الجمعة، 5 مارس 2010

صراع الكومبارس والبحث عن المستحيل

إنه من الجنون عقد مقارنة بين الرئيس حسني مبارك وغيره من المعارضين ممن يريدون خوض الانتخابات الرئاسية القادمة أيا كان أسم المعارض
وأي حديث في أمر مثل هذا يمثل ضياع للوقت والمجهود والتفكير
فمن المستحيل ان تتحدى أحد يملك في يده سلطة على الجيش والشرطة والوزارات بالكامل وتدخل ضده الإنتخابات وتفوز أنت ويخسر هو
فمن أين لك هذا التحدي ومن أين لك الثقه في منافسة الرئيس مبارك على حكم مصر
لا اعلم كيف يكون هذا أبدا وفي أي دوله حدث شيء مثل هذا
إذن لا يوجد هناك ما يسمى "بالصراع" على رئاسة الجمهورية لأن الصراع يكون دائما بين أطراف متكافئة حتى تكون هناك مباراه او منافسة
اما ان يملك احدا قوة الرئيس مبارك داخل مصر وآخر غيره لا يملك إلا عدة مئات أو آلاف من البشر يلتفون حوله وهذا كل رأس المال الذي يملكه فليس هناك بالتاكيد أي تكافؤ أو صراع
الصراع في الانتخابات القادمة لن يكون بين مبارك وغيره من المنافسين


بل سيكون صراعا جديدا داخل مصر على نيل دور الكومبارس في الانتخابات
إنه الصراع بين أيمن نور والبرادعي

سوف يتصارع الاثنان على المركز الثاني والذي سيكون هناك فرق بينه وبين المركز الأول بالملايين كما هو متوقع
ففي جميع الانتخابات التي نعرفها في العالم المتقدم يكون الفرق في النتيجة 2 أو 3 أو 5%
من جملة الناخبين في النتيجة النهائية
أما هنا فلا يوجد أي وجه للمقارنة بين الأول والثاني
فهناك ملايين ينتخبون الأول وهناك آلاف ينتخبون الثاني وهذا ما حدث في الانتخابات الماضية
ومن هنا سيكونا لصراع على أشده على المركز الثاني بين البرادعي وأيمن نور
....
اتفقنا على أن الجميع يعرف أنه ليس هناك منافس لمبارك حتى وإن لم يكون هناك رصيدا لمبارك عند الشعب -وهذا غير صحيح بالتأكيد- لأن ما لا يعرفه الكثيرون أن جماهير الحزب الوطني كثيره وغفيره في مختلف المحافظات
قد يسخر البعض من كلامي هذا ولكنها حقيقه
بالفعل الحزب الوطني هناك من يحبه
فهناك المجالس المحلية وهناك مجالس المحافظين وهناك اعضاء مجلس الشعب والشورى والحاشية الموجوده حول هؤلاء الأعضاء من "أرزئيه" ومنتفعين ومستفيدين من المناصب والمراكز بالإضافة إلى جميع العاملين في الجيش والشرطة وغيرهم من المؤسسات الحكومية والرياضية

وكل هؤلاء اعدادهم بالملايين
وأي منتفع من فساد موجود داخل مصر ويكون متسبب في هذا الفساد من هو موجود داخل الحزب الحاكم يتمنى الدوام للحزب الحاكم بصوره مستمره لأنه لا يضمن من سيحضر بعده ماذا سيفعل فيه
هل سيقضي على الفساد ويظهر مجموعة منتفعين جدد ولكن تابعين للحزب الحاكم الجديد (وهو شيء متوقع ومفروغ منه) أم سيكون هناك شيء آخر


إذن الحزب الحاكم في مصر -وإن كان لا يعجب الناس- فلا يوجد ادنى شك أن هناك من يتمنى وجوده الدائم وليس كما يتوقع الناس أن جميع أهل مصر يتمنون زوال الحزب الحاكم إلى الأبد
...
الطريق إلى الرئاسة مغلق
ولأنه مغلق فلم يحاول أي رافض لسياسة مبارك داخل مصر البحث عن طريق غيره

هناك مشكلة كبيره في عقول المعارضين داخل جمهورية مصر العربية
المشكلة أن كل من يعارض مبارك أو لا يوافق على سياسته داخل مصر فيما يتعلق بالاقتصاد او التعليم او غيره يظهر امام الناس ويقول أنه لو أصبح رئيسا لمصر فسيفعل كذا وكذا
الكل يتمنى ان يخدم مصر ولكن من خلال منصب رئيس الجمهورية فقط
حتى إن حدث وسألت أي واحد في الشارع من الناس العاديين وقلت له ما الذي لا يعجبك في مبارك ، يبدأ لك على افور في ع المساويء الموجوده داخل مصر وفي نهاية كلامه يقول لك "آه لو مسكت البلد دي ده انا هعمل بلاوي"
الكل يريد أن يكون الراجل الكبير
ولم نسمع في يوم من الأيام أن هناك من بين هؤلاء ممن يتمنى أن يصبح رئيسا للوزراء مثلا
لم نسمع مثلا أيمن نور يقول انه لو امسك بوزارة العدل سيفعل كذا وكذا
او انه لو اخذ فرصته في وزارة النقل سيصلح أحوالها إلى الأبد
تماما مثل البرادعي ومثل أي أحد
الكل يريد ان يكون الراجل الكبير
الكل يريد أن يكون في المنصب الأعلى ومن خلاله يرى أنه سيخدم مصر بكفاءه نادره
إن كنت بالفعل تريد أن تفعل شيئا لهذه البلد يمكن لك ان تتقلد منصبا مثل وزير او رئيس الوزراء فهذا يمكن أن يأتي في يوم من الأيام
بالطبع انا لا احلم في هذا الكلام او أقول كلام فارغ ولكنها رؤيه سيئه لأناس ينظرون إلى المستحيل ويبكون على المستقبل من خلاله ويوهمون الناس أنهم لو كانوا في موقع الكبير داخل هذا البلد لأنصلحت الأحوال
وعلى هذا الأساس نعيش باقي حياتنا نبكي الأطلال
فهذا يعارض بصفه مستمره وينتقد ويقول للناس لو انه مكان الرئيس لما حدث كل هذا
وفي نفس الوقت هو يعلم انه لن يصبح الرئيس أبدا لأن هذا أمر صعب عليه وعلى غيره
إذن فالنتكلم ونوهم الناس بأننا الأحق بكرسي الرئاسة طالما أنه لن يأتي
ولنكتفي بدور الكومبارس داخل الإنتخابات، فمنه شهره ومركز أجتماعي وصيت كبير بين الناس
...
فالنترك الحكم لمبارك إن كان يريده وسنكون سعداء
ولكن على مبارك ان ينظر إلى هؤلاء (المنافسين) ويعطي لهم الفرصه داخل أي موقع في مصر ولو كان وزارة أو غير وزاره ولنرى ماذا سيفعلوا

وكل واحد من هؤلاء عنده خطه او برنامج يتمنى لو ان ينفذه ويصلح به احوال مصر ويخلصها مما تعاني منه من ظروف صعبة
إن صدقوا بالفعل سوف نرى ماذا سيفعلون داخل الوزارات التي سيكونوا قائمين عليها
وعلى الرئيس مبارك أن يعطيهم الفرصة وكل شيء سيكون من تحت يده
فهذا لن ينتقص من سلطته على البلد أي شيء
فهذا المعارض الذي ينتقد أحوال الصحة يمسك وزارة الصحة ونرى ماذا سيفعل
وهذا الذي لا تعجبه احوال النقل داخل بلدنا نعطيه وزارة النقل لمدة أربع سنوات او خمس سنوات ونرى النتيجه
او يمسك احدهم رئاسة الوزراء ويبتعد عن وزارة الداخلية والخارجية والدفاع لأن هذه الوزارات حاله خاصة داخل مصر ولا يجوز التجربه فيهم حاليا
هناك التعليم والزراعة والمالية والاقتصاد والصناعه وتجارة والصحة وغيرهم
يمكن لأيا منهم أن يجعله مبارك المسؤول الأول عنها ويصلح فيها كيفما يشاء


ويمكن لأي معارض أن يتمنى أي منصب في أي وزارة ويحلم ويجعل الناس تحلم معه في حلم صعب تحقيقه لكنه ليس بالمستحيل مثل رئاسة الجمهورية


لكن المشكله أكبر من ذلك بكثير


فإن لم يرضى مبارك ان يصبح منافسا له وزيرا داخل حكومته

فهذا المنافس لن يرضى بأقل من كرسي الرئاسه!