الثلاثاء، 15 مارس 2011

إنقلاب الموازين

 لو شاهدني أحد الناس وأنا "أعاكس" فتاه في الطريق أو أتحرش بأنثى لما نسى لي هذا الموقف أبدا طيلة حياتي، وربما تعرضت للوم شديد منالناس حتى لو تاب الله عليا من هذا الفعل المشين، كما ان تاجر المخدرات لا ينسى الناس أبدا أنه تاجر مخدرات مهما حدث، والقاتل أيضا يظل قاتل ويتذكر الناس بصورة مستمره أنه قاتل، والسارق نفس الشيء
 وهذا الرجل -وإن اخذ عقوبته الشرعية- قد ساهم في قتل الرئيس الراحل محمد انور السادات، وما أراه حاليا هو أن هناك بعض الناس تصنعون منه بطلا قوميا في الإعلام وتستطيع رأيه في الدستور والرئاسة والثورة المصرية والأحداث السياسية الجارية وكأنه ليس شخصا مجرما -في السابق- قد ساهم في قلب الدنيا بتفكير خاطيء، أصبح الآن بطل في نظر الكثيرين، تُعقد له المؤتمرات، ويُسمع لرأيه السديد في جميع قضايا البلد، فمن هذا الذي يُعمل حسابه ومن هذا الذي نتابع أخباره بصورة مستمره
ومن هذا الذي نهتم ان يعلن ترشحه أو عدم ترشحه لرئاسة بلد مثل مصر، ومن هذا الذي يقيم عصر حسني مبارك ويحكم عليه بأنه ظالم أو طاغيه، ومن هذا الذي يعقد مقارنه بين أنور السادات وحسني مبارك، وقام بتنصيب نفسه محامي عن العرب وأعتبر السادات "خائنا" وأوجب التخلص منه بالقتل ولم يستحي من التصريح بهذا الكلام في وسائل الإعلام المختلفه بعد خروجه من السجن
إنه رجل صاحب فكر فاسد أدى إلى مقتل الرئيس المصري الأسبق، بل لم نسمع منه أنه نادم على المساهمة في مقتل الرئيس السادات وكأن عنده قناعه شخصيه بأن ما فعله كان صحيحا ولا يُقبل الشك فيه، ولكن لإنقلاب موازين المنطق والحكم على الأمور هذه الأيام أرى إستقبال الفاتحين له وإفراد مساحات واسعه للحديث عنه وأخذ رأيه في مختلف الأمور في وسائل الإعلام المختلفه وكأن هذا الرجل يمكن أن نخرج منه بنصيحه تنفعنا في إصلاح أمور مصر مستقبلا!
...
لا أعلم ماذا ينتظر مصر في المستقبل