الأحد، 23 أكتوبر 2011

كيف نعيش بدون الشيطان؟

إن أردت أن ترى الفضيحة والجهل الشديد فعليك بمتابعة قضية رئيسة وزراء أكرانيا السابقة "يوليا تيموشينكو" في الصحافة المصرية
قضيتها بإختصار شديد كانت أنها تعدت إختصاصاتها وقامت بأمر شركة مملوكة للدوله (بالإجبار) بتوقيع إتفاق مع روسيا، وهذا (الإجبار) بالتأكيد كان فيه مصلحه شخصيه لها
فماذا كتبت الصحافة المصرية؟
عناوين كبيرة الحجم في مواقع الإنترنت ومنها موقع مصراوي يقول
"الحكم على رئيسة وزراء أوكرانيا بالسجن 7 سنوات بتهمة بيع الغاز لروسيا بأقل من سعره"!!
وتم تداول الخبر على موقع الأهرام ورأيته في العديد من الصحف بعدها بأيام
( دقق قليلا في الخبر سوف ترى مكتوب شيئا آخر غير الموجود بالعنوان حيث يقولوا "تسعير الغاز الروسي إلى أوكرانيا"! إذن من يستورد الغاز ممن؟)

 المشكله الكبرى أن هؤلاء لا يعلمون أن روسيا هي واحده من أكبر بلاد العالم في تصدير الغاز الطبيعي وتتصدر التصنيف العالمي في إنتاج الغاز مع دولة قطر
كما ان روسيا تقوم بتصدير الغاز الطبيعي إلى أوربا بأكملها
فكيف تقوم روسيا بإستيراد الغاز الطبيعي من أوكرانيا؟
مع الأسف "الجهله" علموا ان هناك قضية متعلقة بالغاز في أوكرانيا
فتم ربطها "إعلاميا" بالقضية المتداولة في مصر حتى يقولوا للناس "نريد أن نسجن مبارك كما تم سجن رئيسة وزراء أوكرانيا" في قضية تصدير الغاز
وصدق الناس أن القضيتان شيء واحد- مع أنه لا يوجد شيء في الدنيا أسمه أن دوله "روسيا" تستورد غاز من أي بلد في العالم
روسيا تملك أكبر شركة غازات في العالم وهي شركة "غازبروم" وهي المسئولة عن النقل والإستخراج في روسيا وتملك أكبر أحتياطي من الغاز في منطقة سيبيريا
وبكل أسف شاهدت الناس على مختلف المواقع يتداولون هذا الخبر ويربطوه بالقضية التي يحاكم مبارك فيها حاليا، فتم تصدير الجهل للناس في مصر بواسطة الصحفيين الذين قاموا بتأليف قصه وتصديرها إلى عقول المصريين
فلم يكفي الصحفيين أنهم سبب الخراب الذي يمر بالبلاد، ولكن أيضا يقومون بعملية غسيل مخ للناس والضحك عليهم حتى في القضايا الخارجية لتتم إثارتهم على القضاء مستقبلا إن تم الحكم في القضيه بشيء مخالف لما حدث في الخارج وهذا بالطبع على إعتبار أن القضيتان شيء واحد!
...
أنتشر بالأمس موضوعا في مواقع الإنترنت مفاده أن مبارك كان يبكي بشده بعد أن شاهد القذافي، وبعدها بساعات قيل أنه مات حسرة على مشاهدته للقذافي، وبعدها بساعة تم نفي الخبر
فمن قال لهم أن مبارك كان يبكي بشده- هل كنت تجلس معه في الغرفه؟
ومن قال "للوفد" أنه مات وهو مازال على قيد الحياه؟
ولماذا تظهر إشاعات ثم يتم تكذيبها؟
ولماذا تنشر خبرا وأنت غير متأكد منه وتتناقله وسائل الإعلام ثم نكتشف أنه غير صحيح؟
...
بالطبع لن يفوتني أن أتحدث عن العقيد معمر القذافي الذي أباد معارضيه قبل أن يتدخل الناتو
ولكن بعد مقتله لاحظت أن بعض المصريين –تحدثت معهم ورأيت بعض التعليقات التي تؤيد رأيهم في المواقع المختلفه قد أصابتهم "الغيره الشديده" عندما شاهدوا جثة القذافي وإبنه ووزير دفاعه على شاشات التليفزيون ومع مشاهدة الإحتفالات في ليبيا وإشادة العالم بما حدث تمنى هؤلاء لو كانوا فعلوا ما فعله الليبيون بالقذافي بمبارك وأولاده!
أذكرهم فقط أن الوضع عندنا مختلف تماما- فإن كان محمد بوعزيزي هو مطلق الشراره في العالم العربي وسار الجميع ورائه، فلا يعقل أن تفكر وتتمنى أن تقتل مبارك مثلما تم قتل القذافي لأن الأمور والأحوال مختلفه تماما والظروف ليست واحده
فقد سبق وتفاخرت –وانت مصري- بأنك الوحيد الذي تقوم بمحاكمة رئيسك وأدخلته القفص، فلا يعقل أن تتمنى قتله الآن –فقط- لأنك شاهدت الليبيون يقتلون القذافي، هذا أسمه تقليد أعمى بغرض التقليد فقط
 ثانيا: هناك شيء هام يجب أن يعلمه الجميع –وآسف أنني سوف أقول هذا الكلام-
لا أريد من أحد أن يتحدث عن امريكا والغرب على أنهما "الشيطان الأكبر" في هذا العالم
والسبب ببساطه هو ان هذا "الشيطان" كان مصدرا للسعادة لنا في الشرق الأوسط
فأنت عندما تجوع تبعث برساله إلى "الشيطان" لكي يرسل لك طعاما
وعندما جاعت الصومال كان هذا "الشيطان" أول من أمد لهم يد العون
وعندما تريد سلاح فما عليك إلا أن تتصل "بالشيطان" وسوف يرسل لك على الفور سلاح من أجل حفظ الأمن في بلدك وضد الأعداء
وعندما تريد الكشف عن البترول والآثار ترسل أيضا إلى "الشيطان" فيقوم بإرسال بعثات إليك ليستخرج ما هو موجود "داخل أرضك" من ثروات معدنية و آثار وغيرها
والجديد الآن ما حدث
عندك حاكم ظالم وأنت لا تقدر عليه، ماذا تفعل وما هو الحل؟
أتصلت "بالشيطان" لكي يعينك على الخلاص منه، وبالفعل "الشيطان" كان عند حسن الظن ولم يخيب أملك فيه، إما أن أمدك بالمال أو أمدك بالخطط اللازمه أو تدخل عسكريا بشكل مباشر كما حدث في ليبيا
وبعد أن ينقذك الله من حاكمك الظالم، أتى "الشيطان" لكي يمد إليك يده بالمساعدة في إسقاط الديون وإعطاء المنح ومساعدتك على النهوض بإقتصاد بلدك
نحن نعتمد عليهم في كل شيء، المأكل والملبس والزراعة والسلاح وحتى في التخلص من الحاكم
فلا يحق لك بعد الآن أن تشتم في أمريكا
بالأمس كان الناس يقولون بعد مقتل القذافي "الله أكبر ولله الحمد" وقال جميع المسلمون "الحمد لله لقد تخلصنا من أكبر طاغية في العالم"، وقلناها مسبقا عندما تنحى مبارك
وقلناها عندما تم دخول العراق والإمساك بصدام حسين بعد ان أعتدى على الكويت، وحزن الناس أن عدموه صباح عيد الأضحى وقالوا أن هذا إستخفاف بالمسلمين أن يقوموا بإعدامه في ذلك التوقيت- ولا أعرف سببا لهذا بعد أن كان الناس معجبين بطريقة تعامل "الشيطان" مع العراق وقالوا وقتها أن هذا هو "الحل الوحيد" لإنقاذ العرب من هذا الطاغية
أتذكر في خطاب لأوباما عندما قال حرفيا "يجب أن يتم التغيير في مصر الآن"
لم يظهر احد "وقتها" ويشتم في أمريكا، بل قال الجميع أن أوباما عنده كل الحق
أمريكا ساعدت الجميع ، والناتو وامريكا خلصا ليبيا من القذافي بعد أن كاد يقضي على شعبه، وقبلها ساعدوك في القضاء على صدام حسين، فلماذا تكره امريكا إذن؟
لماذا تقوم بنشر منشورات خارج المساجد تدعو فيها الجميع إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية والأوروبية؟
لماذا تقول عليها "شيطان" هذا العالم؟
بالعكس- هي كانت السبب ومصدر السعادة لدى الكثير من البلاد العربية
فبدلا من أن ننتقد "الشيطان الأكبر" علينا تقديم الشكر إليه
ولا ينبغي علينا أن نهاجم "الشيطان" لأنه يبحث عن مصالحه
فقد حقق لك الشيطان كل ما تريده، فهل بعد هذا حراما عليه البحث عن مصالحه؟
نحن نشتم الشيطان بشكل مستمر، لكن لا نستطيع العيش بدونه لأنه يلبي لنا كل ما نريد في هذه الحياه
....
لا تستغرب مما أقوله
فهذا أقوله حسره من قلبي على حال أمتنا التي أصبحت "عاله" على العالم المتقدم تتسول منه كل شيء حتى الحريات
قال لي صديق "ان هذا الشيطان فاني ونحن افضل منه لأننا نملك الدين والعقيده "
مع الأسف كانت هذه المقوله حجه علينا وليست لنا
فلو كنا نملك الدين والعقيده القوية ما وصلنا لهذا الحال مع الشيطان، فلم يأمرنا الدين بالتسول منه، فالعيب ليس في الدين ولكن في حامل الدين
في الحقيقه اتوقع مستقبلا ان يكون هناك "رغد" في المعيشه في بعض البلاد بشمال أفريقيا خاصة في ليبيا وتونس وربما مصر
ولكن التقدم الذي سوف يحدث في هذه البلاد سيكون كما هو الحال في بلاد الخليج
شوارع نظيفه وأبراج شاهقة وأموال مع الجميع وعيشه هنيه
أما العلم والتقدم و التكنولوجيا والتطوير والتحديث فهو عند "الشيطان"
ومن هنا يتسيد العالم لفترات طويله من الزمن!
........
بالأمس أنتشر خبرا على المواقع نقلا عن أحد المشايخ يقول فيه أن الزواج من الفلول حرام!
ومن قبل قال أحد قادة جماعة الإخوان المسلمون " الإخواني لا يتزوج إلا إخوانية"
ليت هؤلاء ظهروا علينا ونصحوا الناس بتيسير الطريق إلى الحلال بدلا من الحديث فقط عن ما هو حرام في وجهة نظرهم
فالناس الآن لا يطولون الزواج لا من فلول ولا غير فلول ومازال الشباب يجلس على الإنترنت وقد تجاوز الخامسه والثلاثين وبعضهم على مشارف الأربعين يشاهدون المواقع الجنسية، وتكتمل السعادة بالجلوس على " الشات" من أجل التعرف على "أنثى" والكلام معها في حديث ساخن من خلال التليفون المحمول، فيفعل في الخيال ما فشل في فعله في الحقيقه
وفي النهاية أسمع ان الإرتباط بواحد من الفلول حرام
عيشوا الواقع قبل أن تتحدثوا في "أمر الزواج" على وجه الخصوص لأنه مؤلم وبشده