الثلاثاء، 17 فبراير 2009

تغيير مفهوم النصر ... وجهاد شاشات البلازما

انتهت ولله الحمد الحرب اليهودية على غزه
وعلى مدى أكثر من ثلاثة أسابيع كان هناك شد وجذب بين العرب جميعا بسبب هذه الحرب
ومنهم من اتهم الآخر بالعماله، وآخرون اتهموا البعض بالمشاركة في العدوان على الأخوه في فلسطين
وغيره من هذا الكلام
لكن هناك مواقف أخرى نتجت من هذه الحرب وأظهرت لنا الكثير من الأمور التي تغيرت واظهرت لنا أشياء جديده علينا، ففي كل حرب يأتي لنا الجديد دائما
....
اول هذه الأمور الجديده هي حدوث تغيير جذري في مفهوم الإنتصار لدى المواطن العربي
فالآن لم يعد الإنتصار كالذي كنا نعرفه في الماضي القريب
فالإنتصار هو أن تدمر قوات عدوك او تفاجئه بالهجوم الذي يؤدي إلى شل حركته تماما وعدم إعطائه الفرصه في تطوير الدفاع عن نفسه وتكبده خسائر فادحة بين قواته يدفعه إلى ترك بلدك على الفور خوفا من تلقي مزيدا من الخسائر
هذا ما نعرفه عن الإنتصار
وهذا هو الإنتصار الذي حدث في حرب المصريين مع اليهود عام 73، وحدث في حرب أفغانستان ضد الروس، وحدث في كفاح الجزائر ضد الفرنسيين ونتج عنه خروج فرنسا من الأراضي الجزائرية حتى لا تتعرض لخسائر اخرى
اما في الوقت الحالي تغير هذا المفهوم تماما
فأصبح العدو يدخل إلى أرضك ويضربك بكل قوه ويدمر المنشآت والبنيه التحتيه لهذا البلد
وبعد ان يتعرض العدو لضغوط دولية ينتج عنها أنه يوقف الحرب من جانبه ويخرج من أرضك مهددا بأنه سيدخل مرة اخرى في أي وقت يريده تقول أنك حققت الإنتصار التاريخي على هذا العدو!
هذا الموقف تكرر مرتان
ففي حرب لبنان صيف 2006 حدث وأن تكسرت لبنان وخسرت ما خسرت من البنية التحتيه للبلد بالإضافه إلى تشريد ألوف البشر وخسائر مادية بلغت خمسة مليارات دولار وتعاني لبنان حتى الآن بسبب هذه الحرب ثم ظهر حسن نصر الله وقال أنه أنتصر في الحرب بل وصار نصر الله نموذج للمقاومة المنتصره مما دفع البعض إلى تعليق صوره على السيارات في الشوارع بإعتباره المنتصر على اليهود!
والآن بعد حرب غزه حدث نفس الشيء
المشكلة أنه عندما يتعرض أحدا للكلام عن هوية هذا الإنتصار لا نجد سوى الاتهام بالحقد على المقاومه!
فكيف لك أن تتهمني كمسلم بالحقد على المقاومه والوقوف في صف اليهود بهذه البساطه؟
وقالوا أن الإنتصار يكمن في عدم تحقيق العدو لأهدافه
ولكن منذ متى ونحن نقيس الانتصارات على أهداف العدو إن تحققت ام لا تتحقق؟
الا يكفي الخراب الذي حل بالبلاد لكي نعرف أننا لسنا في موقف المنتصر؟
يمكن ان نقول انه بالفعل لم يستطيع العدو أن يحقق ما ارداه من الحرب ولم يستطيع تحقيق الإنتصار في قتل أعضاء المقاومه
لكن على أي أساس نقول أننا أنتصرنا؟

ثانيا
يجب أن يعلم الجميع أن الدم العربي غالي وغالي جدا
فأن تحتفل بالإنتصار وانت فاقد 1400 شهيد واليهود يحزنون على مقتل 20 جندي عندهم فهذا ليس معناه إلا أنك لا يهمك اعداد الشهداء الذين ذهبوا في هذه الحرب
الدنيا تنقلب رأسا على عقب عند الأعداء بسبب جندي
يجب ان ننظر للناس عندنا نظره اكثر أحتراما ونخاف عليهم بشكل افضل من هذا الشكل
قفد هاجم الكثيرين الرئيس الفلسطيني ابو مازن عندما قال ان الحرب التي تجلب الخراب على شعبنا فإننا لا نريدها
واتهموه على الفور بأنه عميل لليهود واتفق على الشعب الفلسطيني معهم بمجرد قوله لهذا الكلام
ونسوا أنه رئيس لفلسطين لاينبغي أن يتهمه احد بهذه التهمه البشعه
لأنه مجرد رئيس يخاف على شعبه ولا يفرح بمشاهدة دماء أبناء بلده يتم سفكها بهذا الشكل الإجرامي

...
ثالثا
توزعت الإتهامات المجانية بالعماله لليهود على كل من هاجم حركة حماس أو عرضها للنقد
وما ان توافق الرئيس على تصرف معين اتخذه في هذا الموقف حتى يتهمك البعض بأنك تلقى راتبك الشهري من حسني مبارك او أنك احد رجال جمال مبارك المخلصين
لأنه من المفترض أنه طالما أنك تعارض أن تشتم في بلدك ورئيسها في أي وقت وفي أي مناسبة
وإلا
أصبحت عميلا لهم وعميلا لليهود وربما أتهمك البعض بإتهامات قد تخرجك من ملة المسلمين!

وكما اننا في الحروب يأتي علينا دائما الجديد
ظهر علينا في هذه الحرب نوع جديد من انواع الجهاد
الا وهو جهاد شاشات البلازما بقيادة الشيعي حسن نصر الله
فقد اخذ ينتقد وينتقد ويتهم الآخرين بالعماله والخيانه ويحرض الناس على مصر خصيصا عن طريق الشاشات التليفزيونية كبيره الحجم في ساحات لبنان
وإذا نظرنا ماذا فعل نصر الله في هذه الحرب غير طول لسانه فلم نجد شيئا
وبذلك يكون نصر الله هو رائد جهاد شاشات البلازما في الوطن العربي
اقترح عليه أن يعمل إعلانات في شركة توشيبا العربي

فسيكون نجما فوق العاده وسينجح نجاح منقطع النظير في تسويق هذه الشاشات
كما أن هناك أيضا جهاد بالكوفيه الفلسطينية الشهيره
وهي ان يظهر البطل المجاهد على شاشات الفضائيات ويكيل اتهامات شنيعه لبلاد اخرى بأنها عاجزه عن مساعدة أبناء فلسطين وهو يرتدي الكوفيه تضامنا معهم
ويكتفي فقط بلباس الكوفيه حتى ما ان تنظر إليه تصدق ان فلسطين في دمه!

أطلقت إيران صاروخا للفضاء يحمل قمرا صناعيا في دعاية كبيره لها بعد حرب غزه وفي الاحتفال بثورة الخميني
وأنتهزت إيران الإنقسام العربي الكبير وهجوم العرب على مصر في الدعاية لنفسها داخل الأوساط العربية
وتحدث الكثيرين عن إيران وتقدمها العلمي والصناعي الكبير الذي لا يمكن للعرب الوصول إليه إلا بعد سنين طوال

وكان في مقدمة المهللين عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي و كاره المصريين الأول والذي عقد مقارنة بين مصر وإيران وكانت بالطبع في صالح إيران من جميع النواحي
ولكن بعدها بأيام صرح السيد دينيس بلير المسئول الجديد عن المخابرات الأمريكية بأن كوريا الشمالية باعت بعضا من هذه الصواريخ إلى بلاد في الشرق الأوسط ومن بينها إيران
وان هذا الصاروخ ليس من صنع إيران وليس تكنولوجيا إيرانيه كما قالت!!
ولم نسمع للسيد عطوان حسا بعدها ولا ادري ما السبب


وأخيرا
صرح السيد محمود الزهار القيادي بحركة حماس بأن الدور الذي تقوم به مصر في خدمة قضية الشعب الفلسطيني مهم للغاية ولا غنى عنه
وقال أن حاجة الشعب الفلسطيني إلى مصر كالحاجه إلى الرئه التي يتنفس بها

صدقت يا زهار
هذا دور مصر وهذا هو واجبها
ولك أن تتأكد ان مصلحة الشعب الفلسطيني ومساعدته ليست منحه من مصر
ولكنه واجب عليها وهذا هو دورها
وياليت الأخوه العرب يعلمون هذا الكلام ويستمعون لهذا التصريح الذي تعمدت الكثير من وسائل الإعلام إخفاءه

وتذكروا أن العرب لا يعيشون بدون مصر
ومصر لا تعيش بدون العرب