السبت، 31 يوليو 2010

مرحبا بكم في حي البساتين

أحيانا تمر بمناطق ولا تجد أي تعليق تقوله على ما هو موجود بها
وقد تتعجب كيف لمكان مثل هذا يعيش فيه بشر وهو لا يصلح لمعيشة الحيوانات

المجاري طافحة في كل مكان والرائحة لا تطاق بأي شكل
ولكن الناس يسيرون في الشارع ويبدو أن هذه الرائحة اصبحت مألوفه عندهم
لا أعرف ما هذا المنظر
هل هذا بيت ام كشك ام حاجه محروقة ولا ايه بالضبط
ماذا يمثل لك عندما تشاهده - وعندما تشير إليه ماذا ستقول عليه
الزباله تلال موجوده على جنبات الطريق
زباله على اليمين وعلى اليسار والطريق الموجود في المنتصف من أجل سير السيارات

عربات مكهنه ومحروقه ومن المفترض أن تعدم او تباع خرده ولا تترك بالطريق

الغسيل منشور في الشارع
مركز لتجمع الجمال
والجمل يأكل من الزباله ثم يذبح لنأكله
لحم كتافه من الزباله
التوك توك محشور بالناس وكأننا في كمبوديا
زباله مرة أخرى
ناس عاملين عشش في الشارع وبيبيعوا فيها شاي
زباله في كل مكان وكأن جمع الزباله أصبح عمل يحتاج إلى كائنات من الفضاء

غسيل وسيارات مكسره ومتروكه في الشارع بالسنين وستبقى إلى ما شاء الله في نفس المكان
...
هذا الحي ومثله أحياء كثيره داخل مصر له رئيس ونائب رئيس
ومجلس محلي واعضاء داخل المجلس المحلي
واعضاء مجلس الشعب عن هذه الدائره
وعندما تتحدث مع أي واحد منهم يقول لك "وانا هعمل ايه"
طالما انك لا تستطيع عمل شيء فعليك أن تترك مكانك وتستقيل
فلا يصح أن يكون مكتبك مفروش بالسجاد الغالي الثمن وبه العديد من أجهزة التكييف وحال الشوارع عندك بهذا الوضع
إنه من العار عليك ان تكون رئيس لهذا الحي او عضو بمجلس الشعب عن هذه الدائره
إنه عار عليك ان تكون مسؤولا عن هذا المكان
كيف يكون لك الفخر أن تتحدث أمام الناس وتقول لهم انك رئيس هذا الحي او عضو مجلس الشعب عنه أو عضو المجلس المحلي به وحاله بهذا الشكل الواطي الذي لا يصلح لمعيشة الحيوانات
فلو قمت بالكشف عن القطط والكلاب الموجوده في هذه المنطقه لوجدتها تعاني من الجرب وامراض أخرى كثيره
لو لم تستطيع ان تفعل شيئا لإصلاح هذا الأمر فعليك بالإستقاله
ولو كان الأمر صعب عليك والدوله لا توفر لك الإمكانيات المناسبه فأترك منصبك وأعلن هذا امام الناس كلها
لكن تمسكك بالمنصب وحال الحي بهذا الشكل دليل على أنك حرامي

على جنب ياسطى- 7

الخميس، 22 يوليو 2010

في ذكرى ثورة يوليو

كانت ثورة يوليو عام 1952 هي آخر مراحل التغيير في مصر -من حيث نظام الحكم- بعد فترة ملكية دامت عقود طويله هناك الكثيرين من أبناء الأمه العربية لا يعرفون ان اول رئيس لمصر هو اللواء محمد نجيب ومحمد نجيب هذا كان قائد الثوره، وإن كانت الثورة فشلت كان اول من سيتم قطع رقبته، ولكن نجحت الثورة، وبعد ان نجحت وأصبح رئيسا لمصر غدر به اصحابه من الضباط الأحرار
كان هو قائدهم، وكان هو اول من تم الغدر به
فتم تحديد إقامته وعاش في الذل إلى أن توفاه الله في الثمانينيات من القرن الماضي،
كان يربي القطط والكلاب في منفاه الإجباري لأنهم أوفى كثيرا من البني آدمين كما قال
وكان يغسل ملابسه بنفسه لنه كان وحيدا في هذا المنفى
وكما يقول المؤرخون أن له ثلاثة من الأبناء
أكبرهم -فاروق- أفتعل مع احد ضباط الشرطة مشكلة وتم إدخاله المعتقل وتعذيبه وتوفى بعد خروجه من المعتقل والثاني كان يدرس بالمانيا ولقى مصرعه ومنعوه من مشاهدته والصلاه عليه قبل دفنه والثالث يعمل سائق تاكسي بعد حصوله على شهاده متوسطه
كان هؤلاء هم أبناء قائد ثورة يوليو وكان هذا حالهم
بينما أبناء باقي الضباط الحرار الآن ما شاء الله
يمكن ان تسأل عليهم وعلى أحفادهم وستجدهم من علية القوم

كان هذا اول إنجاز للضباط الأحرار، الغدر بالقائد

...

قالوا أن اول هدف من اهداف ثورة يوليو هو القضاء على الإستعمار
لكنهم لم يعرفوا ان الإستعمار قام بتطوير نفسه إلى استعمار ثقافي واقتصادي وغذائي واستعمار يعطيك السلاح مقابل مواقف سياسية يجبرك عليها وغير ذلك هذا يعتبر قصر نظر
...
الضباط الأحرار
أقنعوا الناس بان هناك فسادا كبيرا في عهد الملك -وبالفعل الأمر كان كذلك-
وما ان قاموا بالثورة على الباشاوات ومن كانوا يحكمون مصر حتى فعلوا مثلهم تماما
سبحان الله

الكل في هذا البلد سواء ولكن فقط ينتظر الفرصة
يعني هؤلاء كانوا يعارضون الآخرين لأنهم يفسدون في مصر ويسرقون أموالها وخيراتها وما ان طار الملك ومن معه حتى جاء الضباط الأحرار وفعلوا ما كان يفعله اعوان الملك
قالوا أن الباشاوات فاسدين ويسيرون مع النساء الساقطات
وأخوانا بتوع الثورة ما ان مسكوا البلد حتى أصبحوا كالكلاب الجائعه وأصبح كل منهم يجري وراء فاتنات السينما المصرية في ذلك الوقت
وهذا دفع ممثلة مثل لبنى عبد العزيز إلى الهروب من مصر ولم تحضر إليها إلا في مطلع هذا القرن خوفا من ان يكون الوضع كما كان عليه من قبل!

...

إقامة حياه ديمقراطية سليمة للشعب المصري!!
هذا كان أحد اهداف الثورة ولكن لم نسمع عن أي أحد دخل امام جمال عبد الناصر في انتخابات طيلة 18 عاما حكم خلالها مصر ومن بعده ومن بعده، فلا ادري أين هذه الحياة الديمقراطية السليمة على الرغم من ان التغيير كان قريبا وكان من المفترض ان يتم السير على أسس انتخابية وديمقراطية سليمه حتى يسير عليها الشعب المصري لمئات السنين
ولكن مع الأسف هذا لم يحدث، وسارت البلد على نظم سياسية غير سليمة وتم توريثها حتى أصبح التزوير وسلب الحقوق شيء أقل من العادي
هذا بالطبع غير معتقلات شمس بدران غيره من كبار القوم
ولأول مرة في التاريخ الحديث
وفي معجزه علمية منقطعة النظير

كان المصريون اول من اكتشف ان هناك مكانا وراء الشمس
فكنت عندما تتحدث مع احد وقتها يقول لك "ولله لو علموا ما تقول سوف تذهب وراء الشمس"
فكان للثورة الفضل الكبير في معرفة هذا التقدم العلمي الكبير والعظيم لأنهم مكنوا الناس من معرفة ما الذي يوجد وراء الشمس
وقد انتجت مصر العديد من الأفلام التي تصور هذا الجنون الذي حدث في تلك الفترة مثل "احنا بتوع الأتوبيس" و "طائر الليل الحزين" و"الكرنك" وغيرها من الأفلام التي تتحدث عن تلك الفتره في سابقة هي الأولى وربما الوحيدة في البلاد العربية والتي سمح فيها بعمل أعمال درامية تتناول قصصا مثل هذه وتنتقد ما حدث في تلك الأيام
...
إقامة جيش وطني قوي
قواتنا المسلحة هي اهم ما نمتلكه على مر العصور
لكننا قمنا ببهدلة الجيش المصري في حروب لا أدري ما فائدتها ولماذا نتدخل عسكريا في بلدا آخر ونحارب أهله
ما هي مشكلتك لكي تقوم بنصر الجمهوريين على الملكيين في اليمن وتلقي بالجيش في حرب لكي يقتل فيها أبناء بلد عربي آخر
ولك ان تتخيل كيف كان عدد الجنود المصريين باليمن 55 ألف جندي عام 1966 ومعه مدرعات وطائرات ودبابات يكفي ان يكون لدينا نصب تذكاري في اليمن وبه الآلاف من الجنود المصريين

فهناك تقارير تتحدث عن مقتل عشرة آلاف جندي مصري باليمن
وكانت النتيجة هي الهزيمة المؤلمه في عام 1967 واحتلال اجزاء من فلسطين والأردن والجولان وسيناء بالكامل في وقت واحد

ومات عبد الناصر وتركها محتله

ولولا أن سترها الله علينا في حرب 1973 لكنت سيناء محتله حتى الآن
لكن هناك من بين المصريين ممن لا يرضى عن انتصار 73 او يعتبره هزيمه فلا أدري ما هو رد فعل هؤلاء لو كانت سيناء الآن في قبضة اليهود، ولم يكن بإمكانك ان تذهب إلى شرم الشيخ او الغردقه او العريش، أو كانت قناة السويس معطله وتحت الإحتلال ماذا كانوا سيقولون! نحمد الله سبحانه وتعالى أن السادات نجح في بناء الجيش المصري الحديث والذي أصبح له قيمه كبيره العسكرية وتمكن بفضل الله من تحرير أراضينا
فنحن إلى عام 68 لم يكن لدينا سلاح أسمه "الدفاع الجوي" ولم نكن نعرفه
لكن على ما يبدو أن السيد وزير الدفاع وقتها الأخ عبد الحكيم عامر كان مشغولا بأشياء أخرى غير تطوير الجيش ومشاهدة احدث النظم القتالية والدفاعية في العالم وهو الذي ترقى من رائد إلى مشير في غمضة عين وأصبح وزيرا للدفاع بلا خبرات، هذا غير أشغاله الأخرى . . .

...
القضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال
هذا أيضا احد اهداف الثورة ومن يوم أن خلق الله هذا البلد ولم يتحقق هذا الهدف أبدا
مصر هي البلد التي طلع منها الكلام "معاك قرش تساوي قرش، البلد دي بلد الكبار، معاك قرش تعيش ملك، معاك قرش الكل يخدمك" ،
الإقطاع طول عمره موجود واصحاب راس المال هم المسيطرين على كل شيء منذ ان خلقها الله إلى الان، يعني الحال لم يتغير في هذا الأمر تحديدا من أيام محمد علي حتى الآن
...
لا أنكر ان هناك إنجازات للثورة
فلا يوجد أي عصر بلا إنجازات

لكن الأخطاء كانت عبارة عن فضائح وكوارث
ويترحم الناس الآن على أيام الملك ويقولون أن الملكية أفضل كثيرا من الجمهورية
ولو ان الملك كان موجودا إلى الآن لكان الحال أفضل بكثير
ولكن هذه أوهام
لأن الناس على حالهم وأخلاقهم وطبيعتهم منذ أيام الملك وحتى الآن
أختلفت العصور ولم يتغير الناس

...

ويأتي فيلم "رد قلبي" ليكون احد أفلام الثورة المؤثره
إبن الجنايني يتزوج من بنت الباشا
فهل يمكن الآن لأي وزير أو عضو مجلس شعب أن يأتي بواسطه لإبن الطباخ او الجنايني الذي يعمل عنده لكي يلتحق بالشرطة او الجيش ويزوجه إبنته؟
إن شاء الله في المشمش
وبالحضن يا علي يابني
ولا بلاش لأوسخ لك البدله

الخميس، 15 يوليو 2010

الوارثون

كان للرئيس الراحل حافظ الأسد السبق في موضوع التوريث ويرجع الفضل الكبير له في إشعال فكرة تولي الإبن منصب رئاسة الجمهورية خلفا لأبيه في العديد من البلاد العربية التي قامت فيها ثورات
وقال الأخوه في سوريا أنه كان يجهز إبنه الراحل باسل الأسد ولكنه توفى في حادث
فما كان له إلا أن يقوم بتجهيز ابنه الثاني الدكتور بشار الأسد لكي يكون هو خليفته في حاله وفاته وهو ما تحقق بالفعل
فما ان توفى حافظ الأسد حتى جاء تعديل للدستور في سوريا قبل دفنه حتى يتمكن بشار من الجلوس على عرش سوريا خلفا للوالد
كانت الفكره غريبه بعض الشيء على الناس خاصة في مصر
أتذكر أنه عندما تولى بشار الأسد الحكم في سوريا اخذ الناس في مصر يسخرون من السوريين وبشده على ما حدث هذا من توريث إجباري للحكم
بل ذهب الناس إلى أتهام الناس لأخوانهم في سوريا بانهم ليسوا رجالا
فكيف يرضى الشعب أن يصبح "قرطاس" يفعل فيه الجميع ما يشاء
قلت لهم وقتها ألا يمكن حدوث ذلك الأمر في مصر؟
قالوا لي هذا مستحيل لأن مصر ليست سوريا !

ولو كانوا يعلموا الغيب لما تحدثوا بهذا الحديث
بعدها بفتره أخذ كل رئيس بلد من البلاد التي قامت بثورات لنزع الملكية والحضور بالجمهورية إلى تجهيز الخليفه وبشرط يكون الإبن للرئيس الحالي
ففي مصر تم معرفة الرئيس القادم من الآن وقبل وفاة الرئيس مبارك
ولن يمنع حدوث هذا إلا قضاء الله لو حدث وتوفى جمال مبارك فجأه
عندها ستكون كارثه لأن الجميع - عامل حسابه- على ان جمال هو وريث الحكم ويتم التجهيز لذلك من سنوات قليله منذ ان بدأ نجمه في السطوع داخل الحزب الحاكم في مصر

وفي ليبيا
هناك سيف الإسلام القذافي إبن العقيد معمر القذافي
عندما تشاهد البرامج الحوارية في الفضائيات وتستمع إلى برنامج شكاوي تجد الناس يوجهون الرسائل إلى سيف الإسلام لكي يقوم بحل مشاكلهم او التوسط من اجل الوصول إلى حل
ومعروف داخل ليبيا - من الآن- ان سيف الإسلام سيكون الرئيس القادم لليبيا خلفا لوالده

وفي اليمن
هناك إبن الرئيس اليمني "محمد علي عبد الله صالح" قائد الحرس الجمهوري والذي دخل في معارك صعدة الطاحنه مع الأخ الغير شقيق للرئيس اليمني "علي الأحمر" -ولهذه الحرب قصه طويله لا مجال لذكرها الآن- وقيل وقتها أن احد أسباب هذه الحرب هو رغبة الرئيس في إبعاد الأحمر عن طريق الرئاسة وإفساح الطريق لإبنه
هذا يدور على ارغم من الكوارث التي تعيشها اليمن والتي تعاني من حروب اهليه وخطر الإنفصال، ولكن هذا لم يمنع الرئيس من ان يحقق امله في ان يصير إبنه رئيسا لليمن في المستقبل

وفي الجزائر
الأخبار القادمه من هناك تقول ان "سعيد بوتفليقه" شقيق الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقه هو الرئيس القادم للبلاد
وهو استاذ فيزياء في كلية العلوم
قالوا أنه نجح في تصفية الجنرالات الأقوياء داخل الجزائر وجميع حسابات تصدير البترول والغاز الجزائري يكون على علم بها -ولا ادري إن كان هذا من باب العلم ام لكي ياخذ نصيبه من الصفقات- صحيح هو استاذ فيزياء، ولكنه له باع طويل في مجال المال والأعمال لكي يتمكن هو الاخر من السطو على هذا البلد الغني بالبترول (وللعلم الجزائر هي إحدى دول الأوبيك)، وهو يتدخل في الأمور السياسية للبلاد ومشكلة البوليساريو ويتقابل مع زعيم الانفصاليين في الصحراء المغربية ولا تدري بأي صفه يقابلهم ويتحدث معهم ومن قام بتفويضه في هذا الأمر!
وهو بذلك يفعل تماما كما يحدث عندنا عندما تجد ابن الرئيس يتحدث في امور غريبة وتبحث عن منصبه الذي يؤهله لكي يتحدث في مثل هذه الأمور فتتعجب من ذلك الحديث لأنه ليس بوزير أو رئيس وزراء ولكن هناك منصب جديد اسمه "ابن الرئيس"!

وفي تونس الأمر يكاد يكون مختلفا قليلا
فلم يرزق الله الرئيس زين العابدين بن علي بالأولاد
فماذا يفعل؟
سيترك الحكم لزوج إبنته الكبرى!
فهناك رجل الأعمال "فهد محمد صخر الماطري" زوج نسرين زين العابدين بن علي ومالك صحيفة الصباح التونيسية الشهيرة ولا استطيع أن اكتب ما يمتلكه في تونس من مشاريع وشركات خوفا من إطالة الموضوع لأن هذا يحتاج إلى موضوع منفصل
ولكن يكفي ان أقول لك أنه من مواليد 1980!!

وإن كان الرئيس الراحل صدام حسين على قيد الحياة والعراق كانت العراق التي كنا نعرفها سابقا ما تردد صدام في الأخذ بيد احد الأبناء من اجل الجلوس على عرش العراق
...
هذا ما يحدث حاليا في الجمهوريات العربية التي تتباهي بالثورات التي أفتعلتها ضد الملكية ويقيمون الإحتفالات والأعياد سنويا من اجل الإنتصار على الملكية والإتيان بالجمهورية من أجل الخلاص من سيطرة الملوك على موارد الشعوب!
لا ادري بأي نفس يحتفل هؤلا بأعياد الثورة في بلادهم
وتلاحظ أن جميع من سيقومون بوراثة الحكم في بلادنا العربية هم من رجال الأعمال
فكانت البداية مع أي إبن للرئيس أن ُيفسح الطريق له لكي يقوم بعمل بزنس عالي داخل البلاد وخارجها
ثم يستغل نفوذه في التحكم في الصفقات التي تدخل أو تخرج من البلاد والمتعلقه برجال اعمال آخرين
وبعد ان أصاب أولاد الرؤساء الملل من التجارة ووجدوا أن نفوذهم قد اتسع للغاية والثروة عندهم أصبحت غير عادية وقدرت بالمليارات من الدولارات فقالوا ولماذا لا نمسك بزمام الأمور داخل بلادنا ونصبح رؤساء مثل الآباء
وقد أستغلوا سيطرة الرؤساء على الجيش والشرطة وهما هي عصب أي بلد، بالإضافة إلى المجالس الشعبية والمحليه ورغبة الناس في عدم حدوث أي مشاكل وعدم إثارة أي بلبلة داخل البلاد في تنفيذ ما يريدون
بالفعل الشعوب لا تريد ثورات على الحكام لأنهم لا يريدون لبلادهم الفوضى وعدم الإستقرار
فنحن شعوب تعشق الإستقرار وتكره حدوث فوضى تؤدي إلى كارثة على البلاد
فكان الطريق ممهدا إلى التفكير في أخذ الحكم بالقوه على أعتبار أن جميع الظروف تسمح بتحقيق ذلك الحلم
لكن أغرب ما في الأمر أن جميع الرؤساء فكروا في هذا الأمر
ما من واحد فيهم فكر في شيء عكس ذلك أبدا
الكل أراد أن يكون لأبنه نصيبا من الحكم حتى يتركه وهو في أحسن حال -من وجهة نظره-
ولو كان كل رئيس يحب إبنه بالفعل لأبعد عنه تلك المصيبة المسماه "رئاسة الجمهورية" لأنها مسؤولية عظيمة وحسابها كبير أمام الناس في الدنيا ثم عند الله عز جل يوم القيامة
لكن على ما يبدو أن طمع الدنيا قد أصاب هؤلاء البشر بالعمى فأصبحوا لا يفكرون في أي شيء سوى كيفية السطو على المناصب الرفيعة داخل البلاد ولا مانع عندهم من عدم تحقيق العدل والمساهمة في ظلم الناس من أجل الوصول إلى هذا الغرض
وأخذوا في السعي لترسيخ هذا المبدأ منذ زمن عن طريق توريث أبناء الوزراء علية القوم داخل البلاد المناصب والنفوذ حتى يضمنوا أن يكون هناك جيلا ثانيا من المسؤولين مشابه تماما للجيل الذي يسبقه ويقومون بإزاحة من يمكن أن يقف "حجرا" في طريقهم جميعا وحتى يطمئن الكبار في مختلف مواقعهم على مستقبل أولادهم في وجود رئيس المستقبل فيقومون بتأييده وبكل قوه حتى يضمنوا لأولادهم السعاده والإستقرار الأبدي
ولهذا ظهر في عالمنا ما يسمى "بحكومات رجال العمال" لأن هؤلاء هم أبناء وأصدقاء وتابعين للكبار الذين كانوا يسهلون لهم الأمور سابقا في الإستيلاء على الأراضي وإدخال الصفقات المشبوهة إلى البلاد وغيره من الفساد المنتشر في الدول العربية
بالله
ليس عندي أعتراض على أحلامهم أبدا ولا على السطو على الحكم
ولكن انتم حققتم ما تتمنون في حياتكم فيجب أن تتركوا الناس تعيش في راحه
أمسك الرئاسة ولكن لا تترك الناس يعانون من مشاكل الصرف الصحي وعدم وصول المياة والفقر والمرض وصعوبة الحصول على العلاج وصعوبة التعليم
أمسك الرئاسة لكن أفعل شيئا للناس
كن رئيسا للجمهورية لكن أترك الناس تعيش بجانبك
لا تطمح انت أن تكون كل شيء وتترك آخرين لا يستطيعون تحقيق حلمهم البسيط في الحصول على وظيفة أو زواج او غيره
أنت حققت كل شيء وحصلت على كل شيء وتسعى للحصول على المزيد وستحققه
فأترك غيرك يعيش
هذا ما يريده أي إنسان يعيش في أي بلد
فقط يعيش