الخميس، 10 نوفمبر 2011

مطلوب (شعب) يحافظ على مصر

(1)
قالوا أن المشكلة في مبارك . . . فرحل مبارك
قالوا هذا لا يكفي
لن تستقر الأمور إلا لو دخل مبارك وأولاده ورموز نظامة بأكملهم السجن
فدخل مبارك وأولاده ورموز النظام السجن
قالوا المشكلة في أحمد شفيق . . . فرحل أحمد شفيق
قالوا أن رئيس الوزراء يجب أن يكون من الثوار
فأتى عصام شرف وأدى قسم الولاء والطاعة في ميدان التحرير
وبعد القسم أحضر من وزارة شفيق 19 وزيرا في وزارته- فقالوا ونعم الإختيارات!!!!
وبعدها بفتره شتموه وشتموا الوزاره بأكملها والآن يطالبون برحيله

قالوا أن المشكلة في أن المحاكمات ليست علنيه ونريد أن نرى مبارك في السجن لتطمئن قلوبنا
فشاهدنا مبارك وأولاده في السجن ووقتها قالوا "اليوم فقط أنتصرت الثورة وكل الشكر للمجلس العسكري"
 (وبعدها بفترة شتموا المجلس العسكري ولعنوا طنطاوي واللي جابوا طنطاوي)
قالوا أن المشكلة أن الوزارة بها فلول . . . فتم تغيير الفلول
قالوا أن الوزارة يجب أن تتغير . . . فتم تغيير الوزارة
قالوا فاليرحل يحيى الجمل . . . فرحل يحيى الجمل
قالوا فاليرحل سمير رضوان .  . . فرحل سمير رضوان
قالوا أنه يجب تغيير محمود وجدي لأنه وزير داخلية من العهد البائد
فرحل محمود وجدي وجاء منصور العيسوي
قالوا فاليرحل منصور العيسوي لأنه لا يعرف كيف يدير الداخليه!
وليرحل المجلس العسكري لأنه لا يفهم في إدارة البلاد
وليرحل "السلمي" لأنه مثل "الجمل"
وليرحل الجميع ،، لكن لم يقول لنا احد بعد أن يرحل كل هؤلاء ماذا سنفعل؟
هل نتقاتل على السلطه؟
قالوا لا- نعمل مجلس رئاسي
فمن المضحكات المبكيات أن تجد في مصر ممن ينادي بمجلس رئاسي يحكمه 5 أشخاص ونحن أساسا لا نجد إثنان يتفقان على شيء واحد!
بلد لا تعرف ماذا يريد لها أهلها، لكن الكل يتكلم ويعتقد أنه على حق!

(2)

قالوا أن من يهاجم الثورة فقط هو "فلول"!
لا ولم أهاجم الثورة بقدر ما كنت أهاجم تصرفات الناس التي أقل ما توصف بأنها "حمقاء" ومصدر الخراب داخل هذا البلد
فقد مر على مصر فترات عصيبة في تاريخها ولكنها لم تشهد هذا الكم من الإنفلات الأمني والأخلاقي
أي شيء في الدنيا يتم تقييمه بالنتائج
وأنا أنظر حولي ولا اجد شيء محترم يحدث داخل مصر

- وزارة داخلية في إنهيار تام
- ضباط بوليس لا يريدون التعامل مع الناس خوفا من الهجوم عليهم، وآخرين يقفون لهم بالمرصاد إنتظارا لأي خطأ يصدر من البوليس للتشهير بهم في الإعلام يوميا
- إن أعتدى الضابط على مواطن قامت الدنيا- وإن لقى ضابط مصرعه على يد مجرم لا نسمع شيئا
- المباريات الرياضية في الدوري الممتاز لا تمر بدون شغب جماهيري وإشعال للشماريخ داخل الملاعب والجمهور يعلم أنها ممنوعة ولكنه يصر على إشعالها
- والأمن لا يستطيع التعامل معهم حتى لا تتكرر مأساة حادث ألتراس الأهلي الشهيره!
- جماهير الأهلي تهدد بإقتحام الملعب في حالة لعب مباراة الإسماعيلي بدون جمهور
- جماهير الزمالك تقتحم ملعب مباراة الزمالك وإتحاد الشرطة والأمن يلقي القبض على 16 مشجعا، ومشجعي الزمالك يقطعون طريق النصر للتنديد بهذا التصرف من جانب الأمن!

- القضاء في أجازه وفي خلاف تام مع المحاميين
- القاضي يريد ان يكون تعيين إبنه حقا أصيلا له
- المستشفيات الحكومية يتم الإعتداء عليها يوميا من البلطجيه والمسجلين
- مترو انفاق القاهرة يسيطر عليه مافيا المتسولين والباعه الجائلين
- العاملين في المترو يقطعون خط السكه الحديد لتعطيل حركة القطارات
- سيارات النقل تسير نهارا والزحام في كل مكان وفي كل وقت
- السير بالسيارة في وسط القاهرة أصبح من المستحيلات

- المدرسون كانوا في إضراب من اجل زيادة الرواتب
- باقي مؤسسات الدوله في حالة إضراب وتذمر مستمر إنتظارا لزيادة الرواتب من السماء
- التحذير المستمر من إنفلات أمني في الإنتخابات
- خلافات مستمرة بين الأحزاب على الكعكه الكبيره
- مسيرات في الشوارع من أجل الإفراج عن مذنبين
- برامج تليفزيونية تبث الفتن ليل نهار للشعب المصري
- صحف تنشر أكاذيب لمصلحة من يدفع لهم

- بتوع التعليم يريدون إقالة وزير التعليم
- بتوع الرياضة يريدون إقالة رئيس المجلس القومي للرياضة
- بتوع القضاء يريدون إقالة وزير العدل
- أمناء الشرطة يريدون إقالة وزير الداخلية
- وآخرين يريدون إقالة مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر

- الزمر والشميط يقولون رأيهم في السياسه ومستقبل مصر- الأول قتل السادات والثاني حاول إغتيال حسني مبارك وظل هاربا 20 سنه- والإعلام يفتح ذراعية للإثنان على الرغم من أنهم مجرمين
- والدة خالد الإسلامبولي -قاتل السادات ومن معه في حادث المنصه الشهير- تظهر في التليفزيون وتقول أن أبنها شهيد عند الله في الفردوس
- الشيخ الحويني يتشاجر مع شيخ الأزهر، وشيخ الأزهر يرفع عليه قضية ويطالبه بالإعتذار، وانصار الحويني يتجمعون بالآلاف من اجل مساندته، وأفتح قناة الحكمة أجد الرسائل الخاصة تدعو إلى خلع المفتي من منصبه وتأييد الشيخ الحويني!
- أيمن نور يقول أن القاضي يضطهده
- مشاجرات بين أبناء مبارك وأبناء الثورة خارج المحكمه
- أي قرية يحدث بها أي مشكلة أو حادث سير يخرج كل أهلها ويقطعوا إما الطريق الرئيسي المؤدي إلى البلد او يقوموا بقطع خطوط السكك الحديدية
- يوجد نقص شديد في البنزين ببعض المحافظات دفع البعض إلى قطع الطريق والتهديد بحرق محطات البنزين
- إنقسام حاد في الآراء خلقت شجار وخلاف بين أبناء البيت الواحد والأصدقاء
- إنقسام الشعب المصري إلى ثوار وشرفاء وفلول وأبناء مبارك وحزب كنبه وغيرهم
- عنجهية وتكبر وتعالي ممن يطلقون على أنفسهم "ثوار" ويحدثك أحدهم وكأنه فوق البشر
وآخرين يتمنون أن تيسر البلد إلى أسوأ حال لأنهم لا يكرهون الثورة نفسها ولكن يكرهون "الثوار" بتكبرهم، فيتمنى الشر لبلده لأنه مختلف مع الآخر الذي يتكبر عليه بشكل مستمر
- محاولة إلغاء فئات من المجتمع المصري والحكم عليهم بالإعدام سياسيا ووظيفيا لأنهم عملوا مع النظام السابق، فيكون هذا (الحق) في نظر البعض ولا أدري كيف ترضى لأحد من أبناء بلدك بهذا الوضع
وأين نحن من حديث الشيخ الشعراوي عن (الثائر الحق) والذي قال فيه بعد أن تأخذ حق المظلوم من الظالم أجعل الكل امامك سواء حتى تذهب الأحقاد وتستقيم الأمور؟
- مسلحون ينتهكون القانون والحدود المصرية من أجل تفجير خط الغاز الواصل إلى إسرائيل والأردن ويضرون بمصالح الوطن وأجد الناس يقولون "الله اكبر"، اول مرة في حياتي اجد أن نصر فلسطين والقضية الفلسطينية يكون عن طريق الإضرار بمصالح وأمن الوطن!

- مليشيات مسلحة تخطف وتقتل وتقطع الطريق
- أن تشعل النار في قسم للشرطة أسهل من أن تشعل سيجاره
- صراعات همجية في قبلي وبحري، أخبار عن تحرير أسرى من قرية خطفهم أبناء قريه مجاوره، شيخ الأزهر يتدخل لإنهاء صراع مسلح بجنوب مصر، الأمن المركزي يفشل في فض أعتصام رأس البر، وغير ذلك من المآسي التي لا تظهر في الصحف ومواقع الأخبار

(3)

أليس هذا ما نراه يوميا على الساحة المصرية أم أن هذا إفتراء مني على بلدي؟
هل هذه هي الأمانة التي حملناها يوم 11 فبراير الماضي؟
هل هذا هو بيتنا الذي نريده نظيفا؟
لا تقول لي أنه بعد أي ثورة يحدث هفوات- فما نحن عليه الآن يمثل كوارث وليس هفوات
لا تقول لي "أنت فلول" لأنك تهاجم البلد بعد الثورة، فلا يصح أن أظهر وأنافقك وأتغاضى عن ما يحدث
فهذه الأمور يشعر بها الأعمى
الدوله المصرية في خراب وإنهيار يوم بعد يوم
فلا تضحك على نفسك وتقنع روحك بشيء غير موجود وهو أن كل شيء تمام
أرجوك أرجوك أرجوك
لا تقول الفلول السبب، ولا تقول الثورة المضادة السبب، ولا تقول أن المجلس العسكري هو السبب
فقد قمنا بتغيير الوزارة ثلاث مرات خلال 7 شهور والوضع يسير من سييء إلى أسوأ لأن حجم المشاكل يكبر يوم بعد يوم
ولو رحل الآن المجلس العسكري سوف نبحث عن مبرر جديد نعلق عليه شماعة فشلنا في إدارة مصر والنهوض بها وجعلها دوله مسالمة تعيش في هدوء
فأصبح كل الهم الآن هو البحث عن سبب نعلق عليه الفشل الذي وصلت إليه الدوله المصريه
شعب لم يفعل شيء طيلة سنه كاملة إلا الوقوف في الشارع ويعتقد ان هذا شطارة
وكلما تحدث أحد قال "الثورة مستمرة"
مستمرة لمتى؟
إلى أن تتحقق المطالب – هكذا يقول من يتحدث بحديث "الثورة مستمرة"
وجملة "الثورة مستمرة" معناها أنها لم تنجح وأن الفشل يلاحقها، وإلا- لم يكن هناك أي دعوى لإستمرارها
ونلاحظ أن "أستمرار الثورة" هذا في عرف الناس معناه أستمرار النزول والخروج إلى الميدان وأستمرار المسيرات كل أسبوع، وهذا يحدث فعليا منذ يناير الماضي، يعني أنت لن تقوم بأي جديد، انت بالفعل تنزل الشارع بإستمرار

إذن فالتستمر في الثورة والنزول إلى الشارع، لأن النزول إلى ميدان التحرير أصبح "شهوة" و "عادة" و "رغبة في الظهور" لدى بعض الناس، والبعض الآخر لديه حنين لأيام يناير وإعادة مغامرات الكر والفر مع جهاز الشرطة داخل الميدان، ولهذا فأينما وجدت دعوه للنزول إلى الميدان ستجد الكثير ممن كانوا في الميدان في شهر يناير الماضي يلبون هذه الدعوه دون أي تفكير
أنزل الشارع يوم الجمعه لكي تشعر داخليا بأنك رجل ثائر كما تريد

لكن ماذا إن مر علينا عام آخر ووجدت ما كتبته أعلى الصفحة مازال موجودا؟

بالتأكيد سوف تلقي بالمسئولية على الطرف المسئول عن الحكم في البلد
فإن رحل المجلس العسكري وامسك مجلس رئاسي سيقول الناس أن هذا المجلس فاشل وعليه الرحيل
وإن أمسك البرادعي او أبو إسماعيل سيقولوا أنه رئيس فاشل –تماما كما قيل مع شرف-
وكل طرف سوف يتربص و "يقف على الواحده" للطرف الموجود في الحكم ليهاجمه على تصرفاته وأفعاله وتحميلة كل شيء والظهور في الإعلام ليبين للناس أن هذا هو سبب المصائب ولو رحل سوف تستقيم الأمور، وهذا ما حدث مع شفيق والجمل ومحمود وجدي ويحدث الآن مع شرف والعيسوي والسلمي والمجلس العسكري
لا أنت تريد فعل شيء ولا تترك غيرك يعمل
ولا تعترض بأسلوب فيه رقي وتصعد من موقفك طبقا لتسلسل الأحداث
وتستغل اتباعك في الضغط المستمر بداعي وبدون داعي

(4)

هل هناك شيء يمكن أن يتفق عليه مسلم (إخواني وسلفي) وشيعي وبهائي ومسيحي وعلماني؟
إن كان هناك إقتراحا وافق عليه علمانيون وليبراليون سوف يرفضة الأحزاب الإسلامية
وإن كان هناك إقتراحا يوافق عليه الأحزاب الإسلامية سوف ترفضة الأحزاب العلمانية والليبرالية والمسيحية
من يوافق على شيء يعترض عليه الآخر ويتظاهر من اجله
وعلى هذا نقضي أيامنا في مصر!

(5)
ألم يصيبك "الإحباط" و "القرف" مما تشاهدة يوميا على الساحة المصرية؟
إلى متى سوف نظل نعيش في هذا "القرف" داخل بلدنا؟