الأربعاء، 25 مارس 2009

الرجل الذي ظُلم حيا وميتا


لم يكن رجل كلام ولكنه كان رجل أفعال
ولم يملك حنجره يثير بها الجماهير التي تحب فقط أن تسمع الخطب الرنانه
لكنه كان يعمل فقط
وقد نجح – بفضل الله عز وجل- في تحقيق المستحيل وهو هزيمة العدو الصهيوني في حرب أكتوبر
وهزيمة الجيش الذي لا يقهر
ولم تكن مصر وقتها تحارب اليهود فقط
ولكن ما أن صرخت جولدا مائير لعنها الله وقالت أن المصريين على أبواب تل أبيب
حتى أتت لها النجده من أمريكا
جسور جويه، تصوير وضع الجيش بالقمر الصناعي، طائرات من بلاد اوربية صديقه من أجل المساعده
ولكن بعون الله سبحانه وتعالى وتوفيقه أنتصر الجيش المصري
وقد استنفزت قوى البلد تماما في هذه الحرب
ولم يكن هناك مفرا من عملية السلام
لم يكن بالإستطاعة الوقوف أمام دوله تساعدها أمريكا وبكل قوه بالإضافة إلى المساعدات العسكرية الكبيرة التي حضرت من الأصدقاء في أوربا انقاذا لإسرائيل من الزوال
كانت عملية السلام هي الحل الوحيد والخيار الأوحد في ظل هذه الظروف القاسية
ونتيجة عملية السلام الكبيره هي استعادة الأراضي المصرية المحتله
وعقد اتفاقية بين مصر وإسرائيل
ماذا كان بيد الرجل أن يفعل غير ذلك
الأرض مقابل هذه الإتفاقية
هل من مجنون يمكن أن يرفض هذا العرض؟
هل كان من الأفضل أن تبقى سيناء محتله إلى الآن حتى يعجب الناس؟
هل بعضا من التبادل التجاري وبعض معاملات البيع والشراء التي تضايق الناس أغلى عندنا من أرض سيناء؟

ستقول أن الإتفاقية نصت على خلو سيناء من الجيش المصري
كان السادات مجبرا على قبول هذه الإشتراطات التي وضعتها أمريكا مسبقا أملا في أن يتحسن الأمر في المستقبل
أمريكا هي التي تساند اسرائيل ووقفت معها أثناء الحرب وهي التي تحرك العالم
ماذا كان في وسع السادات أن يفعل وقتها غير قبول شروطهم ؟

كان كل هم الرجل هو أن يُخرج اليهود من سيناء بأي طريقه
فكيف يضحي بجزء من مصر وتبقى أراضينا محتله مقابل أن يقول "لا" لإتفاقية السلام؟
كيف نسعى للفخر بين الناس بأنه لا سلام مع اليهود مقابل ان يحتل اليهود قطعه من أرضنا؟
هل هذا هو العقل وهل هذه هي الحكمه؟

مازال الناس يهاجمون السادات على هذه الإتفاقية من المصريين قبل الأخوه العرب
ولك أن تعلم أن تحميل السادات مسئولية الوضع الحالي فيه ظلم كبير لهذا الرجل

فقد قبل بشروط أمريكا في ذلك الوقت لأنه لم يكن هناك مفرا منها
كان في فكره أن يتم التخلص من الأمور الصعبه شيئا فشيئا بدءا من اخراج اليهود من سيناء

ولم يكن الرجل بالغبي كي يوافق على كل الشروط التي نرى في بعضها شروطا صعبه على مصر بهذه البساطه،
فنحن لا نرى الأمور مثله هو وباقي أعضاء فريق المفاوضات
فيمكن أن تحقق الجزء الأكبر من هدفك ثم تتبقى أمور يمكن أن تحسمها بعد أن تهدأ الأوضاع كما حدث في تحرير طابا
لكن أيضا لم يعجب الناس هذا
ووصل بهم الأمر إلى أنهم يطعنون في أنتصار حرب أكتوبر حتى يظهروا الرجل في مظهر الخائن
احزنتهم جميعا اتفاقية السلام وقالوا الله يرحمك يا ناصر
لو كان ناصر على قيد الحياه لما وضع يده في يد اليهود
ونسي هؤلاء أن عبد الناصر -رحمه الله- كان على قيد الحياه وضاعت سيناء بالكامل
ولضياع سيناء أسباب كثيره، ولكن لكل وقت ظروفه وأوضاعه

فما حدث أيام عبد الناصر لم يعد يصلح لذلك الزمان
فالخطب النارية لن ترجع لك شبرا من أرضك المحتله
وأن يظهر علينا عبد الحليم حافظ ويقول في أغنية "ولا يهمك يا ريس من الأمريكان يا ريس" لن يجعلك تهزمهم في الحروب ولن يخيف اليهود

ولكنهم تركوها عندما ذاقوا مرارة الهزيمة في حرب حقيقيه كادت اسرائيل أن تمحى من على وجه الأرض لولا أن استنجدت بأمريكا اللعينه وأنقذتها
حرب شلت فيها قوة العدو وخسرت من الطائرات والدبابات الكثير ودمرت لواءات كامله من قواته
حرب بها انتصار حقيقي وليس زائف يُضحك به على الناس
فلم تضرب اسرائيل مصر وشردت أهلها وجعلتهم ينامون في الشوارع وهددتهم بضربة مماثله كلما شكوا ثم ظهر السادات وقال انه أنتصر كما فعل غيره حاليا في الألفية الجديده
فقد كان انتصار اكتوبر انتصار بمعنى الكلمه وليس انتصار موديل تموز2006
ويعاير بعض الأخوه العرب على مصر أن علم اسرائيل مرفوع فوق أراضيها بسبب هذه الإتفاقية وبالطبع يقصدون السفارة الإسرائيليه بالقاهره كما سبق وتحدث بعض الحمقى
يبدو انهم كانوا يريدون أن تبقى سيناء محتله وتحت رحمة اليهود حتى يرضوا عن مصر والسادات على وجه الخصوص
ففي اتفاقية كامب ديفيد اهانه للمجتمع العربي كما يقولون
فكيف تمد يدك لليهودي وتقيم معه علاقات
هذا في الوقت الذي تقيم فيه بعض البلاد العربية علاقات قوية على جميع المستويات ولم تحدث بينهم أي حروب كما ان الحدود ليست متجاوره
كما أنهم يخاطبون ود اسرائيل سنين من أجل الجلوس على مائدة المفاوضات
فأي ذنب فعله هذا الرجل عندما وقع معاهدة كامب ديفيد؟

...
وكانت هذه المعاهده سببا في قطع العرب علاقاتهم مع مصر بسبب الخيانه على حد قولهم
كما كانت سببا في القضاء على السادات وقتله

وكثيرين فرحوا بهذا المنظر بشكل كبير ومنهم رئيس بلد شقيق

فقد وقف بالإذاعه وقال بكل فخر "مات الخائن"!
وإلى الآن لا يحبه الكثيرون داخل عالمنا العربي
لا أدري ما السبب وقد أعاد أرضنا المحتله
رجل أعاد لك أرضك بعد أن فقدتها لمدة 6 سنوات ولا ترضى عنه
أنظر إلى غيره ومنهم المنتقدين له ماذا أخذوا من اليهود
والمضحك انهم حتى لم يطوروا أنفسهم كي يستردوا ما أخذه اليهود منهم
ولكن يبقى وضعهم على ما هو عليه
ثلاثون عاما ونحن نسمع نفس الكلام عن خيانة مصر للأمه العربية
ثلاثون عاما نسمع عن خيانة السادات لفلسطين والعرب
ثلاثون عاما من الكتابات الحمقاء التي يصدرها المعاقون ذهنيا للعقول العربيه
ولا هم فعلوا ما فعله السادات، ولا قاموا بتطوير انفسهم عسكريا لأخذ أرضهم كما فعلت مصر

...
رحمك الله يا سادات
حاربت وأنتصرت
وأرجعت لنا الأرض
ولم يرضى الناس عنك
لقد كنت بطلا حقيقيا
ولو أمد الله في عمرك إلى الآن لشاهدت العجب
فهناك من يحاول أن يفعل مثلك ولم ينجح
ومنهم من ضحك على الناس بإنتصارات حربية من وحي الخيال
لكننا لن نسمع لأحد
فمهما كان لك من مساويء تحدث عنها البعض
يكفي أنك –بفضل الله- كنت سببا في عودة سيناء
...
رحمك الله يا سادات
فقد ظلموك وانت حي
ولم تسلم من ألسنتهم وأنت ميت
...
وإذا اكنت مصر بسبب هذه الاتفاقيه خائنه وذليله
فأروني ماذا فعلتم أيها الشرفاء

الأحد، 1 مارس 2009

سرحان ونفيسه


هناك أمور يمكن أن يُقبل فيها التهريج وأمور أخرى لا
وقبل عمل أي شيء -ولو على سبيل الدعابه- يجب أن يتم التفكير فيه أولا هل يصح أم لا يصح
الآن نحن أمام مسابقة قناة موجه كوميدي
سرحان ونفيسه
سرحان باستمرار يريد أن يدبر شيئا لكي يقتل زوجته ويتخلص منها
و في كل مره يكون عنده أمل في التخلص منها بقتلها ولكنها -ومع الأسف- تنجو من محاولة القتل نتيجة لخطأ غير مقصود منه بالطبع
وبعدها يظهر سرحان ويقول انها مع الأسف لازالت على قيد الحياه
وعليك بمعرفة السبب الذي أدى إلى فشل سرحان في قتل زوجته
مره يفتح عليها الغاز
ومرة أخرى يضع لها السم في كوب الشاي
ومرة يستعين بأبوه ليقتلها
من المفترض أن يكون هذا على سبيل الدعابه والترفيه عن الناس
ولكن هذا لا يصح
وهذه مسابقة غير محترمه على الإطلاق
شيء مثل هذا لا يجب أن ُيعرض على الناس بهذه البساطه
حتى لو كان الأمر من باب التهريج
فمن غير المعقول ان تجعل الناس ينتظرون يوميا مسابقه كل الهدف منها هو معرفة الخطه الجديده التي سيقتل بها سرحان زوجته
حتى صار الناس يتحدثون سويا على المقاهي عن التخلص من الزوجات هروبا من مشاكل البيت على طريقة سرحان ونفيسه
محذرين بعضهم البعض - من باب الدعابه- من الوقوع في الأخطاء التي وقع فيها سرحان حتى يتحقق المراد ويتم التخلص من الزوجه

لا ينبغي أن نصدر للناس ثقافات بهذا القدر من التخلف
يكفينا ما نراه يوميا من مآسي داخل المجتمع وبين الأسر
كان يمكن أن تكون فكرة المسابقة شيئا آخر يتم صياغته بشكل كوميدي ومعقول
لسنا ناقصين لكي يظهر علينا مؤلف مسابقة ليقول لنا أن فلان قام بقطع زوجته بالمنشار الكهربائي لكنها لم تموت
وعليك بمعرفة سبب عدم موتها لتكسب الجائزة !