن تظهر لك الشيخ الشعراوي ولا رابعة العدوية حتى نتحدث عن التحرش وكأنه حدث عارض لا نعرف لماذا أتى
ثانيا: فيما يتعلق بفيلم التحرش الذي ظهرت إعلاناته في التليفزيون
هناك فكرة ما يريد ان تصل إلى الناس، وهي تجنب الحديث عن ملابس البنات الساخنة والتي نراها يوميا في الشارع على البنات، ولهذا فقد قام بإظهار إحدى الفتيات المحجبات في الفيلم وهي تتعرض للتحرش من الشباب في الشارع وفي الأتوبيس حتى يقطع الطريق علينا إن اعترضنا وقلنا ان أحد أسباب التحرش الجنسي بالقول أو بالفعل هو ملابس البنات الساخنة
فظهور المحجبة في الفيلم يمنعك من التعليق على ملابس البنات، هكذا أراد الفيلم أن تصل الرسالة
وإن تحدثت قالت البنت أن المحجبة أيضا تتعرض لمضايقات
ولكنها لم تذكر لنا أي نوع من المحجبات تتحدث
هل المحجبة حجاب كامل ام المحجبة حجاب موديل 2000 حيث أن الشعر مغطى كاملا والبنطلون يكاد ينقطع من ضيقه على البنت من أسفل، هذا ليس بحجاب إن كانت لا تدري صاحبته!
وحتى إن حدث تحرش بالقول أو بالفعل للمحجبات ، ولكن كم النسبه التي تتحدثون عنها من المحجبات -حجابا كاملا- أو حتى بنت غير مسلمة ترتدي زيا محتشما- مقارنة بمن ترتدي "بدي" يظهر من خلاله بطنها؟
تقول البنت أنها كلما سارت في الشارع تعرضت لمضايقات
وأنظر إليها وأجد ملابسها الداخلية ظاهرة أمامي من خلف الملابس الشفافه التي ترتديها
واحيانا تكون قد أرتدت شيئا محاز لحزام البطن حتى إذا سقط منها شيئا على الأرض وأرادت أن تحضره أنكشف ظهرها بالكامل أمام الناس، فيراها الناس جميعا وُتظهر انها متضايقه من نظرات الناس!
يقولون ان الحجاب الآن موجود في كل مكان، ولكنه موجود على حسب الموضه ومواصفاته الحديثه، حيث تغطية الشعر وتضييق الملابس من أسفل حتى تظهر جميع مفاتن البنت حتى قدميها
فهل إن نظر الرجل إليكي وأنتي بهذه الحاله سيجذبه شعرك المغطى أم أول نظره سينظرها إليكي ستكون على نصفك الأسفل والذي بات ظاهرا أمام العالمين بكل تفاصيله؟
الشمس لا تغطى بالغربال
أنتي ترتدين ملابس مثيره، والشاب الذي يقف أمامك ليس ولي من أولياء الله الصالحين
نعم البنات يتعرضن بالتحرش بالقول أو بالفعل أثناء السير في الشارع
لكن أيضا ملابسهن تساهم في هذه الحاله
وظهور المحجبه وهي تتعرض للتحرش في الفيلم لن يجعلنا نغض البصر عن من تنزل من بيتها وأدق تفاصيل جسمها ظاهرة أمام الناس أو نوجه اللوم لأبيها الذي تنازل عن رجولته وتركها تنزل من البيت بهذا الشكل المخزي
فظهور المحجبة في الفيلم أمر رسالته واضحه
وهي أنني أظهرت لك محجبة في الفيلم حتى لا تقول لي أن ملابس البنات سببا فيما يحدث
وبما أن المحجبة تتعرض للتحرش فلا مجال من الحديث عن ملابس البنات
وصلت الرساله والحمد لله

ثالثا: ما يلفت النظر في إعلان الفيلم ويدعو للدهشة من هؤلاء الفنانين هو التناقض الرهيب فيما يفعلوه
المشهد يقول أن ولد يسير وراء فتاه ويغني أغنية تامر حسني الشهيرة "أكتر حاجه بحبها فيكي هي دي" ثم أطلق يده تجاهها، وهذا بالفعل حدث ويحدث في الشوارع من بعض طلبة المدارس
ولكن
ألم يفعل هذا تامر حسني فعليا في اغنيته الشهيره مع المطربة زينه؟
ألم يقول وهو يغني "اكتر حاجه بحبها فيكي هي دي" – وقد أشار إلى مؤخرة الممثلة الموجوده معه" في مشهد فاضح وخاصة وهو يقول "طييييييبه قلبك" وهذا واضح امام الجميع أنه يقصد "مؤخرة الفنانه"ولا يحتاج هذا إلى تفسير
وعندما أعترضنا وقلنا ان هذا قلة أدب وسفالة وأنكم تعلمون الناس البوظان في المجتمع ظهر من قال أن الفن رساله ولا داعي من الهجوم على تامر حسني وانكم تريدون أن نعود إلى العصور الوسطى وغيره من الكلام الفاضي
فلماذا تغضبون من حدوث مثل هذا المشهد في الطبيعة بين الولد والبنت في الشارع؟
لماذا تتباكون الآن على الأخلاق والقيم داخل المجتمع المصري؟
نحن بإختصار شديد نحصد ما زرعناه في طلبة المدارس وصغار الشباب
هذا ما شاهدون في الفيلم من نجم الجيل تامر حسني وهذا ما يتم تطبيقة في الطبيعة
وتعرض الأغنية كل يوم في الفضائيات ويشاهدها الجميع، وعندما يتم تطبيقها في الواقع نجد الغضب يتصاعد من الناس ويقولوا أن هذا عيب
...
وأخيرا
الفضيلة لم تخلق من اجل ان يتمسك بها الرجل فقط
ولكن الفضيلة موجوده ليتمسك بها جميع البشر من رجال ونساء
والإنحلال طال كل شيء، ليس التحرش أزمه عارضه، ولكنها ازمه اخلاق وموجوده ويجب حلها، هذا ما يجب أن نتحدث فيه
ولكن طالما أن الحديث يدور في فلك واحد وهو أن الشباب بايظ والبنات لا يصدر منهم العيب فهذا لن يقدم لنا حلا أبدا
النساء دائما ما يركزن على طرف واحد في القضية وهي الشباب غافلين أمورا أخرى
وتحرش رجل بإمرأه - مهما بلغت درجة جرمه- فهو طبيعي

اما الان فقد ظهر الغير طبيعي وهو تحرش بنت ببنت داخل المدارس، ومن قبلها رجل تحرش بآخر داخل قسم الشرطة، وهناك حوادث من هذه النوعية لم تذكر، ولكنها موجوده وتحدث
بإختصار هناك أزمة أخلاق- علينا التحدث عنها بصورة عامة وشاملة في المجتمع
هذه الأزمه طالت رجال الأعمال والوزراء الذين يسرقون أموال الدوله وطالت أيضا الذي يتسول في الشارع بالكذب وهو لا يحتاج الصدقه ويأخذ حق غيره في الصدقات
المشاكل هي نتاج أزمات متتابعة من سنين وليست وليدة الصدفه