الخميس، 20 مارس 2008

وما نيل الرغيف بالتمني !

واحد يقول الفرن فاضي ليه؟
هنا يباع الرغيف بثلاثون قرشا
والدقيق داخل الفرن يكاد يلامس السقف
ولكن مع الأسف داخل المخابز الحكومية الدقيق أصبح عمله نادره
فيتم تهريب الدقيق المدعم من المخابز الحكومية إلى المخابز الخاصه
فأصبح الآن تهريب الدقيق مثل تهريب المخدرات
ومن يعجز عن شراء الرغيف بثلاثون قرشا
عليه أن يركب الصعاب
نساء ورجال وأطفال
جميع الفئات العمريه تقف في مشهد واحد
لا تحدثني عن ربة منزل تترك منزلها ثلاث ساعات
أو رجل يترك عمله وما يشغله
أو طفل يترك مذاكرته
فالكل يبحث عن كيفية الحصول على الذهب الخارج من الفرن
رغيف العيش


هذا المسكين يقف بعيدا وينظر بحسره إلى الطابور و تجمع الناس الكبير
ويتمنى داخل نفسه لو أنه أصبح أول واحد في هذا الطابور
بالنسبه له سيكون انجاز كبير
وربما ذهب وحكى للناس جميعا في منزله وحكى لأصدقائه كيف أنه كان في أول الصف وباقي الناس خلفه
لكنها أمنيه صعب أن تتحقق!

طول عمرنا نسمع ان أكل العيش صعب
ولكن هذه الجمله كانت تطلق مجازا عن صعوبة العمل أو مرارة الغربه
حتى عرفنا مؤخرا كيف أن أكل العيش مش بالساهل !!


عمر رئيس الوزراء أو أي وزير تخيل أنه قطع 4 ساعات من عمره ليشتري 20 رغيف كما يفعل هؤلاء؟
أم أن الوزراء لا يفكرون في الناس
يعيشون في بلد غير التي نعيش فيها
فلم يصادفوا يوما نقصا في الفلوس
ولم يمر عليهم شهرا كان الأمر متعسرا في سداد أقساط أو نقصا في مصروف البيت
ولم تطالب زوجة وزير زوجها بتدبير رغيف العيش
لأن هؤلاء الناس طبقه غير الطبقه التي ننتمي إليها
وعندهم مشاكل غير التي نعاني منها
فكيف يفكرون في تدبير رغيف الخبز للناس؟
وكيف يفكرون في إيجاد حل سريع؟
ولله إن أتى الحل بسرعه فسيعد انجازا لهم
وإن لم يأتي بسرعه فلا توجد عندهم أدنى مشكله
ولهم كل العذر
لأنهم لا يعرفون معنى المعاناه