الخميس، 30 أكتوبر 2008

الأستاذ والتلميذ ... والإحترام المفقود !

كعادتنا دائما تكون مقدمات المصائب أمامنا من فترات طويله ولا نتنبه إلا عندما تحدث الكوارث
منذ أيام قليله لقي طفل مصرعه على يد مدرس
ضربه في بطنه لأنه لم يقوم بحل الواجب وقضى عليه
فمات طفل صغير وأنتهى مستقبل مدرس مازال في مقتبل العمر نتيجة لسياسات تعليمية وإعلامية خاطئه تحدث داخل بلدنا ونلاحظها جميعا ولكن لم نحاول حلها
فالمدرس والطالب صاروا أعداء يتربص كل منهما بالآخر على الدوام
والعلاقه بينهما ليست على ما يرام من سنين طوال
فمن السبب في هذا الأمر؟

...
المتتبع صورة "المعلم" في الإعلام سيجد أن صورته سيئه للغاية منذ القدم
فمن أيام أفلام نجيب الريحاني في أوائل الاربعينيات من القرن الماضي ظهر نجيب الريحاني في صورة مدرس مسكين لا يجد قوت يومه ويتسول من الناس
حتى مظهره نفسه لا يوجد به أي شيء من الإحترام
ملابس مبهدله، ذقن طويله لأنه لا يجد ثمن شفرة الحلاقه،
والطلبه يسخرون منه باستمرار كما فعلت ليلى مراد معه حينما قال لها أنه المدرس الذي سيقوم بتعليمها فردت عليه قائله " جابوا الأقرع عشان يعلم بنت السلطان" وضحكت بسخرية ثم ذهبت !
بل وهددته بأنها ستجعله يرى العفاريت الزرق –ومن المفترض أنها الطالبه وهو الأستاذ- في مشهد من المفترض أننا نراه كوميدي ومن المفترض أن نضحك على هذا الكلام !
ومن قبلها شاهدنا المدرس –المسكين- نجيب الريحاني وهو يتناقش مع خادمي الباشا وكان الحوار يدور على أنه بصفته –معلم للكلاب- يحصل على راتب أعلى من نجيب الريحاني –معلم البني آدمين- بمراحل كثيره!
فرد عليه الريحاني قائلا "أنا لو بعلم كلاب من 18 سنه كان زماني من الأعيان" !

هذا هو قدر المعلم عندنا منذ ما يقارب من مائة سنه !!

ثم كانت الكارثه في مسرحية مدرسة المشاغبين
وهي بإختصار مجموعه من الطلبه السفله يشتمون مدرستهم ويسخرون من مدير المدرسه وقاموا بهتك عرض المُدرسه –سهير البابلي- وقطعوا لها ملابسها ثم دخل عليهم الاستاذ –عبد الله فرغلي- فضحكوا عليه وسخروا منه وألبسوه لباس الهنود الحمر وظلوا يضحكون عليه وهو"المعلم" في مشهد منتهى السفاله وقلة الأدب في أن ُنظهر من قاموا بتعليمنا في هذه الصوره المؤسفه ، وعلى الرغم من النهاية السعيده الموجوده في المسرحية، إلا أنها لم تمحوا وسائل السخرية التي ظل يتناقلها الأجيال داخل المدارس لعشرات السنين
ثم سألوا عن راتب المعلمه فأكتشفوا أن العلم "لا يكيل بالبتنجان"
وصارت هذه الجمله تتردد عبر الأجيال

..........

ومن هنا شاهدنا أن وضع المدرس لم يتغير من أيام أفلام نجيب الريحاني مرورا بالسبعينيات حتى الآن
ونظرة الناس إلى المدرس لم تتغير وكان السبب الأول فيها هو الإعلام
فلم يقوم الإعلام بتعليم الناس كيفية أحترام المدرس وإعطائه قدره الذي يجب أن يكون عليه
بل وجدنا دائما مشاهد السخريه وقلة الأدب من الطلبه تجاه المدرسين في شكل كوميدي يضحك عليه الناس باستمرار ويريد الطلبه تطبيق ما يشاهدوه في الأفلام مع المدرسين في المدارس

وأصبح وقوف الطالب "ببجاحه" أمام المعلم شيئا يعطي الفخر للطالب وأهله
وأن يقل الطالب أدبه على المدرس فهذا أمر من أمور العنترية والرجوله
فكم شاهدنا من تلميذ يزعق في وجه المدرس
وتلاميذ أحضروا أهاليهم إلى المدرسة من أجل الاعتداء على المدرسين وضربهم
وطلبه ينتظرون المدرس خارج المدرسه بعد إنتهاء اليوم الدراسي أو بعد إنتهاء الامتحانات و الاعتداء عليهم لأنهم وقفوا لهم بالمرصاد ولم يستطيعوا الغش في الامتحان
فأخطأ الأهل والإعلام في وضع المدرس في الصوره المحترمه التي من المفترض أن يوضع فيها لأنه من يقوم بتعليمنا
وجعلنا منه مصدرا للسخريه والعداء المستمر
فما كان المدرس إلا أن رد العداء بعداء آخر عن طريق الضرب المبرح
ولا يفعل المدرس هذه الأفعال إلا في المدارس الحكوميه ولا يستطيع فعلها في المدارس الخاصه وهذا لإختلاف طريقة التعامل
فإن ضرب الطالب في المدرسه الحكوميه فالطالب يمكن أن يأتي له بأهله ليضربوه أو يقوم الطالب نفسه بضرب المدرس خارج المدرسه بعد انتهاء اليوم الدراسي
أما في المدارس الخاصه فإن فعلها فغالبا ما يتعرض المدرس للفصل

...
ومن هنا فالعمليه التعليمية لا تقوم على الإحترام بين جميع الأطراف
ُأناس لا يحترم بعضهم البعض فماذا تنتظر أن يحدث بينهم
وكيف يحترموا بعض وقد فتح المدرس التليفزيون فوجد صورته بهذه الصوره المسخره والطالب وجد متعته بالمدرسه في مضايقة المدرس

فلم يجد الطرفان في الإعلام من يعلم الناس أن العلاقه بينهما يجب أن تكون محترمه
فهذا مدرس يضرب طالبا حتى لقي مصرعه
ومن فتره سمعنا عن اقتحام 3 سيدات مدرسه بالعباسية وضربوا المدرسين بالشباشب وأعتصم المدرسين احتجاجا على ما حدث
وصارت العمليه التعليميه حربا بين جميع الأطراف بها مصابين وقتلى ،
فجريمة المدرس وقتله للتلميذ التي حدثت الأسبوع الماضي لم تكن صدفه، ولكنها نتاج تراكمات أخطاء مائة سنه كامله في العلاقة بين المدرس والطالب والإعلام وعدم الإحترام المتبادل بين جميع أطراف المشكله
...

من حين لآخر نجد أن هناك نقابات قامت بمقاضاة مؤلفين وطالبت بوقف أعمال درامية لأنها أهانت الصيادله أو المحامين وغيرهم

فماذا فعلنا كمجتمع مع مسرحية مدرسة المشاغبين وفيه أظهرنا الطلبه وهم يمسكوا بالمدرس "الذي جسده الفنان عبد الله فرغلي" وقاموا "بتقليعه البنطلون"؟

قعدنا نضحك !

الخميس، 23 أكتوبر 2008

قضية التحرش والمعادلة الخاطئه

عندما تتأمل الحديث حاليا في مصر عن التحرش الجنسي الذي تتعرض له النساء المصريات والذي يتحدث عنه الجميع داخل مصر الآن تشعر وكأن شوارع القاهره مليئة بالذئاب البشرية
ومن عادتنا دائما أننا نسعى إلى تضخيم الأمور والتهويل بشده وإعطائها أكبر من حجمها ثم نصدق أن حجم المشكله الحقيقي هو الذي قمنا بقصه على الناس حتى أعتقد الناس في باقي البلاد العربية بعد أن ُنشرت الأخبار عن حادثة عيد الفطر الشهيرة والتي كان بطلها –شوية عيال- أن القاهره غير آمنه وان أي أنثى تسير في الشارع ستتعرض لا محاله لهتك العرض من جانب أي رجل يسير بجانبها، وهذا بالطبع وهم كبير يعيش فيه الناس
وهذا التحرش إن حدث فإن له أسباب ناتجة من العادات والتقاليد والتغيرات التي طرأت على مجتمعنا في السنوات الأخيره حتى أصبح التحرش ملحوظ بعد أن كان نادرا ما يتحدث عنه أحد، والكل يلقي باللوم فقط على الذئاب البشرية المتمثله في رجال وشباب مصر الذين جعلوا من حواء المصريه أمرأه مغلوبه على أمرها لا تشعر بالأمان في شوارع مصر وتخاف على نفسها من أنياب الذئاب كلما تحركت هنا وهناك
عندما تشاهد برنامج في التليفزيون أو مقال في جريدة يكتبه أحد الصحفيين تجد اللوم ينصب على أخلاق الرجال ويتسائل الجميع أين ذهبت الأخلاق والقيم
وما الذي دفع الشباب إلى أن يكون بهذه الأخلاق السيئه وأن من المفترض أن الرجل يطبق مبدأ غض البصر إن كان يتحلى بالفضيله فعليا
وتتعجب من قول هؤلاء لأنهم ينصحون الرجل بالفضيله وسط بيئه فاسده
فهذا الرجل الذي يتحلى بالفضيله لكي يكمل باقي عمره متحليا بالفضيله لابد وأن نوفر له البيئه المناسبه ليظل بهذا السلوك
أما أن تأتي بإنسان- رجلا كان أم أمرأه- محترم وتلقي به في بيئه فاسده وتطلب منه أن يكون محترما بل وأن تلقي اللوم عليه إن تصرف بشكل خاطيء فهذا هو قمة التخلف
تماما كالذي يقوم بإنتاج فيلم به مناظر خارجة او من يطلق القنوات الإباحية ، وعندما تنتقد هذه الأفعال تجد من يقول لك أن ريموت التليفزيون بين يديك إن كنت لا تريد المشاهده فلا تشاهد
بمعنى أنه يضع أمام عينيك الحرام ويقول لك طالما أنه حراما فلماذا تنظر إليه؟!
وهذا هو مبدأ الشيطان
ولهذا وجدنا من الكثيرين ممن ينتقد نظره الشباب إلى البنت التي ترتدي ملابس فاضحة في الشارع –مثل الكاتبه إقبال بركه- وتنصح الشباب بغض البصر
تماما كما تشاهد أحدا يسرق وعندما تعترض يقولون لك لماذا تراقبه؟
ولما كانت المرأه هي نصف المجتمع والرجل يمثل النصف الآخر
فقد ظهر علينا هذه الأيام دعوه بأن يغض نصف المجتمع بصره عن ما يفعل النصف الآخر
فلا نلقي النصيحة للناس أجمعين
بل نترك طرفا يفعل ما يشاء والطرف الآخر عليه التمسك بالفضيله وإلا ألقينا عليه اللوم!
ومن المضحكات المبكيات
ان صدر منذ فتره شعارا من مجلة كلمتنا كان مضمونه رساله هامه موجهة إلى جميع الشباب
هذا الشعار هو شعار "أحترم نفسك"
ومبدأ أحترم نفسك هذا أيضا موجه فقط للشباب دون البنات في مجتمعنا
فلم يصدر أمثال هؤلاء رساله موجهة إلى البنات بقول "أحترمي نفسك" لأنها في وجهة نظرهم دائما مجني عليها من الذئاب البشرية
لكن ماذا يعني شعار "أحترم نفسك" في نظر هؤلاء وما هو الإحترام المقصود؟
تم رفع هذا الشعار الصيف الماضي بمارينا –أحد المصايف التي يتردد عليها الأغنياء بمصر- أثناء أحد الحفلات الغنائية
وكانت معظم النساء في هذا الحفل كبار وصغار يرتدين ملابس عاريه
البعض قصير والبعض بدون أكتاف والبعض يظهر البطون وغيرها
والشباب يتمايل ويتراقص على أنغام المطرب وكل شخص يفعل ما يشاء
ومن هنا علمنا أن شعار أحترم نفسك هو أن البنت يمكن لها أن تلبس ملابس فاضحة ولا تسمح للشاب أن يقترب منها
وعلى هذا الأساس فإن الأجدر بهم أن يغيروا هذا الشعار إلى "ممنوع اللمس"
فهذا أدق وأفضل لمثل هذه الحالات


نأتي لبعض السلوكيات التي تظهر من بعض النساء والبنات في الشوارع

** تجد بنت ترتدي "بدي" يصل بالكاد إلى حزام البنطلون الذي ترتديه، وعندما يسقط شيئا منها على الأرض وتنزل لكي تحضر ما يقع منها فإذا بهذا "البدي" يرتفع عنها ويظهر أمام الناس ظهرها كاملا- وأحيانا السروال الذي ترتديه- وعندما تعتدل وتجد شاب يتفرج عليها فإنها تتضجر من تصرف هذا الشاب وتشكي حالها وتتهمه بأن "عينه تندب فيها رصاصه"!!
** تجد حوارا بين شباب الجامعه على أن الطالبه –فلانه- التي توجد معهم في المدرج ترتدي هذا اليوم - سروال لونه كذا- وأن أحدهم رآها وهي تجلس في المدرج بينما هو كان يجلس ورائها، فمن المسئول عن هذه الفضائح؟
** تجد فتاه ترتدي بلوزه وتجلس في المترو وتفتح الأزرار العلويه لها ليظهر جزء من صدرها للناس، وعندما يقف رجل بجانبها وينظر إلى صدرها تجدها تنظر إليه شزرا وتسارع في غلق البلوزه وتتهم الرجل بأنه "معندوش دم"، وربما سألت نفسها بغباء شديد " لماذا يبحلق هذا الرجل فيا بهذه الطريقه"؟!
تماما كالتي ترتدي "بدي" وتقف في الشارع تشد فيه لكي تستر نفسها حتى لا يرى الناس بطنها في مشهد كوميدي لا تجد له تفسير على الإطلاق
فإن كنتي تشدين فيه بهذه الطريقة كي لا تظهر عورتك فلماذا خرجتي به من البيت أصلا؟
وأين أبوكي وأمك وأخوتك الرجال من هذه الملابس؟
** يحدث في الجامعات أن بعض الطلبه والطالبات يلعبون مع بعضهم البعض "المنديل وأستغمايه" وألعاب أخرى يكون فيها التحرش بين الشاب والفتاه علنا وبرضى الطرفين، وهذه قاعده في المجتمع، أنه لا يوجد شيء خطأ طالما أن جميع الأطراف ترضى بالأمر الخطأ

وإذا كانت حجة البعض بأن المحجبات ومرتدين الزي المحتشم من غير المسلمين يتعرضن لمضايقات في الشوارع وأن الحجاب والزي الملتزم لم ينقذهن من هذا الأمر
فبالتأكيد الطوفان عندما يأتي فإنه يأخذ في طريقه الجميع ولا يفرق
فتعرض البنات الملتزمات لمثل هذه الأمور –ولو أنه نادرا ما يحدث- فإن اللوم يقع على الغير ملتزمات بزي محترم أولا لأن هن السبب الاساسي في انتشارهذا الأمر الذي كان موجودا من قبل ولكن ليس بهذه الكثافه
فوضع طبيعي أنه كلما أنتشر العرى في التليفزيون وعدم الالتزام بين الشباب في الجامعات والمدارس المختلطه كلما وجدت زياده في نسبة التحرش داخل المجتمع

...
نأتي لنقطه اخرى
هل بالفعل ( كل) البنات يشعرن بالضيق إذا تعرضن للمعاكسه ونظرات الرجال في الشارع؟

بالتأكيد أن تنزل فتاه من البيت بعد أن تكون قد قضت ساعه أمام المرآه وحرصها على وضع أقلام الكحل وعلب المكياج والبرفان بالحقيبة الخاصه بها يوميا ويستحيل أن تنساهم يؤكد عكس ذلك تماما
ولهذا فإن أن نصدق أن هناك أنثى تمشي في الشارع وهي تظهر نفسها جليا للناس وواضعه مكياج كامل وكأنها تذهب إلى حفل وليس إلى العمل ثم تتضايق عندما ينظر إليها رجل فإن هذا إن صدقناه فإن علينا فورا بالذهاب إلى مستشفى المجانين
فأحيانا يكون هناك شعورا بالفخر من جانب الفتاه بأنها تعرضت للمعاكسه
وأحيانا تشعر بالثقه في نفسها وهي تنزل من البيت –ترتدي ما على الحبل- وكل الشباب والرجال ينظرون إليها لأنها جميله، وعدم تعرضها لهذه النظرات يمثل إهانه لها

أصدرت محكمه مصرية ها الأسبوع حكما بالسجن ثلاث سنوات على رجل قيل أنه هتك عرض بنت في الشارع وهلل الكثيرين لهذا الحكم وأشادوا بالبنت وما فعلته بتتبع هذا الرجل إلى أن تم الإمساك به وأخذت حقها منه
كل ما نخاف منه الآن هو أن يتخذ بعض النساء ما حدث ستارا من اجل تلفيق تهم للرجال إذا نظر أحد لإمرأه في أي وسيلة مواصلات ونرى قذفا بتهم باطله من اجل إظهار أن قانون التحرش واجب النفاذ وأنه سيحمي المرأه مستقبلا مما يترتب عليه ضياعا لأُناس أبرياء دون أرتكاب أي ذنب
فمن المعروف أن ما أن تدخل أنثى قسم الشرطه أو تبكي في الشارع حتى يصدقها الجميع
وتجد ألف شاهد يشهد معها بصحة أقوالها
وربنا يستر

...
المجتمع طرفين
رجل وأمرأه
إذا لم يلتزم أحدهما سيفسد الآخر مباشرة
فلا يصح أن يكون نصف المجتمع ملائكه والنصف الآخر ذئاب

الخميس، 9 أكتوبر 2008

فوضى بدء العام الدراسي


تم الإعلان عن أن أول أيام الدراسة في المدارس والجامعات المصرية هو يوم السبت 20 من سبتمبر
وفعليا الأحد 21 من سبتمبر
هذا على أساس أن يوم السبت هو عطله رسمية بالدوله مع يوم الجمعه أسبوعيا
ولكن بما ان القرار لم يعجب الكثير من الناس
وجدنا أن المدارس الحكومية بدأت الدراسة يوم الأحد 21 من سبتمبر
ولكن هناك مدارس خاصة بدأت الدراسة يوم الثلاثاء 23 من سبتمبر
وهناك مدارس خاصة أعلنت أن العام الدراسي فيها سيبدأ يوم 8 أكتوبر
كما ذهب طلبة إلى بعض المدارس وقال لهم أصحابها بعد أن قضوا اليوم الأول أذهبوا وتعالوا بعد العيد يوم 8 أكتوبر
والجامعات الخاصة كلها ستقوم بفتح أبوابها بعد العيد
هذا على أعتبار أنها كل عام لا تفتح إلا منتصف اكتوبر ولا علاقة لها بكلام السيد الوزير وميعاد بدء الدراسة مع البلد
تماما مثل العديد من المدارس الخاصة التي تبدأ الدراسة في مواعيد مختلفه كل عام ولكن في امتحانات آخر العام نجد أن الجميع يبدأ في نفس التوقيت!
وهناك مدرسة خاصة في حي المعادي يملكها رجل نصراني
ولأنه نصراني - فقد جعل العطله الأسبوعية للطلاب يومي الجمعه والأحد وليس الجمعه والسبت مثل باقي مدارس الدوله
بمعنى أن الأخ يعطي أجازة للطلبة يوم الأحد مع الصنايعية والورش
وعلى هذا الأساس فكل الطلبة في مدرسة هذا الرجل يذهبون إلى المدرسة يوم السبت حيث أن كل البلد تكون في أجازة رسمية ويأخذون الأجازة يوم الأحد والبلد بالكامل تكون في العمل !

الحقيقه المؤكده أن البلد عندنا تسير بالمزاج
لا يوجد نظام ولا ألتزام في أي شيء
وكل صاحب مدرسة يحدد ميعاد بدء العام الدراسي على كيفه
ونبحث عن وزير التعليم ورئيس الوزراء لحل هذه المشكلة الكبيره فلا نجد
كيف يتم الإعلان عن بدء العام الدراسي داخل جمهورية مصر العربية ونجد طلبة يجلسون في المنزل والأجازه عندهم ممتده وطلبة آخرين يذهبون إلى المدرسة
هذا على الرغم من وجود خطه للمناهج داخل وزارة التربية والتعليم وهذه الخطة موضوعه أسبوعيا
ولكن نجد أن المدارس الحكومية تلتزم والمدارس الخاصة لا تلتزم بميعاد بدء الدراسه لأنها خاصة
ويعتقد أصحاب المدارس الخاصة أن مدارسهم ملاكي يحق لهم بدء الدراسة في أي وقت يريدون
ومن اعطى لهم هذه الفرصة التي أدت إلى حدوث فوضى هي وزارة التربية والتعليم ورئيس الوزراء نفسه
فلا حساب ولا رقيب وكل شخص يبدأ الدراسة في أي وقت يريده ولن تجد من يحاسبة أو يقول له أنه على خطأ
بل أن السيد الوزير نائم في نوم عميق
كل وزير تعليم يأتي يحدد لنا ميعادا لبدء الدراسة يضرب به أصحاب المدارس الخاصة عرض الحائط ولا تجد من يحاسبهم
تماما كما يفعلون في زيادة أسعار مصاريف المدارس وزيادة أسعار الباصات والمصاريف التي يتم دفعها على مدار العام
وهذا دليل الفوضى المنشره في البلد
لا يوجد قانون أو قرار يمشي عليه الجميع
كل واحد يريد أن يسير طبقا لهواه وحسب المزاج
...
تقف مع بعض أولياء الأمور وتسألهم عن الأولاد وبدء الدراسة
يقولون لك ان المدرسة ستدخل يوم 8 أكتوبر
وعندما تستفسر عن السبب تجد تبريرات غريبه وعجيبه
يقولون لك " حد يبدأ الدراسة في العشر الأواخر من رمضان" ؟؟؟
نحن سنبدأ الدراسة بعد 6 أكتوبر لكي تكون الأجازات أنتهت كلها لأنه لا فائدة من الذهاب حاليا إلى المدرسة والجامعه !
أنظر
يقرر الناس أن الدراسة خلال العشر الأواخر من رمضان عيب!
فحتى لو أن الحكومة أخطأت - في وجهة نظر البعض- بتحديد ميعاد الدراسة في هذا الوقت
يجب أن يسري القرار على الجميع
لكن الناس عندنا في مصر يريدون أن تمشي الدنيا على هواهم ويظهرون تبريرات لبعض الأمور الفوضوية حتى يظهروا صحة وجهة نظرهم في وضع خاطيء موجود بالبلد
فتجد الفرحة في عيون بعض الناس لأن أولادهم سيبدأون الدراسة بعد المدارس الحكومية بعشرين يوما ولا تجد منهم من يأسى على حال الفوضى المنتشر في البلد بسبب مثل هذه التصرفات المخزية التي تدل على أنه لا رقيب ولا حسيب على أصحاب المدارس الذين ينفذون ما يريدون ويساندهم اهالي الطلاب في القرارات الخاطئة الذين لا يبحثون عن مسئول ويشكون الفوضى إلا في حالة رفع مصاريف الدراسة لأولادهم بهذه المدارس!
فكيف نرضى لأنفسنا ولبلدنا بهذا الحال الفوضوي؟