الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

أبو لمعه 2009

هذا الرجل يستحق وبجدارة أن يكون "أبو لمعة" 2009
فالضجة التي صاحبت حملته الإنتخابية في جميع انحاء العالم اوحت إلينا أنه الرجل الذي سيأتي ويصلح الكون بعد جورج بوش كانت كاذبه
وتتعجب كل العجب ان يثق فيه جميع التيارات المعارضة لحكومات البلاد -في جميع البلاد العربية على وجه التحديد- في ان يقوم أوباما بالتغيير
خطاب ناري في القاهره
تحليل للخطاب أستغرق أيام وأسابيع على شاشات الفضائيات
آلاف الصفحات على الإنترنت تتحدث عن ما سيفعله الرجل
أماني المعارضين الكبيرة في أن يأخذ بيدهم لتحقيق شيء
قالوا أنه سيغلق معتقل جوانتنامو
قالوا أنه سيقوم بإرساء الديمقراطيه في البلاد العربية
ولا أدري كيف لرئيس امريكا أن يؤثر في ديمقراطية بلدا آخر
آمال معلقه على سحب الجيش الأمريكي من العراق وأفغانستان والقواعد الأمريكية من الخليج
أنتظار لشهور على أن يفعل شيئا ولم يفعل أوباما أي شيء
قيل أن اليهود ليس لهم إلا أوباما، لدرجة أن اليهود أصابهم القلق في بداية حكمه
عارض المستوطنات في البدايه وبعدها فعل اليهود ما يحلو يريدون رغما عن انفه
بالإضافة إلى إرسال قوات إضافية إلى البلاد المحتله تعزيزا لهذا الإحتلال
واكتشفنا في النهاية أن سياسة أمريكا الخارجية لن تتغير بتغير الرئيس
خيبة أمل كبيرة أصابت المتحمسين له
مفاجأه كبيره في أن الرجل لم يفعل شيء من أجلهم
لكن الخطأ ليس خطأه
العيب كله يأتي على من توسم فيه خيرا
فهو رئيس أمريكا وليس رئيس بلد عربي
هو يأتي ليعمل من اجل مصلحة بلده وليس شيئا آخر
الناخب الأمريكي لم يذهب إلى الإنتخابات وينتخب رئيس بلده من اجلك
انت بالنسبة له لا تساوي شيء مقارنة بالحصول على مصلحة أمريكا وهذا حقه
قد أصابنا الكسل في كل شيء حتى وصلنا لدرجة اننا ننتظر ان يأتي التغيير والإصلاح على يد الأعداء
ها هو اوباما لم يفعل ولن يفعل أي شيء لمصلحة العرب
فهل سننتظر رئيس آخر لأمريكا غيره يحقق لنا ما نتمناه أم سنفيق من الأوهام

الجمعة، 18 ديسمبر 2009

بشرى للعرب . . هناك طرقا أخرى لتحرير القدس دون المرور من مصر!

لا أحد حتى الآن يعلم ماذا يحدث على الحدود المصرية، فكل ما تم كتابته عبارة عن تقارير وصورا لمعدات ولكن الوصف الدقيق لما سيحدث تم نقله من صحيفة اسرائيلية وهو بناء جدار عازل على الحدود بعمق 18 مترا، هذا ما أغضب الكثير من الأخوه العرب وما أكد لديهم على أن مصر تحاصر الغزاويين وتساهم في تجويعهم، وبعيدا عن الانفعالات والدعاء على الحكومه هناك عدة نقاط يجب أن نأخذها في الإعتبار
أولا: هذه الأنفاق كانت موجوده على طول الحدود بين مصر وغزه وبعلم تام من الحكومه المصرية، فمن كان يتخيل أن هذه الأنفاق تمت دون علم المصريين يكون واهم، لكن هذه الأنفاق معلومه مصدرها وهي بالمئات ومصر تركتهم يفعلوا ما يريدون
ثانيا: هذه الأنفاق ليست كلها لنقل ألبان الأطفال والمواد الغذائية للجوعى في غزه كما يتوهم البعض، بل هناك أيضا أسلحة ومخدرات يتم تهريبها بين الطرفان، ولا تستبعد أن يكون لليهود يد في التفجيرات التي كانت تحدث بالمناطق السياحية الموجوده في سيناء وذلك بتهريب المتفجرات عبر هذه الأنفاق، بالإضافة إلى أن هناك من يستغلها ليعمل "زعيم للمقاومه" على حساب مصر بدعوى مساعدة أهل غزه، يعني هي ليست أنفاقا بريئه
ثالثا: كان يمكن وبكل سهولة أن يتم حل المشكله نهائيا وفتح المعبر بشكل دائم لو حدث اتفاق بين الفصائل الفلسطينية لكنه لم يحدث، والآن العيب يأتي على مصر في نظر الكثيرين، شهور من المفاوضات بلا نتيجه، وفي النهايه حزن لتدمير الأنفاق واتهام لمصر بحصار الأخوه
رابعا: يطلب العرب من مصر أن تقول –لا- لأمريكا لأنها هي من أصدرت القرار، يمكن لمصر أن تفعل هذا فعليا بشرط، أن تستطيع دول الخليج التي تركت الجيش الأمريكي يعسكر في أراضيها أن تطرده، فالجميع ليس في وضع اقتصادي وصناعي تمكنه من أن يقول –لا- وهذه حقيقه، والكل في نفس المركب ويعاني، ولكن دائما اللوم يأتي على مصر وحدها وكأن الآخرين لا يعيشون في الدنيا
...
الآن ما هو الحل
سمعت من قال على -على أحد الفضائيات" أن على العرب أن يطلقوا مصر بالثلاثه
وأن آل فرعون هم السبب في كل المصائب التي حلت على الأمه العربية
كلام ياتي يوميا على الفضائيات ونسمعه من أخواننا العرب
ونقطه أخرى تتردد الآن، وهي أنه لو هناك حدودا بين دولا بعينها وبين غزه ما كانت ستسمح مطلقا بأن يحدث مثل هذا الأمر أو أن تصل الأمور لهذا الحد
إذن على العرب جميعا البحث عن البدائل والبدائل موجوده فعليا للخلاص من هذا الموقف
أولا: هناك طريقا من البحر المتوسط، يمكن لمن يريد أن ينصر غزه بالتحرك من خلاله وسيضرب أسرائيل في عمقها مباشرة دون الحاجة إلى المرور على مصر، فمصر الآن هي خط الدفاع الريسي لليهود وتعوق الجيش العربي لتحقيق أهدافه، فهناك طريق البحر ولن يكلف أحدا شيئا وستكون في قلب أسرائيل مباشرة وبأقل مجهود
ثانيا: يمكن أيضا أن تصل لعمق اسرائيل بسهوله عن طريق الحدود مع الأردن حيث يجمع الإثنان حدود طويله يمكن استخدامها في نفس الغرض وستؤدي لنفس النتيجه
ثالثا: هناك حدود بين الجنوب اللبناني وشمال اسرائيل، وهذه المنطقه كان بها حرب منذ فتره ويستطيع السيد نصر الله أن يساهم بشده في هذا الأمر ويساعد من يريد أقتحام اسرائيل عبر لبنان، فالدخول إلى لبنان ليس فيه مشكله والوصول لجنوبها أمر يسير، ومن يريد السطو على شمال اسرائيل ما عليه سوى سلوك ذلك الطريق الذي سيساعده فيه بالطبع السيد نصر الله الذي يمثل شرف المقاومة في الأمه العربية
رابعا: إن لم تنفع الطرق السابقه لمن يريد أن يقوم بتحرير القدس ويبحث عن أرض فعندك سوريا، يمكن الدخول إلى أراضيها وعلى الأقل المساهمه في تحرير هضبة الجولان ومن بعدها بعون الله الدخول على الدوله اليهوديه وسحقها تماما، وإن لم تنجحوا في هزيمة اليهود فيكفي تحرير الجولان العربية التي هي تحت الاحتلال منذ أكثر من أربعون عاما
كل هذه مناطق يسهل الوصول إلى غزه وفلسطين واسرائيل لمن يريد أن يحرر القدس
فهناك كلاما هذه الأيام من بعض البلاد العربية أن من يعوقهم عن تحقيق النصر على اليهود هو أنه لا توجد بينهم وبين فلسطين أي حدود، فمن يريد التحرير عليه أن يتصرف عبر تلك الحدود، وبما أن مصر لديها حدود ولن تقوم بفتحها للشرفاء من العرب لتحرير القدس فهذه سبل أخرى يمكن أن تساهم في ذلك الحلم العظيم

وإن لم تنفع هذه الطرق هناك طريقا آخر يمكن ان يسلكه العرب
هذا الطريق هو إيران وحزب الله
فقد سبق للإثنان الموجودين في هذه الصورة بأن صرح أحدهم بأنه سيحرق قلب اسرائيل بينما قال الآخر بأنه سيمحو اسرائيل من الوجود
ولا ادري في الحقيقه ما الذي يمنع هذا من سحق اليهود ويمنع الآخر من محو اسرائيل
...
المصيبة الكبيرة أن الكل يتكلم فقط ولا أحد يفعل أي شيء
ونعلم جميعا أن البلاد العربية كلها اما انها خاضعة لأمريكا أو تقع تحت الإتحلال الأمريكي فعليا كما هو الحال في بلاد الخليج العربي يعني الكل في الهم سواء ولا أحد يستطيع ان يفعل أي شيء ونعلم جيدا أنه لفعل شيء علينا أولا بأن نزرع ما نأكله ونصنع ما نلبسه فلماذا إذن يتم توجيه الانتقاد لمصر وحدها؟
ألستم مسلمون وعربا مثلنا، لماذا لم تفعلوا شيئا؟
وما هذا التناقض الذي نراه على شاشات الفضائيات
أحدهم يجلس ينتقد الخضوع المصري لأمريكا وهو إن فتح شباك الاستوديو الذي يتحدث منه سيجد القوات الأمريكية تقف على مرمى البصر
لماذا ندمن الضحك على أنفسنا والهروب من المسؤوليه؟
أناس يقولون الله يرحمك يا مصر ويتركون القوات الأمريكية على أراضيهم وآخرين لم يحركوا ساكنا طوال عمرهم ويهاجمون مصر فقط وبعضهم يرى أن مصر ليست كبيره وأنها ماتت ثم يصيح ويقول عند المصائب أين مصر مما يحدث، يا اخي قد قلت أنها ليست كبيرة وأنها ماتت فلماذا تبحث عنها الآن؟
...
أخي العربي
أنت ترى أن مبارك خائن وتقولها
لكنك لا تقول شيئا لحاكم بلدك ولا تتهمه بالخيانه
ولا تملك مثقال ذرة من الشجاعة لتوجيه النقد لحاكم بلدك
تتصل بالفضائيات وتشتم مبارك بكل شجاعه ولا تستطيع أن تتحدث عن رئيسك
أنت تقول ان مصر مقصره وبلدك مقصره
تقول أن مصر عميله وخاضعه لأمريكا وبلدك نفس الشيء بل وضعها اسوأ
ترى مصر فقط وتركت حتى نفسك وكأن الله لن يسألك وحكام بلدك على فلسطين وسيسأل مصر فقط
فلا تتهم المصريين ببيع فلسطين وانت المظاهرات في بلدك ممنوعه
ولا تتهمني بالتقصير وانت مقصر
ولا تتهمني بالضعف وأنت ضعيف
ولا تنصحني بأن اكون قويا وأنت عاجز

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

معهد "بطاقتك" (أمناء الشرطة سابقا)

بينما كنت أسير في الشارع ليلا أستوقفني أثنان من البلطجيه "ناس شكلها غلط استغفر الله العظيم" وقال لي أحدهم حرفيا "طلع بطاقتك"
وعندما سألته من أنت رد قائلا "نحن مباحث"
وفي الحقيقه لا أدري ما هو منصبه بالضبط لكن شكله لا يمكن أي يبعث أملا في نفسك بأنه أحد الضباط
فما أن أظهرت له البطاقة فنظر إليها قليلا ثم نظر لي
ولا أدري أيضا على أي شيء كان ينظر فيها وعلى أي شيء كان يبحث ثم أعطاها لي
وبعدها قلت له لنفترض أنني لم أكن أحمل البطاقه ماذا كنت ستفعل؟
فرد عليا مبتسما "كنت هاشدك على القسم" وقال لي لفظ "هاشدك" على اعتبار أنني جاموسه مثلا يمكن أقتيادها بكل سهوله إلى أي مكان من جانب هذا الشبيه بالبني آدمين
وكان هناك العديد من الأشخاص يحتجزهم هذا البلطجي ويمنعهم من السير لأن طريقهم كان معروفا وهو الذهاب إلى قسم البوليس للكشف عنهم
وهذا ما فعله بنا قانون الطواريء
أن يقف شخصا في الشارع "لا يساوي تعريفه" ويستوقف الناس بكل بجاحه وكأن الناس عبيدا عنده
وهذه هي إحدى خطايا جهاز الشرطة داخل مصر الحبيبه
أحد الأشياء التي ساهمت في كره الناس لجهاز الشرطة وجعلت البشر تلعنهم ليل نهار هي هذه الأشكال الضاله الموجوده في هذا الجهاز الكبير متمثله في أمناء الشرطة فيما أسفل من الرتب
حتى لو أستوقفك في الطريق العام ضابط يمكن تعرف تتحدث معه
فالضابط معروف أنه يدفع لي أقل من 150 الف جنيه ليدخل اكاديمية الشرطه وهناك أحتمال أن يكون قد قابل ناس محترمين في حياته فيمكن أن يحدثك بإحترام
أما هذا الصنف من البشر هم حثالة المجتمع المصري وقد تم إعطائهم أوامر ليستوقفوا الناس في الطرق بطريقه مهينه
ويحدثك أحدهم وكأنه مدير أمن القاهرة
وإذا رأيته وهو يستوقف الناس تشعر وكأنك أمام وزير الداخليه
ويتكلم بكل ثقه واقتدار على أنك مهما كنت لن تستطيع أن تتكلم معه كلمه واحده وهذا لأنه واخد أوامر من "الباشا" الموجود في القسم
والحقيقه عندما سألته "هو فيه ايه" فرد قائلا أن هناك حالة قلق اليومين دول بالنسبة لكم
فقلت له بالنسبه "لنا" تقصد من؟ فأشار على الفور إلى لحيتي
هذا على الرغم من أن الناس الذين كانوا بحوزته لم يكونوا بلحيه وكان من بينهم "عيال" في ثانوي على ما أعتقد
وفي بعض الأحيان يستوقف أمناء الشرطة بعض الناس ويأخذون منهم عشرة جنيهات أو عشرون جنيها ويتركوهم بعدها
ونتيجه لهذا أصبح الإلتحاق بمعهد امناء الشرطة حاليا يستوجب على من يدخل أن يدفع رشوة ليست أقل من 15 ألف جنيه لأن من سيدخل هذا المعهد سيضمن أن هذا المبلغ سيعود إليه مرة أخرى –فقط- عن طريق وقوفه في الشارع
صحيح حفظ الأمن في الشارع أمر مطلوب
لكن من يخطط لفعل شيء لن يكون عن طريق أنه يتمشى ليأكل سندوتشات من عند التابعي
ولكن كيف له أن يرضي "الباشا" ويعلمه أنه شغال؟

عليه على الفور بإيقاف أي أحد يمشي بالطريق على أن يجمع له وقتها 5 أو 6 من البهائم "الناس" ويقوم بشدهم على قسم البوليس ليتحروا عنهم وبعدها يطلقوهم
وبهذا يكون الأخ شايف شغله
هل هذه هي مهمة الشرطه؟
هل هذه وظيفه؟
واحد بيتعلم سنين داخل معهد امناء الشرطة وآخر يتعلم داخل أكاديمية الشرطة لكي يخرج ويقول لمن يمشي بالشارع "بطاقتك" ؟
هل هو أسمه معهد أمناء الشرطة أم أسمه معهد "بطاقتك"؟
وإلى أي شيء ينظر داخل البطاقة لا أعلم
وما هو المنتظر من أن تراه خطيرا في البطاقة الشخصية
وما هو البيان الذي تنتظر أن تراه في البطاقة حتى يتم أقتيادي إلى قسم الشرطة؟
هل البطاقة مكتوب داخلها صحيفة السوابق، أم أن بها الجرائم التي لم أحاكم عليها؟
ولو كنت ذاهب لإرتكاب جريمة وكانت معي البطاقة هل سيتركني أذهب؟
يعني مجرد إظهاري للبطاقة الشخصية تؤكد لك أنني أحد أولياء الله الصالحين؟
...
نحن لا ننكر أبدا المجهود الذي يقوم به جهاز الشرطة في ردع المجرمين والبلطجيه
وأعلم تماما انه لولا قوة جهاز الشرطة داخل مصر وعلم الكثير من الخارجين على القانون داخل بلدنا بأن مصيرهم إذا وقعوا تحت طائلة هؤلاء في حالة أرتكاب جرائم فلن يرحموهم لفسدت البلد ولأنتشر البلطجية داخل شوارعنا
وأقدر تماما ضابط البوليس الذي أعلم أنه يتعامل يوميا مع قاع المجتمع
لكن أحد أكبر الخطايا الموجوده في هذا الجهاز الكبير هو "أخذ عاطل على باطل" والتعامل مع كل الناس بمنظور واحد وخاصة من هذا المستوى المسمى "أمناء شرطة"
فليس كل الناس مجرمين
كما ان المجرم ليس بغبي ويعرف المناطق المنتشر فيها البوليس ويبتعد عنها
وينبغي التنبيه على هؤلاء البلطجية الذين يقفون في الشوارع وهم محسوبين على جهاز الشرطة أنه ليس بالضروري أن تجمع عدد من البشر يوميا للكشف عنهم بالقسم حتى نعلم أنك شغال وتؤدي عملك على ما يرام
فالكثير منهم ينتهز فرصة وقوفه بالشارع ويستوقف بعض البشر ولا يتركه إلا بعد أن يأخذ منه علبة السجائر أو عشرة جنيهات، لدرجة أن هذا التصرف القذر من بعضهم أوحى إلى بعض النصابين والبلطجية فقاموا بتقليدهم
وهنا ترى كيف تعلم البلطجي من أمين الشرطة درس هام في كيفية النصب!

الخميس، 19 نوفمبر 2009

وهم الشقيقة الكبرى عند المصريين

هناك حقائق يجب أن تُقال علنا دون إخفاء
فلو أظهرنا المشكله على السطح ربما وجدنا لها حلا في القريب العاجل
أما إذا صنعنا لأنفسنا وهما نعيش فيه فيجب أن نتحمل ما يحدث لنا ولا نوجه اللوم إلا لأنفسنا
لن أقول أن هناك أحقاد
فجميع العرب مع بعضهم البعض في حاله يرثى لها
هناك شقاق فلسطيني فلسطيني وشقاق سوداني بين الشمال والجنوب والغرب ومشاكل بالجمله بين المغرب والجزائر ومشاكل الإنفصال داخل المغرب من جهة من يطلقون على أنفسهم جمهورية الصحراء، ومشاكل بين السعودية وجزء من اليمن وأمور معقدة بين سوريا وقطر من جهه ومصر والسعودية والأردن من جهة أخرى

بمعنى أن هناك خلافات عامة بين العرب وبعضهم وأحيانا داخل البلد الواحده
لكن في الحقيقة لن تجد أبدا ردود الأفعال مثلما تجدها مع المصري
فيكاد يكون المصري هو الوحيد الذي عندة مشاكل مع جميع البلاد
فلا توجد جنسية عربية إلا ولها تحفظات على المصريين بصفة خاصة
ربما يكون الكل مجمع عليها ونرى نفس الإتهامات أو المعايرات من جانب اخواننا العرب تجاهنا عندما تكون هناك الفرصة في إظهارها
وهذه الفرصة غالبا ما تكون في المباريات الرياضية
ما قيل مؤخرا خلال فترة التوتر التي حدثت بين مصر والجزائر قبل المباراة المشئومة ليس وليدا للصدفة
فمن غير الطبيعي أن أجد طفل عمره 13 سنه يكتب داخل منتدى رياضي ويقول أنتم يا مصريين أخوان اليهود وانتم من حاصرتم أخوانكم في غزة ،او يقول أن مصر بلد الراقصات وهي من قامت بتعليم العرب الفساد
إنسان في عمر 13 عام لا يستطيع أن يقول هذا الكلام من تلقاء نفسه أبدا ولكنه بكل تأكيد سمع هذا الكلام ممن هو أكبر منه ويردده في هذه المناسبات
وما سمعناه مؤخرا سيتكرر في المستقبل بكل تأكيد وهذه حقيقه
وما تكرر بين مصر والجزائر حدث بين مصر والسودان أثناء مقابلة الأهلي المصري بالهلال السوداني في السودان منذ سنوات وستتكرر في المستقبل
المهم أن على المستوى الشعبي كل شخص يخرج ما في نفسه أن يقوله
هناك عدة عوامل أثرت في العقلية العربية تجاه مصر، وجعلت التفكير من أي عربي ولو كان صغيرا في السن يستحضر هذه العوامل عندما تقف أمامه كمصري أو عندما يتلقى خبرا عن مصر، وبعضا منها يتلخص في الآتي:



1- أتفاقية كامب ديفيد التي وقعت منذ 30 سنه، لن ندخل في نقاش سياسي يبين لنا مدى صحة ما فعلناه، ولكن لأن العرب ينتظرون من مصر الكثير تجاه اليهود، فهم دائمين الإتهام بأن مصر واليهود إخوان بسبب هذه الإتفاقية، ثلاثون عاما نسمع هذا الكلام وسنسمعه إلى ما شاء الله، يتحول كل شخص إلى سياسي بارع ويقول لنا رأيه النهائي في أن مصر هي حامية اليهود وأنها ترفع العلم الإسرائيلي في القاهرة بينما هم –بالمقانه بنا- شرفاء وليسوا خونه ولا يرفعون العلم اليهودي على أراضيهم.


2- حرب غزة الأخيره ومعبر رفح وهذا الأمر سياسيا قُتل بحثا، ومن وجهة نظر الكثيرين من الأخوه أننا ظلمنا شعب غزه وشاركنا في حصاره تضامنا مع اليهود الذين هم أخوه لنا، وتحميل ما يحدث داخل فلسطين لمصر بالدرجة الأولى، هذا على الرغم من أننا على مر الزمان لم نجد أي رد فعل من أخواننا تجاه غزه وهذا هو الغريب في الأمر


3- أنتشار العماله المصرية في الوطن العربي خاصة المدرسين، وقد خلق هذا حاجزا نفسيا بين الطرفين، طرفا أعتقد بأنه المعلم الأول لهذه الشعوب، والطرف الآخر نظر إليه نظرة أحتقار بأنه لم يجد قوت يومه داخل بلده وجاء ليتسول العمل عنده، هذا على الرغم من أنتشار العمالة الأوربية في هذه البلاد أيضا، ولكننا لم نسمع يوما من يقول على الأمريكي أو الفرنسي أنه خادم، لكنه حدث مع المصري، ومعه انتشر المعايرة بالفقر





4- فرعون موسى! – هذه الشخصية أيضا احد الأشياء التي أثرت في عقلية العربي تجاه المصري، قد يكون الأمر مضحكا ولكنها الحقيقه، دائما ما يعتقد العرب بان الفراعنة كلهم فرعون موسى، ويشيرون دائما إلى الآية الكريمة {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ}. (الزخرف: 54- 56) يأخذها الكثيرين دليلا على أن شعب مصر شعب فاسق، وعلى الرغم من أن أمرأة فرعون كانت مؤمنه، إلا أنه لم يلاحظ أحدا هذا الأمر، فأرتبط ذهنيا أمر الفراعنة عند العرب بفرعون موسى الذي ُيعرض على النار غدوا وعشيا وأرتبط في عقولهم أرتباطا وثيقا بالمصريين، فعندما يقول أحدا أحفاد الفراعنة، يتبادر بالذهن فرعون موسى الكافر، فيكون وصفا للمصريين ولا أعرف كيف هذا



5- السينما والتليفزيون، فكانت السينما المصرية رائدة في مجالها لدرجة أنها انتجت عددا من الأفلام الصامتة، ولأن الأفلام بها أغاني وتطور الأمر وأصبح رقصا فكان هذا سببا مباشرا للعديد من البلاد بأن أطلقوا على مصر بلد الراقصات ومصدر الفساد الأول في العالم العربي والإسلامي، وما أسهل ان تنظر إلى ما يفعله الآخرين ولكن ما أصعب أن ترى نفسك!
6- مقولة شهيرة يرددها العرب على مصر وهي مدسوسة على سيدنا عمرو بن العاص ويعرفها الكبير والصغير في الوطن الأكبر " ترابها الذهب ونيلها عجب ونساؤها لعب وهي مع من غلب" هذه المقوله التي لا ينسبها لعمرو بن العاص إلا من هو أحمق ومتخلف، فكيف لصحابي جليل أن يقول "نساؤها لعب" لا أدري، والرأي الأرجح أنها من كلام الحجاج، هذا على الرغم من أن هناك من الأحاديث والآيات التي تذكر مصر بالخير، ولكن لا يتذكرها العربي، ودائما يردد هذه الجمله المطبوعة في عقله منذ الصغر
7- بعض الأمور السياسية المتعلقه ببعض البلاد، بالإضافة إلى فلسطين وما يحدث بها، هناك في السودان من يتهم مصر بأنها تحتل جزء من أرضة وهي حلايب وشلاتين، وخلافات وأتهامات بالخيانة في حرب أكتوبر من جانب سوريا، وخلافات الزعماء في القضايا السياسيه التي أنعكست على الشعوب

...
كل الأمور السابقة عليك أستحضارها عندما تتقابل مع عربي
فهذه امور حقيقية وليست من وحي الخيال وراسخة في ذهن الكثيرين
ولهذا عندما يحدث أي خلاف مع احدا من الأخوه العرب تجد أن التراشق بالألفاظ ينحصر غالبا في هذه الأمور

والجديد الآن هو إطلاق أسم الصهاينة على المصريين بدلا من الفراعنة ومن المؤسف أن يحدث هذا داخل القنوات العربية
ولهذا فقد فوجيء الناس برد فعل الأخوه الجزائريين بما حدث من رجال الصحافة هناك

فهذا الكلام يتكرر مع الجزائريين وغير الجزائريين عند حدوث أي خلاف
الجزائري لم يقوم بتأليف هذا الكلام ، بل يردده العرب جميعا ومن سنين طويله
نغضب من الأخوه في الجزائر وكأننا اول مرة نستمع إلى هذا الكلام
والحقيقه أننا نسمعه بشكل مستمر ويحفظه معظم العرب ويظهر في مثل هذه المناسبات السعيدة
...
نردد دائما بأن مصر الشقيقه الكبرى، هذا القول قول من الأوهام
لأننا لو كنا كبارا في نظر أخواننا العرب لأحترمونا ولو قليلا
لكن يا أخواني الحقيقة المؤكدة أننا بالفعل نعيش في وهم
هذا الوهم أن مصر هي الشقيقة الكبرى
مصر ليست الشقيقه لكبرى للعرب
فالعرب كل منهم يعتبر نفسه كبيرا وهذا حقه
يجب أن نعيد النظر في الكثير من الأمور والسياسية منها على وجه الخصوص
ويجب أن ننظر إلى أنفسنا بشكل أفضل من هذا لأننا نتعرض للإهانة كثيرا
وأن يصدر في احدى الصحف القومية العربية منذ يومان أن اليهود قاموا بفض غشاء البكارة للمصريين مرات عديدة أمر أكثر من مهين

...
الآن هناك حقيقه مؤكده لابد من الإعتراف بها
طالما أن هناك أمورا بعينها أنت كمصري تعلم جيدا أنها مطبوعة في العقول العربية منذ الصغر فأنت لست الشقيق الأكبر
هذا ليس عيبا، والإعتراف بالحقيقه ليس عارا
أن أحدا يراك بهذه الصفات فأنت لست شقيق أكبر
خيانه وراقصات وصهاينة وخدم وتسول وقوم فرعون ليست مواصفات شقيق كبير
الآخر يراك هكذا – وبالتالي فأنت لست شقيق كبير
ويغضب العرب من وصف الشقيقه الكبرى لمصر
وأنا أعترف لكم أن مصر ليست الشقيقه الكبرى
هذا أمر لن ينقص من مقدار بلدي أي شيء
ليس مهما أن يعرف غيري أنني كبير

المهم أن أقتنع أنا بأنني كبيرا وهذا يكفيني
والسبب ببساطة أننا مهما فعلنا فلن يرضى عنا كثيرا منهم
وستكون - مع الأسف- النظرة كما هي ولن تتغير

الخميس، 5 نوفمبر 2009

رحمة بعقولنا... نريد كلاما مفهوما

أحيانا تجلس لتستمع إلى خطاب هام أمام رئيس أو وزير أو أي مسئول وتنصت جيدا لما يُقال في هذا الخطاب
وتلاحظ ان هناك كلاما غير مفهوم أو غير منطقي أو جمل ذات تركيبات غير طبيعية
وفي الوقت نفسة إن سمعت شيئا من هذه الجمل ولم تفهمه ونظرت لمن حولك أو لمن يستمع إلى الخطاب داخل القاعة تلاحظ أنهم ينظرون إلى من يلقي الخطاب بإهتمام بالغ وبعيون مفتوحة ورأس تهتز باستمرار وكأنهم يفهمون كل شيء أما أنت فتجلس مثل الكرسي الذي يحمل جسدك تماما!
يُقال أن كلام السياسيين غير مفهوم
لكن دائما -أو في الغالب- لكي يهرب أحد السياسيين من الإجابة على سؤال محدد فيمكن أن يجيب في شأن آخر غير السؤال الذي ألقاه عليه السائل
فالسائل يسأل في شيء والمسئول يجيب على شيئا آخر
وهذا كثيرا ما يحدث
وأمام خطاب السيد الرئيس محمد حسني مبارك الأخير في مؤتمر الحزب الوطني
استوقفتني جمله كانت غريبة بعض الشيء -عليا أنا شخصيا- على اعتبار أنني من ذوي العقول المحدوده فكريا
هذه الجمله كانت العنوان الرئيسي في الصحف في اليوم التالي للخطاب مباشرة
الجمله كانت تقول أننا ولأول مرة في هذا البلد نبني حاضرنا دون ان نفقد مستقبلنا!

ولا أدري في الحقيقه ما معنى هذه الجمله
كيف تبني حاضرك -ولأول مرة في تاريخ مصر- دون ان تفقد مستقبلك؟
وهل هناك أحدا نتيجة انه يبني حاضره يفقد مستقبله بسبب هذا البناء؟
البلاد تبني حاضرها من أجل بناء المستقبل وليس فقده
وأي بلد هذه التي نتيجة إلى أنها قامت ببناء حاضرها فقدت مستقبلها؟
ما هذا الكلام الغريب ومن يقوم بكتابة هذا الكلام من الأساس وكيف يضعه على الورق؟
وإذا كان هذا الكلام لا يفهمه -أمثالي- من الجهله
أليس من الأفضل لكاتب الخطاب أن يكتب كلاما يفهمه عامة الشعب

تذكرت مقوله شهيره قالها السيد عمرو موسى عندما دخلت امريكا الكويت أيام حرب الخليج الأولى
وكانت هناك شائعة انتشرت في الوسط السياسي تفيد بأن الرئيس العراقي صدام حسين ربما يطلب اللجوء السياسي لمصر ويعيش فيها باقي حياته
وعندما تم توجيه السؤال للسيد عمرو موسى عن هذا الشأن وطلبوا رأيه في هذا الموضوع داخل مؤتمر صحفي كبير
تفضل السيد عمرو موسى وقال بالحرف الواحد


"قبول صدام كلاجيء لمصر يعكس منطق الأمور في المنطقه"!!!

فما معنى هذه الجمله؟
الناس يسألون عن مدى صحة هذه الإشاعة وهل صدام حسين سيأتي لمصر كلاجيء أم لا
هل يعقل أن ترد عليهم بالقول أن قبول صدام كلاجي يعكس منطق الأمور في المنطقه؟
ما معنى "يعكس منطق الأمور في المنطقه" وماذا أفهم منها؟
يعني هل أنت موافق ام أنك لا توافق - هل هذا صحيح ام لا- هل ستقبل أم لا
لكنه لم يجيب
وقال أن هذا يعكس منطق الأمور في المنطقه!


أيضا كان هناك تصريحا لن أنساه للسيد جمال مبارك قاله منذ سنه ونصف تقريبا في ورشة العمل حول الإصلاح في الشرق الأوسط
حيث تفضل سيادته وقال حرفيا


" ان التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع في عمليات الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي هو بلورة التوافق المطلوب بين فئات المجتمع حول أولويات الإصلاح السياسي والإجتماعي ومتطلباته"

وليته سكت بعدها - بل أكمل وقال
" هناك تحديات كبرى على الطريق حيث أن محاولات الاصلاح هي محاولات جاده وأننا قد نكون في حاجه الى إعادة ترتيب الأوراق حيث أنه في أي عملية اصلاح لابد أن يقدم القاده و الحكومة معا خيارات صعبه للتوصل إلى حلول جذريه حقيقيه"

أهذا كلام يمكن أن يدخل اذن سامع يريد أن يفهم شيء؟
نحن الآن نتحدث في مشاكل أقتصادية واجتماعية ونريد حلولا لها أو كلام يضعنا على أول الطريق
والحل في وجهة نظر كاتب الخطاب هو بلورة التوافق المطلوب بين فئات المجتمع!
....
رحمة بعقول الجهله أمثالي
أريد أن اسمع كلاما أفهم منه شيئا أو أخرج منه بنتيجه
لا اريد انعكاس لمنطق الأمور ولا أريد بلورة توافق ولا أريد التحديات في الحلول الجذرية
أريد نتيجة من سماعي للحوار ولا أريد بلورة

السبت، 31 أكتوبر 2009

قصة قصيرة

كان هناك شخصا يملك متوسيكل عرضة للبيع وكان يركنه على باب الحارة التي يسكن فيها
وكان يستعمله من فتره لأخرى إلى أن يأتي نصيبة في البيع
ولكن كانت هناك مشكله مع الجيران الموجودين بالحارة
فالناس كانوا يخرجون من الحارة ومعهم الزباله الخاصة بهم
ولأن صندوق الزباله كان يبتعد عن باب الحارة بحوالي 100 متر فكانت هذه المسافة بالنسبة لهم بعيده
وقالوا أنه من الأفضل إلقاء الزبالة داخل المتوسيكل توفيرا للوقت والمجهود
وعلى هذا الأساس، من كان يخرج من الحاره - ليس الكل بالطبع- كان يطيح بالزبالة داخل المتوسيكل أقرب له من السير مسافة مائة متر
فما كان من صاحب المتوسيكل إلا أن عمل خناقة كبيره مع الناس
لكنه وقف في الشارع يزعق ولا يجد من يرد عليه لأنه لم يستطيع تحديد من يقوم بإلقاء الزباله لأن البشر كثيرين

وكان الحل أن ينقله بعيدا
ومن يومها أضطر الناس إلى السير مسافة المائة متر حتى يلقي كل منهم زبالته داخل الصندوق!
ولا أنسى أن أختم القصة القصيرة بصور حبايبي الحلوين المنتشرين في الشارع وماليين عليا حياتي،
لدرجة اني الحقيقة لا أفكر في الزواج لخوفي من أن يشغلني الزواج عن الإهتمام بهم

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

مشكلة عمرها مائة سنه

تحديث
**************************
قد قدم اليوم محمد لطفي منصور استقالته كما أراد الناس وسوف تحضر الحكومه وزير جديد للنقل ليكون الفارس الذي سيخلص البشرية من عذاب القطارات وكأن المشكله الكبيرة والأساسية كانت في وجود الوزير وتغييره هو الحل، وقد استقال منصور الذي يتعبر من أنجح رجال الأعمال الذين عرفتهم مصر وهو في الأساس ليس في حاجة إلى الوزارة أو النظر إلى الوجاهه الإجتماعيه لأن الجميع يعرف من هو منصور، لكنه في نظر الكثيرين وزير فاشل، وقد حملوا الرجل أخطاء الماضي والحاضر وكأنه هو فقط من يجب محاسبته من بين مسئولي مصر على هذا الحادث !
******************************
عندما تحدث أي كارثة لا نفكر في أي شيء سوى النظر إلى المسئول الكبير عن الموقع الذي حدثت به الكارثة
قد يكون هذا الأمر صحيحا ولكن ليس في جميع الأمور
وما أن حدثت الكارثة الخاصة بحادث القطار منذ يومان حتى طالب الجميع –كالعادة- برأس وزير النقل وكأن حرمانه من المنصب هو الحل وهو الذي سيحقق لنا ما نريد مستقبلا من السكك الحديدية من تطور ونظام وعدم تكرار الحوادث المأساوية
المتابع لحال السكك الحديدية منذ أيام الأفلام الأبيض وأسود التي تعرض في التليفزيون المصري سيكتشف شيء غريب
وهو أنه منذ حوالي مائة سنة والناس يركبون القطارات والقطارات مزدحمة والناس ينامون في مكان وضع الحقائب وتكون أرجلهم "مدلدله" على من يجلسون على الكراسي وآخرون ينامون في نفس المكان
هذا الوضع تقريبا لم يتغير منذ مائة سنه حتى الآن
معظم مشاهد القطارات في السينما المصرية على مختلف عصورها تثبت أن المشهد لم يتغير


من أيام نجيب الريحاني مرورا بفيلم لفريد الأطرش وشادية في فيلم –أنت حبيبي- وكان فريد يغني في القطار والقطار مزدحم والشبابيك مفتوحه ثم عادل امام وسعيد صالح في السبعينيات ثم أحمد زكي في الثمانينيات وهكذا
المشهد تقريبا واحد
قطار مزدحم بشده واناس كثيرون يجلسون في مكان الحقائب
القطارات لا تكفي عدد الركاب
والمشاهد تتكرر منذ عشرات السنين ولا فائدة من أي شيء
حتى أن هناك بعض المحطات التي تحمل اسماء مدن كبيره ومحافظات لم تتغير من عشرات السنين
والآن نطالب برأس محمد لطفي منصور ونحمله مسئولية مشكلة عمرها يقارب المائة عام ومناظر الركاب ومناظر القطارات كما هي ولا جديد في أي شيء
كما انه لا يذكرنا بأن هناك مشكله سوى أن تحدث كارثة
وما ان تنتهي الكارثة فإننا ننساها وننسى ما كنا نتحدث فيه لأن الكوارث عندنا تنتهي بالتقادم وتسقط من الذاكرة ولا نسعى حتى لوضع حلول
فقط نفكر في الإطاحة بالمسئول

...
ماذا تحتاج السكك الحديدية في مصر؟
هذا هو السؤال الهام الذي يجب أن نبحث له عن إجابة
السكك الحديدية تحتاج إلى اموال وأموال طائلة
يوجد عجز شديد في الجرارات ويبلغ ثمن الجرار الواحد يقدر بالملايين ويأتي من أمريكا حيث أننا لا نصنع شيئا
هذا بالإضافة إلى العربات التي تنتجها شركة سيماف
ولا تعتقد أن الأمر ينتهي عند هذا الحد – بل أن الجرار الذي تبلغ قوته 4000 حصان يحتاج إلى صيانه، وهذه الصيانة تتكلف الكثير
وقد قرأت من فتره أن قطع الغيار وحدها تحتاج إلى مبلغ 500 مليون جنيه
ولا يوجد بديل لقطع الغيار لأنها تأتي من بلدها أمريكا ويمكن أن تأتي من فرنسا

ولا تبحث عن بديل لها في مصر أو البلاد العربية المجاورة لأننا جميعا لا نصنع أي شيء

فأنت لا تستطيع أن تصنع "مفك" لتفك به مسمار فكيف ستصنع الموتور ذاته
لو كان عندنا أحدا يصنع شيئا في البلاد العربية لوفرنا على انفسنا الكثير
لكن مع الأسف نحن نأخذ كل شيء منهم ونعود ونقول لماذا لا يحدث مثل هذه الحوادث بهذه الكثافة في بلاد أخرى بينما في بلادنا تحدث!
وقيل أن هناك خطه لتطوير المزلقانات لأنها حاليا تعمل بطريقة السلاسل الحديدية
يعني تقف ويفصل بينك وبين القطار سلسله حديدية يقف بجانبها عسكري –يكون في الغالب نائم-
بمعنى ان المنظومه بأكملها تحتاج إلى اعادة تقويم
وهذا لم يحدث سابقا لأنه لم تتوافر الماديات اللازمه لهذا الأمر
والدليل أنه منذ مئة عام وحتى الآن ونحن ندور حول انفسنا ونبحث عن حلول
بالطبع سيقول القائل أنهم يسرقون الأموال
المشكله الآن ان هناك مرفق يحتاج إلى ضخ الأموال داخله لينصلح حاله لأنه مرفق حساس يستعمله ملايين المواطنين يوميا

فلا يوجد أي مبرر الآن للهجوم على الوزير كعادتنا
هيئة السكك الحديدية تحتاج أموال طائلة مثلها مثل قطاعات اخرى كثيرة في الدوله مثل التعليم والصحة
إذا لم تتوافر الماديات لها فلا أمل في حل قريب
نريد أموال لتطوير السكك الحديدية
ونريد أموال لتطوير القصر العيني ومعهد الأورام وانقاذ المرضى الذين ينامون على الرصيف وداخل طرقات المستشفيات الحكوميه
ونريد أموال لإصلاح التعليم وبناء مدارس بدلا من أن يجلس بالفصل 80 طالب
الأمر كله مادي بحت
كل شيء يحتاج إلى أموال لتطويره وبدون المال لن يتغير أي شيء
وسنظل نهاجم هذا الوزير وغيره من الوزراء ونقول ماذا يحدث في سكك حديد مصر ونحن نملك عربات من أيام الإحتلال الإنجليزي لازالت تعمل في عدة خطوط ونراها تقف بعيدا في عدة محطات!
ويمكن هذا عن طريق تحويل مسار بعض الأموال -وهنا أقصد الأموال التي تصرف على المشاريع وليس التي تؤخذ في الجيوب- لنصلح بها بعضا من هذه الأمور التي تحتاج إلى علاج سريع

فيمكن لنا ان نستغنى عن تطوير سور مجرى العيون وبعض آثار فاروق حسني التي تأخذ من ميزانية الدوله الملايين سنويا ونضخ هذه الأموال في قطاعات النقل والصحة بدلا من الذهاب لترميم شيء أثري سيظل يُعمل في ترميمه سنوات وتذهب نصف الأموال اللازمه للترميم لصاحب النصيب
لو حدث وصبرنا على ترميم الآثار فتره قصيره لن يحدث لها شيء وهي موجوده بمكانها من ألف سنه وأكثر
المهم أن ننقذ أرواح وراحة ملايين البشر الذين يعانون يوميا بدلا من أن تحدث الكوارث باستمرار ونظل نبحث عن حلول لمشكلة عمرها مائة سنه ولا فائدة من الكلام!

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

نحن ضد المحتل - فقط- عندما يكون يهودي!

لا أدري لماذا نتعمد اهمال ونسيان قضايانا بمرور الزمن
والإهمال يأتي في الشارع العربي حاليا نتيجة لأسباب مباشرة تتعلق بطبيعة المحتل أو المتدخل في شئون البلاد الإسلامية
فإن كان المتدخل في هذه البلاد أمريكا أو غيرها يكون رد الفعل تجاهه غير ما يكون اليهودي طرفا في القضية
بالتأكيد اليهود لهم دخل بجميع المشاكل التي تحدث داخل البلاد الإسلامية ولكن بطريقة غير مباشرة
أما نحن فننتظر فقط من اليهودي أن يكون هو المحتل لهذه البلاد حتى تقوم المظاهرات ويظهر صوتنا وهذا خطأ كبير
عندنا أمثله كثيره وعلى رأسها السودان والصومال
السودان أكبر بلد عربي معرض للتقسيم وبشده لتقام فيه بلدا بالجنوب وبث الطمع في قلوب الجنوبيين تحت مزاعم إنشاء دوله مسيحية وهم في الأساس يريدون تفكيك البلاد العربية ليكون الجميع تحت رحمتهم وهذا المخطط ُمحاول منذ سنوات
كما أنه هناك من يحاول العبث بأمنه واستقراره عن طريق اللعب على وتر مشكلة دارفور وهنا الغرب يقف لهم بالمرصاد
فأصدر قرارا بإعتقال رئيسه والتهديد المستمر بإدخال قوات دوليه وغيره من التهديدات المستمره
وهناك الصومال كانت محتله في أحد الأيام من أثيوبيا في كارثة لا أظن أن رجل الشارع العربي يعلم شيئا عن هذا الأمر
الجيش الأثيوبي أنتهك الأراضي الصومالية ونحن لا ندري
وكانت المقاومة في الصومال تقاتل القوات الأثيوبية بضراوه وحدثت معارك طاحنه خاصة في أقليم "أوجادين" المحتل
بل لا أبالغ إن قلت أن هناك من بين العرب مما لا يعرفون أين تقع الصومال وهل هي بلدا عربيا أم هي احدى بلاد افريقيا مثل غانا أو ساحل العاج
وهناك بلدا مثل العراق واقعة تحت الإحتلال الأمريكي من سنين ونحن لا يفرق معنا الأمر
يصدر فقط رد الفعل عندما يتعلق الأمر بفلسطين
فنجد المظاهرات والبيانات والتحركات والناس تتحدث في الأمر بجدية
فهل نحن نتحرك لفلسطين لأن المحتل يهودي مثلا؟
هل من الضرورة أن يكون المحتل الأجنبي في العراق أو الصومال يهوديا حتى يحرك داخلنا الحميه؟

ماذا عن بلد مثل العراق واقع تحت الإحتلال من سنين وقد نسيناه
هل نحن نفتعل المظاهرات من أجل القدس من باب الإهتمام بأمر المسلمين والغيره على أراضينا أم أننا نتحرك فقط من أجل المنظره؟
وإذا كنا نتحرك ونهتم بفلسطين لأننا نهتم بجميع الأراضي العربية المحتله فأين نحن من العراق والصومال
لماذا عندما يحدث أي كارثة -وما أكثر الكوارث- بالعراق من سقوط قنابل على حفلات زفاف ومن قتل أعداد كبيره من البشر عن طريق المحتل الأمريكي لا نجد بيانات ولا نجد مظاهرات ولا نجد أدنى اهتمام من الناس تجاه هذا البلد الكبير
لا أدري إن كان الناس يفتعلون المظاهرات من اجل أنهم يهتمون بأمر بلاد المسلمين أم لأن عينهم فقط على اليهودي

لا يعقل أن لا يحدث لك أي رد فعل تجاه العراق أو الصومال لأن اليهود بعيدين -نظريا- عن الأمر
أنت تتظاهر وتجتهد في أصدار البيانات لأنك تهتم بشئون البلاد العربية والإسلامية لا من أجل فلسطين فقط
ولم نجد من ينظر إلى باقي بلاد المسلمين

هذه ليست دعوه للتخلي عن فلسطين
ولكنها دعوه إلى الإهتمام بباقي البلاد العربية كما لو كانت كلها فلسطين وهذا واجبنا جميعا كعرب

فالبلاد العربية جسدا واحدا
لا يصح أن ندعو إلى الإتحاد ونبكي على حال العرب بسبب فلسطين والحقيقة أن هناك بلادا أخرى غير فلسطين بها اخواننا يقتلون يوميا ولكننا نغمي أعيننا عنهم لأننا على ما يبدو نريد ان نعيش في غيبوبه

يا من تتظاهر من أجل فلسطين وتصيح باعلى صوتك "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"- أين أنت من العراق والسودان والصومال
ويا من تظهر في الفضائيات وتتباكى على حال الأمه العربية والشقاق العربي
أين كان كلامك هذا عندما تم احتلال العراق ونسينا هذا البلد الكبير بمرور الزمن

هل انت في أنتظار اليهودي حتى تتحرك داخلك مشاعر الإنتماء للأمه؟
هل اليهودي فقط هو الذي يوقظ داخلك الإحساس الميت بضرورة الإهتمام بأمور أخوانك العرب؟

هل أنت تخاف على أهلك من العرب أم أنك تتظاهر من أجل المنظره؟
لماذا نضحك على أنفسنا بشعارات في المظاهرات والكلام عن ضرورة الإتحاد لنصرة فلسطين ونحن من الأساس لدينا قضايا واهل في بلاد أخرى لا نعلم عنهم شيئا ولا نتحدث في أمورهم ولا نخاف عليهم ولا يهمنا من الأساس إن كان أهلنا العرب في هذه البلاد - على اختلاف الإنتماء الديني- يعيشون حياه صعبة بسبب الإحتلال ونهب الثروات والتدخل المستمر في الشئون الداخليه من الغير والرغبة في السيطره على هذه البلاد أم لا
....
إلى اخواننا في العراق والسودان والصومال
نحن في انتظار اليهود لإحتلال أراضيكم حتى نهتم باموركم ونعرف أن عندكم مشاكل

الخميس، 8 أكتوبر 2009

يجب محاكمة الكاذب

ذهب صاحب الفضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ليتفقد بداية الدراسة بالمعاهد الأزهرية في الرابع من أكتوبر
وأثناء الزيارة بعد أن دار الحوار بينه وبين فتاه منقبه بالمعهد الذي قام بزيارته كتبت الصحف أن شيخ الأزهر قام بتوبيخ الطالبه على ارتداء النقاب وطالبها بخلعه داخل قاعة الدراسه
وقيل حرفيا في جميع الصحف تقريبا أن شيخ الأزهر -81 سنه- وقد ذكر السن لكي يوضحوا لنا أن هذا الرجل الكبير في السن صاحب هذه الجمله الفاضحه التي لا تليق بواحد مثله " لما انتي كده ومال لو كنتي جميله شويه كنتي عملتي ايه؟"
وعندما اعترضت المدرسه قال لها "أنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي"
هذا ما كتب بالصحف
وبعدها بأيام قليله شاهدنا شيخ الأزهر على شاشات التليفزيون ينفي أنه قد قال ما قاله حرفيا
وقال أنه فقط طالب الفتاه بخلع النقاب داخل الفصل طالما أنها بين الزميلات والمعلم الذي يقوم بالتدريس لها
وقال أنه يمكن لها ان ترتدي النقاب وهي خارجه من المنزل وفي طابور الصباح لكن يجب أن تخلعه وهي بالفصل
......
الآن نحن أمام أثنان من التصريحات أحدهما كاذب
واحد يقول ان شيخ الأزهر قال وفعل كذا
وشيخ الأزهر قال ان هذا الكلام غير صحيح
من سيقوم بالتحقيق في هذا الأمر؟
لو كانت الصحف التي كتبت هذا الكلام كاذبه، كيف يرجع للرجل كرامته امام العالم الإسلامي وقد تم تخصيص برامج كامله لشتمه على الفضائيات وكانت سيرته هي مصدر اكل العيش للبرامج المختلفه خلال الأيام الماضيه
حتى أن بعض الصحفيين في البلاد العربية قاموا بشتمه علنا على تصريحاته التي كتبتها الصحف المصرية في هذا الشأن
كما ان هناك من طالب بعزله من منصبه نتيجه لهذه التصريحات
وليست هي السابقة الأولى التي يتم الاعتداء على كرامة شيخ الأزهر في الصحف المصرية
فقد سبق وأن قام برفع قضية على صحيفة الفجر بعد أن سخرت منه بشكل مهين له ولشخصيته
على الجانب الآخر وهو الإحتمال الثاني
هو ان يكون فضيلة شيخ الأزهر قال هذا الكلام وقام بنفيه في البرنامج
أي أن شيخ الأزهر يكذب !!
...
نحن الآن في حاجه إلى إظهار الحقيقه ومن صادق ومن يكذب لأن شغل الرأي العام بشيء لم يحدث فيه اهانه كبيره للناس ويجب أن يقدموا للمحاكمه فورا على نشرهم أخبارا كاذبه وغير حقيقيه
كما أنه لو كان شيخ الأزهر لا يقول الحقيقه فهذه أيضا مصيبه أن يكون شيخ الجامع الأزهر يكذب
فلا يصح أن يتم الضحك على الناس بهذه الطريقه
...
مع الإعتذار الشديد لفضيلة شيخ الأزهر
هناك طرف من الإثنان لا يقول الحقيقه
هم قالوا الشيخ قال- والشيخ ظهر وقال لم أقول!
من يكذب يتحمل تداعيات كذبه ويجب أن يقدم إلى المحاكمه

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

رحمك الله يا بطل

مهما قالوا عنك
يكفي أنك استلمت الحكم والأرض محتله وكنت السبب بفضل الله في إعادتها
قالوا عنك خائن ووصفوا انفسهم بالشرفاء
كنت اتمنى أن يمد الله في عمرك لتراهم كيف يضحكوا على شعوبهم بإنتصارات زائفه
كنت أتمنى أن ترى من يقول عليك خائن لتوقيعك اتفاقية كامب ديفيد وفي الوقت نفسه يتعامل مع اليهود في الخفاء
كنت اتمنى أن ترى من يحاول السخرية من النصر غيرة منك
الكل كان ينظر تحت قدميه بينما أنت كان نظرك أبعد من الجميع
صعب مقارنتك بأي زعيم عربي في الوقت الحالي
فمهما قلنا عنك فلن نوفيك حقك أبدا

الأحد، 27 سبتمبر 2009

هل يُعقل ...اسم الرئيس على كل شيء؟

لا أدري لماذا نقوم بلصق اسم رئيس الجمهورية على كل شيء نملكه
فمثلا في أفتتاح كأس العالم للشباب قام السيد رئيس الجمهورية بإفتتاح ستاد جديد وصرح رياضي كبير على الأراضي المصرية
الإستاد اسمه "ستاد الجيش المصري مبارك"
كان يمكن أن يكون اسمه " ستاد الجيش " فقط على اعتبار انه على الأراضي المصرية لا يوجد جيش آخر غير الجيش المصري
وكان من الممكن أيضا أن يكون أسمه ستاد برج العرب
أما أن يوضع أسم الاستاد على الواجهه من الخارج تحت اسم " ستاد الجيش المصري مبارك" فهذا قمة التخلف
ما الذي سيزيد من هذا الصرح العملاق من إلصاق اسم مبارك عليه بهذه الصورة وكأننا نريد أن نحشر اسم الرئيس في أي شيء نفعله إرضاءا له
معروف مسبقا أن هذا العمل تم في عصر الرئيس مبارك وهذا شيء يحسب له
كان يكفي أن نضع لوحه عليه من الخارج توضح للناس جميعا أن هذا الملعب تم في عهد السيد حسني مبارك ونحن جميعا على علم بهذا الأمر
فلا يوجد ضرورة من أن نلصق اسمه عليه بهذه الطريقة التي تحوي الكثير من "العك" اللغوي
فلا هو اسمه "ستاد الجيش" ولا هو اسمه
"ستاد مبارك"
ولكن تم ربط الاثنان ببعضهم البعض ليصبح اسمه "ستاد الجيش المصري مبارك" في لوحه كوميديه موجوده على الاستاد من الخارج!
لا أدري إن كان هذا اسم ستاد أم أن هذا موضوع تعبير
"ستاد الجيش المصري مبارك" – بالفعل أسم غريب وتركيبته أغرب
كل هذا اسم ستاد رياضي؟
وإذا كنا نريد أن نطلق أسم الرئيس على أحد الملاعب الرياضية فلا يوجد أي مانع
لكن يجب أن لا ننسى أن هناك ستاد في مدينة السويس يحمل أيضا أسم الرئيس مبارك
هذا الإستاد اسمه ستاد مبارك الدولي بالسويس ويلعب عليه مباريات كأس العالم أيضا

وبهذا يكون عندنا ملعبان يحملان اسم مبارك في كأس العالم
ملعب الجيش المصري مبارك ببرج العرب – وملعب مبارك الدولي بالسويس!

كما أنه يوجد بالمنصورة ستاد آخر اسمه "ستاد مبارك جامعة المنصورة"
أنظر إلى التخلف في طريقة وضع الإسم والذي يدل على أن من وضعه كان يملك قدرا كبيرا من الإعاقة الذهنيه
الاستاد اسمه "ستاد مبارك جامعة المنصورة" في جمله غير متناسقة على الإطلاق
والمنطق يقول أنه من الطبيعي ان يكون اسمه "ستاد جامعة المنصورة"
لكننا نريد كالعادة أن نحشر اسم رئيس الجمهورية بهذا الشكل المسيء بالفعل لشخص الرئيس وكأننا نريد أن نظهره في كل مكان بمناسبة وبدون مناسبة
...
إن الأعمال الكبيره والمحترمه تخلد اسم صاحبها أو من أقيمت في عهده دون وضع أسمه عليها
فمن يفعل شيء يفعله من أجل هذا البلد ومن أجل الناس لا من أجل أن يتم تسمية المنشأه بإسمه

يجب أن نعي هذا جيدا ونكف عن هذا التصرف السيء
فالأعمال باقية أما الأشخاص إلى الزوال

الأحد، 16 أغسطس 2009

هو يسعى للرئاسه . . والمعارضون يسعون لشتمه !

في لقاء مع شباب مصر ومجموعة من المدرسين والمعيدين تحدث جمال مبارك
ولم يكن يتحدث بطريقه عاديه، ولكن القاريء للحوار في جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 14/8/2009 يجد أن جمال مبارك تحدث في كل شيء يخص مصر
ولم يترك شيئا لم يتحدث فيه لا داخليا ولا خارجيا
بل وصل به الأمر انه تحدث عن كيفية مواجهة الفساد ونسب العمال والفلاحين بمجلس الشعب وطالب الجميع بأن يخافوا على مصر ويضعوها أمام نصب أعينهم وتطرق إلى أشياء لا يستطيع أحدا أن يتحدث فيها جميعا بهذا الشكل ولا حتى رئيس الوزراء سبق له وأن تحدث بهذه الطريقه
ولهذا فكل الأمور تتجه إلى أن يصبح جمال مبارك رئيسا لمصر لا محاله في المستقبل بعد وفاة والده محمد حسني مبارك
ليست المشكله الآن في تقريرك هل جمال يصلح أم لا يصلح لأنه بهذا الوضع صار يصلح
ولكن المشكله في أنه هو الوحيد الظاهر على الساحة ولا يوجد أحدا غيره
وللعلم
جمال مبارك لن يعمل عملية سطو على السلطه في مصر ويسرق الرئاسه
ولكنه سيأتي إلى الحكم عن طريق انتخابات عاديه -حتى إن لم يكن لدينا انتخابات بمصر
فبعد وفاة الرئيس سيكون الطبيعي أن يرشح الحزب الوطني أحد من كوادره ليخلف محمد حسني مبارك
والحزب الوطني لن يرشح غير جمال مبارك
أما من سينزل أمامه في الإنتخابات فلا يوجد لديهم أي شعبيه في الشارع المصري
يمكن أن أجزم بأنه إذا حضرت إلينا ورقة الإنتخابات يمكن لي ولك ان نقوم بإنتخاب جمال مبارك من بين باقي المرشحين على الرغم من أننا لا نريده
وهذا لأننا لا نعرف غيره
والناس في الشارع لا يعرفون غيره
بل أن الناس العادية في الشارع يوجد جزء كبير منهم لا يعرف من الوزراء سوى وزير الداخلية الحبيب العادلي ووزير الدفاع ووزير الخارجية وقليلا يعرفون وزير التعليم، أما باقي الوزراء لا يعرفهم أحد ولا أحد يريد من الأساس أن يعرفهم
فمحمود الخطيب وحسام حسن يعرفهم الجميع بينما هناك شريحة كبيره من الناس في المجتمع لا يعرفون من هو وزير الإقتصاد ووزير الزراعه مثلا

ولكي يكون هناك شخصا يستطيع الإمساك بزمام الأمور داخل مصر يجب أن يكون لديه نشاط اجتماعي وسياسي وشعبيه بين الناس
وإذا نظرنا إلى المعارضين داخل مصر فلن نجد من بينهم من ينطبق عليه هذه الصفات
والكيان الوحيد داخل مصر الذي له صوت مسموع كمعارض هو كيان الإخوان المسلمون ولكن اتجاههم غير واضح فلا تعلم ماذا يريدون وليس عندهم طموح في الرئاسه -كما يقولون- وعلى هذا الأساس لا تعلم ما هو الهدف من وجودهم
ولهذا السبب إن نزلت إلى الشارع المصري وسألت الناس عن جمال مبارك ستجد الجميع يعرفه تمام المعرفه
ولن تجد أحدا غيره في أذهان الناس
ماذا فعل المعارضون داخل مصر من أجل منع التوريث؟
لا شيء - فقط وقفوا وقالوا -لا- للتوريث ونحن ضد التوريث
وظهروا في الفضائيات وأنتقدوا جمال مبارك وجمال مبارك لا يعطي لهم بالا وكأنهم غير موجودين
بل يسير ويعرف ما هو هدفه بالضبط ويسعى إليه بكل قوه حتى يصل إليه وهو رئاسة مصر
أخذ يقابل الناس ويظهر في الصحف بشكل مكثف حتى عرفه الجميع داخل مصر
بينما المعارضون له ومن يريدون الترشح أمامه من أجل الفوز برئاسة مصر لم يفعلوا شيئا سوى مهاجمته هو ووالده !
فمن قال لهؤلاء أنك عندما تريد الترشح لرئاسة مصر فإن برنامجك الإنتخابي يكون عن طريق أن تقول -لا- لجمال مبارك؟
هل هذا برنامج انتخابي؟
هل أن تقف أمام الناس وتقول أن حسني مبارك ظلمني يكفي إلى أن تكون لك شعبيه داخل مصر؟
هل ظهورك في التليفزيون وقولك بأنك رجل معارض وضد التوريث يجعل الناس تلتف حولك؟
كيف تنتخب واحد كل برنامجه الإنتخابي هو توجيه النقد للطرف الآخر؟
عندنا كمثال صارخ على هذا الدكتور أيمن نور صديق الحكومه سابقا وعدوها الحالي
باستمرار يقوم بعمل دعاية لجمال مبارك في الفضائيات عن طريق مهاجمته ولا يتحدث عن نفسه مطلقا لدرجة أنه أثناء حديثه يتحدث عن جمال مبارك اكثر من تحدثه عن نفسه ثم يريد أن يصبح رئيسا للجمهوريه!
...
وإذا كانت الحجه عند البعض أن جمال مبارك معه الإعلام والصحافة
فهناك صحفا للمعارضة وقنوات فضائية تنتشر ويمكن لك أن تقول فيها ما تشاء
والقنوات الفضائية أكثر بكثير من المصرية الأولى والثانية
لكننا نتعامل مع أناس يبدو أنهم لا يعرفون كيف يعملون دعاية لأنفسهم
فمن غير المنطقي ان أنافس على رئاسة مصر وكلما ألتقيت بالناس تحدثت في شأن جمال مبارك
وصل التخلف لدرجة أن المعارضون المصريون لم ينجحوا في استغلال القنوات الفضائية التي فتحت لهم الأبواب من أجل الحديث عن أنفسهم ولكنهم استغلوا الفضائيات في مهاجمة جمال والحديث فقط عن مبارك وأبنه
وعلى الجانب الآخر جمال مبارك لا يبالي بأيا من هؤلاء ولا يتحدث عنهم ولا يحضر سيرتهم لا من قريب ولا من بعيد ويسير في طريق يعرف نهايته ويقوم بتلميع نفسه في الإعلام حتى عرفه كل بيت في مصر وإن سألت أي أحد من أي طبقه اجتماعيه عن الرئيس القادم لقال لك على الفور هو جمال مبارك
ولهذا السبب إن نزل جمال مبارك الإنتخابات في الوقت الحالي سيفوز
والسبب أن من ينافسوه على كرسي الرئاسة مجموعة من المعاقين ذهنيا يتخذون من مهاجمته وسيله لإنتشارهم
فالآن يوجد طرفان، طرف يسعى للرئاسه ويعمل مقابلات ويظهر في الصحافه والتليفزيون ويمشي في طريقه
وطرف آخر لا يفعل شيئا واستغل وسائل الإعلام المتاحه لديه في الهجوم ولا شيء غير الهجوم وان يكون عندنا معارضون للنظام الحاكم بهذه البلاهه وهذا الفكر لا يمكن أن يصلوا أبدا لكرسي الرئاسه
...
على المعارضين لجمال مبارك أن يعترفوا بالفشل في الوقوف أمامه

فلا يوجد أحد له ثقل يستطيع الوقوف أمام جمال مبارك في الوقت الحالي
أنت كمعارض تهاجمه عن طريق انتقاد احوال البلد بينما هو لا يضعك في حساباته !
وهذا درس جديد للمعارضه في مصر
ليس بالهجوم الدائم تحقق أهدافك
الناس أصابها الملل من الهجوم وحفظت الكلام المكرر عن أحوال البلد الصعبه
ربما لو تحدث أي معارض عن أهداف الحزب الذي ينتمي إليه لجذب الناس لهذا الحزب
...
المعارضون للتوريث داخل مصر قالوا أن جمال مبارك مرفوض اجتماعيا
قالوا انه مرفوض اجتماعيا وسكتوا
ولم يقولوا لنا من هو المقبول اجتماعيا حتى يلفتوا نظر الناس إليه كما فعل جمال مبارك!

الاثنين، 3 أغسطس 2009

ذكرى غزو الكويت والخطأ التاريخي . .


تمر علينا في هذه الأيام الذكرى المؤلمه لإحتلال دولة الكويت
ففي مثل هذه الأيام حدث ما لم يتوقعه أي إنسان عربي ومسلم وفاجأ الرئيس العراقي صدام حسين الجميع وقام بغزو دولة الكويت في خطأ تاريخي أقل ما يوصف بأنه خطأ أحمق وكان سببا مباشرا فيما نحن فيه الآن من مصائب وكوارث داخل المنطقه العربية
ولا ندري على أي شيء كانت حسابات صدام حسين بهذا الغزو
فقد اعطاه الله جيش كبير وأسلحه متقدمه وبدلا من أن يستغلها في تقوية العرب والمسلمين في الوقوف ضد بؤرة السرطان الموجوده داخل الأراضي العربية والمتمثله في الإحتلال الصهيوني ذهب وأحتل بلدا صغيرا لم يفعل له أي شيء ولا يوجد من ناحيته أي خطر عسكري يذكر عليه في الحاضر أو المستقبل
وإن كنا قد تعاطفنا مع صدام حسين لحظة إعدامه حيث أنه أعدم بيد الأمريكان وكان في اعدامه صبيحة يوم عيد الأضحى إهانه لجميع العرب والمسلمين من جانب أمريكا
فإن هو السبب الرئيسي في إحضار القوات الأمريكية إلى بلاد الخليج بفعلته الحمقاء بإحتلال الكويت والسطو عليها وطرد اميرها منها وترويع أهلها والرغبه في السيطره عليها وهي دوله عربية مسلمه جاره له في الحدود
ففي ذلك الوقت لم يكن هناك وجودا لأي جيش أجنبي على الأراضي العربية ولم يعرف الخليج العربي معنى القواعد الأمريكيه والبريطانية على أراضيه
وعلى أثر احتلاله لهذه الأرض العربية قام أهل الكويت بالهجره إلى مختلف البلاد العربية منها مصر والسعودية والأردن
ولم تفلح معه توسلات البلاد العربية في العدول عن هذه الفعله وكان مصمما على موقفه
وحصاد الغزو العراقي للكويت هو الحصاد المر للأمه العربية
فقد تسبب هذا الغزو في تفتيت دولة العراق والقضاء على جيش العراق القوي الذي كان واقفا أمام إيران وزاد من طمع ايران ببلاد الخليج علاوة على حالة العداء والشعور بعدم الأمان بين الكويت والعراق
ما كان الداعي من هذا الغزو يا صدام
ما الذي كان ينقص العراق لكي تنقض على الكويت وتحتلها
بلد يملك البترول والصناعة والخير الكثير
وقوة عسكرية لا بأس بها كانت تشكل جيشا قويا مع مصر وسوريا بالمنطقه العربية تبث القلق في نفوس اليهود

أضاع كل هذا وفكك الأمه العربية بهذا الغزو الذي حلله الكثيرين بأنه كان مخططا له من قبل مع أمريكا حتى يحضروا للمنطقه العربية ويسيطروا عليها
لكنهم غدروا به في النهاية واتفقوا على اعدامه في قضية داخليه قبل أن يدلي بإعترافات تفضحهم
وقيل أن الخلافات على أسعار وأنتاج النفط بين العراق والكويت هي التي أدت إلى هذه الحرب
ولا ندري كيف يكون هناك خلافا على سعر وانتاج البترول يدفع بلد للهجوم على بلد آخر بهذا الشكل المخزي
ومهما كان الشعور بالمراره الذي أصابنا تجاه إعدام رئيس عربي على يد المحتل الأمريكي
لكن هذا لا يعفيه من المسئولية الكبرى عن ما ارتكبه بحق بلد عربي يجاوره

ولو كانت الخلافات بين الأشقاء يتم حلها عن طريق القوه العسكرية لقامت الحروب بين البلاد العربية جميعا بسبب الخلافات المستمره بينهم ولقضينا باقي عمرنا في قتال بعضنا البعض

....

إنها ذكريات أليمة لن ينجح الزمان في محوها بسهوله

ذكرى اعتداء عربي على شقيقه العربي واحتلال أرضه
وذكرى اعدام رئيس عربي على يد الأغراب
وكان البطل في الحالتين هو صدام حسين
ليته فكر في حل آخر لحسم خلافه مع الكويت غير الحل العسكري
فهذا الفعل اذاقنا المرار بإحتلال الكويت ودخول الأغراب إلى الأراضي العربية ونهب ثرواتها
واذاقنا الحسره ونحن نرى تلفيق الإتهامات بوجود أسلحه نوويه للعراق من اجل احتلالها
وحسرة اخرى بتحكم الآخرين في مصائرنا واعدام رئيس بلد عربي غصبا عن شعبه

الاثنين، 20 يوليو 2009

أذهب يا حسني إلى اليونسكو

تعتبر وزارة الثقافة داخل جمهورية مصر العربية من أفشل الوزارات التي مرت على مصر عبر تاريخها
كما أنها من أكثر الوزارات المليئه بتجاوزات مالية وسرقات ونهب لأموال الدوله وفضائحها لا تخفى على أحد من عمليات ترميم الآثار والمتاحف التي تتكلف ملايين الجنيهات من اموال الدوله سنويا يتم نهب معظمها من موظفي هذه الوزارة والسيد الوزير -لا أقول آخر من يعلم- ولكنه لا يعلم من الأساس أي شيء وربما يعلم ولكنه مشغول بأشياء أخرى
سنين طويله أمسك هذا الرجل بزمام هذه الوزاره ولا نعلم ماذا فعل بالضبط ليظل كل هذه الفتره على كرسي الوزاره
أي ثقافه هذه التي أهتم بها داخل الشعب المصري لا أدري
الآن فاق طموحه كل شيء ونظر لليونسكو
والطريق لليونسكو ليس مفروشا بالورود
لكنه يتطلب بعضا من التضحيات في نظر فاروق حسني
أول هذه التضحيات هي الإعتذار لليهود عن ما قاله في حقهم مسبقا
كان قد صرح أنه على استعداد لحرق الكتب العبريه إذا دخلت الأراضي المصريه
ولكن عندما علم أنه ربما يقف اليهود ضد طموحاته في رئاسة اليونسكو فلم يجد أي مشكله في أن يعتذر لهم عن ما قاله في حقهم
بل أعلن استعداده لزيارة اسرائيل
ولا أدري لماذا يتبرع بهذه الزياره وهو ليس وزيرا للخارجية ولا هو يتفاوض على أرض ومعاهدة سلام بعد حرب مثلما فعل السادات ولا هو وسيط في عملية المفاوضات مثل الوزير عمر سليمان ولا علاقة له بهم من الأساس
لكنه بريق المنصب الذي أعمى سيادة الوزير
كل ما أخاف منه أن يكون إعطاء سيد القمني جائزة الدوله التقديريه مؤخرا من ضمن اجراءات القبض على منصب اليونسكو للوزير الفنان فاروق حسني
فمن الواضح ان عنده شهوه كبيره لهذا المنصب يمكن أن تجعله يفعل أي شيء في سبيل الوصول إليه حتى لو كان هذ على حساب عقيدته ، فقد أصر على الاعتذار لليهود عن قوله بحرق كتبهم ولم يعتذر للشعب المصري عندما هاجم الحجاب
...
أذهب يا حسني إلى اليونسكو
فربما بعد أن تترك وزارة الثقافة ينصلح حالها بعد ان قبضت عليها لسنين طويله
وستكون هذه هي الحسنه الوحيده العائده علينا من فوزك بالمنصب
أن الوزارة ستتحرر منك إلى الأبد

الجمعة، 17 يوليو 2009

أرحموا مصر يرحمكم الله

وكأن الناس ينتظرون من مصر موقف يرونه خاطيء حتى يبدأ البكاء والعويل على العروبة وعلى مصر التي كانت
هذا ما يتم نقله الآن في وسائل الإعلام العربية التي تضلل الناس بصرف نظرهم عن قضايا العرب الحقيقيه وتجعلهم يحولون أنظارهم إلى أمور لا فائدة منها
منذ سنوات عبرت القوات الأمريكية قناة السويس للمشاركة في ضرب أخواننا في العراق
وعند عبور هذه القوات -ونحن لا نملك أن نمنع أحدا من العبور مهما كان طبقا لإتفاقية حرية الملاحه في الممرات الدوليه- ثار علينا الأخوه العرب وقالوا أنها خيانة
كيف نسمح للقوات الأمريكية بالعبور من قناة السويس
وأن مصر تشارك بصورة مباشرة في ضرب العراق عن طريق سماحها لهذه القوات بالعبور!
طيب يا أخواني ماذا كان يجب علينا أن نفعل في مصر ؟
بالطبع الإجابة تأتي منهم بأن نقول لهم لن تعبروا القناه!
وهل نملك أن نمنع أحدا من العبور من ممر دولي؟
لم ولن يجيب أحدا على هذا السؤال لأن من يتحدث في ذهنه شيء واحد فقط
وهو أن تقول للأمريكي لا تعبر القناه- كيف وعلى أي أساس تقول له لا تعبر- فلا أحد يفكر في هذا!

صحيح أنك تملك قناة السويس، لكن طالما انك لست في حالة حرب فلا يحق لك أن تقوم بمنع أحدا من المرور عبرها


تكرر الأمر هذه الأيام
جميع الفضائيات تبكي على مصر، يبكون وأرى الشماته في عيونهم وهم يقومون بشتمنا يوميا
والسبب هو عبور سفن حربية اسرائيليه قناة السويس
ويسأل الناس والمذيعين وفي البرامج الحواريه كيف تسمح لمصر بعبور السفن الحربية الاسرائيلية من القناه؟
سؤال ساذج من أناس أكثر سذاجه
بالطبع المطلوب من مصر في هذه الحاله كما يتخيل بعض الأخوه العرب بأن نقف ونقول لليهود غير مسموح بالعبور ،وهذا لكي يرد اليهود علينا بأن هناك حرية للملاحة بجميع الممرات الدوليه طبقا للإتفاقيات الدوليه فكيف لنا أن نقول لهم لا تعبروا ،وعندها ستحدث بيننا وبينهم مصيبه ويقف الجميع يتفرج علينا كالعاده
هم الآن ينادوننا بمنع السفن من العبور، وإن منعتها من العبور ستحدث أزمه لإختراقك للإتفاقيات ربما عرضنا لما لا يحمد عقباه مستقبلا، فقد حدث في الماضي وأغلق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خليج العقبه وأنتهى الأمر بحرب 67 ، ولو قمنا بمنعهم من العبور لن يُقال علينا أبطال،
بل إن حدثت حرب سيقول الجميع أن هذا جزاء مصر بسبب اغلاقها لمعبر رفح
هذا المعبر الذي لازال الجميع يتحدثون عنه الذي لولا اغلاقه لضاعت غزه بالكامل من فلسطين
ولو تم فتحه لأنتهز اليهود الفرصه وقاموا بتهجير جميع الغزاويين إلى سيناء ووقفوا على الجانب الآخر ومنعوا عودتهم إلى بلادهم مرة أخرى وكان هذا المخطط هو فرصة العمر لليهود في اخلاء غزه من سكانها ولكن مصر أفشلت مخططهم القذر للسيطره على هذا القطاع وتهجير سكانه
ولكن مع من نتحدث ونقنع من بهذا الأمر ومن سيقتنع بهذا الكلام
الأخوه العرب بكل أسف يريدون الهجوم المستمر ولا أحد فيهم يريد أن يسمع أو أن يقتنع إلا بأن مصر خائنه للأمه العربية والإسلامية

...
مصر مسكينه لا تدري ماذا تفعل وسط هذا الكم المستمر من الإتهامات من قبل الجماهير العربية
مصر حاليا تدير المفاوضات بين اليهود وحماس من جهه- وتدير مفاوضات أخرى بين فتح وحماس من جهة أخرى
ولكن هذا أيضا لم يشفع لمصر عند الكثيرين
فمنهم من يرى أن مصر هي وسيط -غير نزيه- تجاه قضايا فلسطين
ففي المفاوضات بين فلسطين واليهود مصر منحازه لليهود
والمفاوضات بين فتح وحماس فمصر منحازه لفتح على حساب حماس

فقد تركوا الإنقسام الخطير بين الاخوه في فلسطين وجاء الجميع بالعيب على الوسيط وهو مصر
أصبح الوضع داخل فلسطين بين اخواننا مأساويا بكل ما تعنيه الكلمه من اعتقالات وضرب واتهامات بين طرفي فتح وحماس تعدت كل الحدود
وقد ساهمنا نحن الجماهير العربية في هذا الوضع بنصرنا حماس على فتح والعكس وكأننا في مباراة كرة قدم، ونحن كعرب نتحمل المسئولية كامله في وصول الأمور بين الفصائل الفلسطينية إلى هذا الحد، فلا يصح لك كعربي أن تنصر طرفا على آخر، ولا يجوز لك أن تقول على أعضاء فتح أو غيرهم خونه في وسائل الإعلام، فهذا الطرف الذي تسعى لإظهاره بمظهر الخائن يمثل نصف الشعب الفلسطيني
ترك الإعلام المشكلة الرئيسية بين فتح وحماس التي ربما تؤدي إلى تقسيم فلسطين إلى دولتان وتم تحويل نظر العرب جميعا إلى الوسيط وهو مصر
وشهور من المفاوضات وتقريب وجهات النظر على أمل المصالحه وانقاذ الشعب الفلسطيني من الإنقسام
وبعد ذلك نسمع أن السبب الرئيسي في فشل المصالحه هو الوسيط المصري الذي يقوم بالضغط على حماس، وكأن أعضاء حماس أطفال صغار يمكن لهم أن يقبلوا أشياء لا يرضوا عنها
لا أعلم ماذا استفاد الناس من تحويل المشكله إلى مشكلة الوسيط والوضع السيء مستمر في فلسطين بين الأخوه في فتح وحماس وهما يمثلان خط الدفاع الأول للأمه الإسلامية في مواجهة اليهود يستحقوا أن نقوم بفرد صفحات وبرامج كثيره من أجل الوصول إلى مصالحة تحقق الأمان للشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي وتوحيد هذا الصف الفلسطيني الذي يقف في وجه اليهود
أما ترك القضية الأساسية ونشغل أنفسنا بسفينه يهودية عبرت القناه فهذا دليل على أننا نريد البحث عن مشاكل لكي نربح من وراء الصحف والبرامج ولا يهمنا حل مشاكلنا الاساسيه

...

تعلمنا من الأحداث الأخيره دروس هامه في التفرقه بين الخيانه والشرف
فمثلا
أن يمر الأسطول الأمريكي من قناة السويس فهذا هو خيانه
اما أن يجلس الجيش الأمريكي بقواعده في بلاد خليجيه ويضرب العراق يوميا من هذه القواعد منذ عام 1991 فهذا هو الشرف
أن تسمح مصر بعبور حاملات الطائرات الامريكية من قناة السويس خيانه
لكن أن تطير هذه الطائرات في الأجواء العربية وتضرب العراق يوميا فهذا هو الشرف
تصدير الغاز المصري لإسرائيل خيانه
لكن امداد الطائرات الحربية الأمريكية بالطاقة لضرب العراق والصرف على الجيش الأمريكي هو الشرف
إغلاق مصر لمعبر رفح خيانه
أما مساعدة ايران أمريكا لإحتلال العراق وافغانستان هو الشرف
تعاون مصر مع اسرائيل طبقا لإتفاقيه تمت بعد حرب يعلمها الجميع خيانه
أما تعاون بلاد عربية أخرى بعيدين تماما عن اليهود وليس بينهم حروب أو حدود سياسيه بل يتعاونوا في الخفاء من أجل إرضاء أمريكا فهذا هو الشرف
أن تحاول مصر أن تفعل شيئا للقضية الفلسطينية خيانه
أما أن يجلس آخرين أمام الفضائيات من أجل النقد ولا يفعلون هم وبلادهم شيئا وإلقاء اللوم على مصر للهروب من المسئوليه تجاه فلسطين فهذا هو الشرف

...
لست هنا بصدد الهجوم على اخواني في البلاد العربية بسبب القواعد الأمريكية وانتشار آلاف الطائرات والجنود الأمريكان والإنجليز على أراضيهم لأن هذه البلاد بالفعل مغلوبه على أمرها نظرا لحالة الضعف العامه الموجوده عند العرب
فقط أطلب منك أن لا تهاجم مصر وأنت حالك من حالها بل أسوأ، ابحث معي عن حل لننهض بأمتنا ونخرج جميعا من المأزق الذي وضعنا أنفسنا فيه وبأيدينا
ولا تحاول الإنجراف وراء كلام الفضائيات التي تتخذ من الهجوم على البلاد العربية -خاصة مصر- ماده رئيسية لبرامجها ومحاولة إظهار مصر دائما بأنها شيطان الأمه العربية ومن سيأخذ بالعرب إلى الهاويه
فهؤلاء يبيعون للناس كلام فقط
فمن الأمور المضحكه أن تجد الصحفي أو المذيع يهجم بشده على رئيس عربي ويقول عليه أنه كلب لأمريكا، وهو لو فتح شباك الاستوديو الذي يتحدث منه لوجد القواعد الأمريكية تقف على مرمى بصره!