الثلاثاء، 13 يناير 2009

الطريق إلى القدس . .

منذ أن بدأت الحرب في غزه تباينت ردود الأفعال في جميع البلاد الإسلامية والعربية
فمنهم من سارع بإلقاء المسئولية على غيره وكأنه غير مسئول عن ما حدث
والآخرون تظاهروا بشده في الشوارع وطالبوا الحكومات بالتدخل الفوري بأي شكل
وذهبت الدعوه إلى قطع العلاقات مع الكيان اليهودي وطرد السفير
وآخرون – ومنهم مصر- سارعوا إلى الذهاب إلى البلاد "الكبرى" التي تحكم العالم الآن من أجل التحايل عليهم لكي يقولوا لإسرائيل كفى قتل فينا كمسلمين
وهناك من وجه الدعوه للمسلمين بضرورة اقتحام غزه والدخول في حرب مع اليهود
ونقف جميعا مع الخيار الأخير وهو الحرب أمام اليهود
كيف نحارب نحن المسلمين اليهود وكيف نحرر القدس؟

إذا نظرنا إلى حال البلاد الإسلامية بصورة عامة وإلى حال العرب خاصة سنجد أن في كل بلد مشكله من الحجم الكبير
ففي الخليج العربي بلاد صغيرة الحجم وثرواتها كبيره مما دفع البعض من سنوات إلى محاولة السيطرة عليها بدءا من الفرس وانتهاءا بأمريكا
فالجيش الأمريكي حاليا يحتل العراق وقواعده موجوده داخل الأراضي القطرية والسعودية والكويتية
وبالطبع لا يقوى عليه عمان أو البحرين أو اليمن
على الجانب الآخر في قارة أفريقيا هناك محاولات التقسيم المستمرة في السودان أكبر بلد عربي وحرب من عقود في دولة المغرب لرغبة الصحراء في الإنفصال وهناك انقلابات في موريتانيا ومجاعة مستمرة في الصومال والفقر الدائم في النيجر والمشاكل الداخلية طحنت مصر والجزائر
أضف إلى هذا أن بلدا مثل تركيا أنجرفت نحو العلمانية ووقوع افغانستان تحت الإحتلال دائما
وفي الهند يوجد ملايين المسلمين لكنهم يعيشون في حرب طائفية مع الهندوس باستمرار
وجرت محاولات التقسيم في اندونيسيا وانفصل عن اراضيها ما انفصل
وباكستان في حرب نووية مستمره مع الهند
هذا كله غير أن الاتصال تقريبا شبه مقطوع بين مسلمي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا
فيوجد حالة تفكك غير عادي بيننا كمسلمين، وهذا التفكك بالطبع لن يأتي بأي خير على أمتنا
واوضاع مثل هذه لن تجعل من هذه البلاد شيئا له ثقل داخل العالم
وكانت النتيجة أنه عندما يحدث أي اعتداء على أي بلد إسلامي تجد جميع المسلمين يقومون بنشر المنشورات التي تحث المسلمين على مقاطعة منتجات البلاد المعتدية على أراضي المسلمين
هذا التفكير وإن كان سليما فإن الفائدة الوحيدة العائدة علينا كمسلمين منه هو أنه على الرغم من المشاكل الكثيره التي نمر بها حاليا إلا أن روح الجماعة لازالت موجوده داخلنا
والخوف على الدين والبلاد المسلمة وكره المعتدين شيء يعبر بالفعل عن التوحد وهذا لن تجده في غير المسلمين
لكن هذا وحده لا يكفي
فيكاد القلب يبكي دما عندما يتم توزيع منشورا على باب المساجد أو نفتح رسالة في البريد الإليكتروني ونجد مضمون الرسالة أنه عليك مقاطعة منتجات الأعداء
وتنظر في هذه المنتجات فتجدها جميع المنتجات الموجوده في السوق العربي والمسلم
جميع العلامات التجارية مستورده منهم
كارثة ما بعدها كارثه
نحن لا نصنع شيئا
بلاد تمتد حدودها من المحيط إلى الخليج تعيش فقط على الإستهلاك
حتى ما تنتجه فإنه لا يساوي شيء مقارنة بالانتاج العالمي
وإذا أنتجت شيئا داخل هذه البلاد فإن المعدات اللازمة للإنتاج من ماكينات ومواتير وخلافة تكون مستورده
فنحن بالفعل لا نصنع شيئا
وهذه حقيقة نعلمها جيدا ولكن لا احد يتحدث في هذا الأمر ربما لأنه أمر محرج للغاية

...
رأينا حملة كبيره في فتره عرض الرسومات المسيئة لأشرف الخلق –محمد صلى الله عليه وسلم- من جانب صحف الدنمارك تطالب بمقاطعة منتجات هذا البلد
فكانت الارقام مأساوية بالفعل، واكتشفنا أن هناك بلادا تعيش على منتجات هولندا والدنمارك من الألبان وأن حجم الأموال التي ندفعها لهم سنويا بالملايين نتيجة لإستيردا منتجات الألبان منهم
حتى المصانع الكبيرة المنتشرة عندنا مثل صناعات الأسمنت والحديد وغيرها لا يوجد بداخلهم ماكينة واحده من صنع بلادنا ولكن جميعها مستورد من الخارج
ليس هذا فقط، بل احيانا عندما يتم حدوث عطل في هذه الماكينات فإن الإنتاج يقف في ذلك المصنع بالأسابيع انتظارا للخبير الأجنبي الذي سيأتي من الخارج ليقوم بإصلاحها
ثم أصبحت الصين هي المورد الأساسي لمختلف السلع في بلادنا العربية إلى أن وصل الأمر أنهم أرسلوا لبلادنا ببائعين ليعرضوا منتجاتهم داخل بلادنا ولم يكتفوا بالتجاره فقط
وأصبحت البلاد العربية حاليا مليئة بالبضائع الصينيه
فتخيل معي لو ان الصينيين هم من قاموا بوضع الرسوم الكاريكاتورية بالصحف الصينيه
هل يمكن للعرب أن يقاطعوا الصين وكل شيء داخل أسواقهم من انتاجها؟
...
وتتعجب من حالة الضعف وكيف اننا مهزومون
كيف تنتظر الإنتصار وتحرير القدس من أناس لا يزرعون ما يأكلون ولا يصنعون الملابس التي تستر أجسادهم
كيف نحارب وهذا وضعنا في العالم
يتعجب الناس لماذا تذهب البلاد العربية وتستعطف مجلس الأمن من اجل إصدار قرار بوقف الحرب
مجلس الأمن لن يفعل لك شيئا إلا إذا كنت قويا
وحاليا نحن في موقف ضعيف ولهذا نسعى إلى التفاوض والسلام دائما
نحن لا يوجد لنا أي تأثير نهائي في الإقتصاد العالمي
حتى البترول والآثار الموجوده على أراضينا يتم استخراجها عن طريقهم
فوضع طبيعي أن نصل إلى ما نحن عليه الآن

المشكلة الحقيقية الموجوده عندنا الآن ومن فتره طويلة أننا بلاد بلا صناعة
ففي الوقت الذي نسمع فيه عن ان اليهود يعقدون صفقة لتصدير طائرات بدون طيار إلى روسيا نجد أننا 22 دولة عربية لا يستطيعون صنع قلم رصاص

ولهذا يقف الطفل الفلسطيني امام اليهودي ممسكا بحجر
لأن هذا الحجر هو ما استطعنا ان نصنعه
ولو كان بإستطاعتنا صناعة شيء آخر لأمسكه هذا الطفل
ولكن الطفل الفلسطيني لم يجد من المسلم غير هذا الحجر
...
وتسأل السؤال الهام
متى تتحرر القدس؟
ستتحرر القدس عندما نصنع سلاح من ايدينا نقاتل به
فمن غير المعقول أن تستورد سلاح من أمريكا –وهي عدوك- وتتركك امريكا تهزمها بالسلاح الذي تبيعه لك
ولهذا ستجد التفوق العسكري المستمر عند اليهود
فإمريكا واليهود شيء واحد
وإلى أن يأتي هذا اليوم علينا بتنمية صناعتنا يا مسلمين
وهذا لن يأخذ وقتا كما يعتقد الكثيرين
فيوجد بلاد قامت بنهضة كبيره مثل ماليزيا خلال سنوات قليله
فقط نعرف أن مشكلتنا الحقيقية ووقوفنا في الصفوف الخلفية بسبب ضعف الحالة الصناعية
وأن أول خطوه نحو التقدم هو الصناعه
فالطريق إلى القدس ليس سهلا ولا هو مفروشا بالورود
...
قال الله عز وجل

﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾

صدق الله العظيم

هذه الآيه هي مفتاح النصر
ولكننا لم نطبقها