الخميس، 29 ديسمبر 2011

من هنا وهناك

 من نوادر ميدان التحرير ومن يطلقون على أنفسهم "ثوار"
أن عندهم 100 قناة تشكر فيهم- ويهاجمون القناه الأولى بالتليفزيون المصري وقناة الفراعين ويتهمون التليفزيون المصري بأنه سبب غياب الوعي عند المصريين!
وعندهم 1000 كاتب وصحيفة تنافقهم- ويهاجمون الكاتبة الكبيرة لميس جابر على رأيها!
وعندهم 10000 فنان معجب بهم- ويهاجمون عمرو مصطفى لأنه ضدهم!
فأين حرية الرأي والديمقراطية وحرية التعبير يا سادة يا كرام؟
...
لا يوجد شيء أسمه "شرعية الميدان"
وليس هناك شرعية لأي شيء داخل هذا البلد إلا لمجلس الشعب فقط
إن إردت أن تقدم ميعاد انتخابات الرئاسة أو أخذ تعويضات لمن قتل أو أي شيء فعليك بمجلس الشعب وأذهب إلى نائبك
أما أي شيء آخر يحدث بعد إنعقاد مجلس الشعب من إعتصامات وغلق للطرق فهذا أسمه "بلطجة وقلة أدب وإستهزاء بجموع الشعب المصري الذي نزل ينتخب"
ولو كان الأمر كذلك لكنا قد جعلنا من ميدان التحرير حاكما لمصر إلى الأبد ولا يوجد فائدة من إجراء إنتخابات
من يتحدث عن العدل ويشكي الظلم طول عمره فالأولى به إحترام إرادة الناس ولا يقول "المجلس لا يمثلني"
وإن اعتقد انه فقط على حق وصواب وأن رأي الناس لا يهمه فعليه التوجه إلى أقرب طبيب نفسي ليعالجه من مرض جنون العظمه
وتذكر
نحن لم نجري إنتخابات مجلس الشعب ولم ينزل الناس من بيوتهم حتى يظهر واحد من المقاطيع ويقول "هذا المجلس لا يمثلني" لكي يظل في الشارع ويفتعل ازمات لا داعي لها
دورك في الميدان أقتصر على عمل الثورة والذهاب بالحاكم الذي تتم محاكمته الآن
لا من اجل ان تظل واقفا فيه إلى الأبد وكلما نصحك احدا بالكف عن هذا ظللت تذكرنا بأنه لولا وجودك ما حدث كذا وكذا وانك صاحب الفضل علينا فيما نحن فيه الآن
فكلما تحدثت مع أحدهم قال لي "لولا الميدان ما كنا" وهذا على أعتبار أنه ينبغي عليا أن أمجدك وأصنع منك إلها أعبده طوال حياتي ولا ينبغي لي أن أواجهك بأخطائك الكارثيه في حق الوطن!
أنت أحسنت في يناير الماضي
لكني لن انافقك من أجل المغامرة بمستقبل هذا الوطن
...
 كم هو عجيب أمر المصريين
عندما دخل مبارك القفص فتحت الصحف في اليوم التالي ووجدت هذه العناوين
"اليوم فقط أنتصرت الثورة- اليوم فقط نجحت الثورة- سبحان المعز المذل - هذا هو القضاء العادل- أنتصر المجلس العسكري- وغيره"
وبعد ان شهد طنطاوي شهادة الحق وقال أن مبارك لم يأمره بقتل المتظاهرين أنقلبت الآيه
وأصبح طنطاوي تلميذ مبارك وأصبحت المحاكمة "تمثيلية" !
ومنذ أيام كان القضاء المصري نزيه عندما أخلى سبيل علاء عبد الفتاح
والآن أصبح القضاء المصري يشارك في عمل التمثيليه على المصريين!
ما لكم كيف تحكمون؟
لماذا تغيرون رأيكم بهذه السرعة؟
اترك القضاء (الذي ارتضيت أن تحتكم إليه) يقول كلمته
إن أخذ إعدام فهو الحق- وإن أخذ براءه فهو الحق أيضا
...
 واليوم كان الحكم الذي هو عنوان الحقيقه
قسم شرطة السيده زينب محترق أمامك
وانت تريد أن يأخذ المذنب "براءه" لأنه ثائرا!
والمحكمة اليوم حكمت ببراءة جميع المتهمين من ضباط الشرطة لأنهم كانوا في حالة دفاع شرعي عن النفس
وهذا ما تحدثنا به منذ شهور طويله ولكن لا حياة لمن تنادي
مجرد أن المتهم "ضابط شرطة" فهذا كفيل عند البعض بإصدار حكم الإعدام عليه
لا يوجد ثائر يمسك زجاجة مولوتوف ويحرق بها ممتلكات عامه
ولا يوجد ثائر له الحق في أن يعتدي على البوليس والجيش
ولا توجد "سلمية" للإعتصامات مع قطع الطرق وحرمان الموظفين من أداء مهام عملهم والمساهمة في الإعتداء على ممتلكات الدوله
قلنا هذا مرارا ولكن يبدو أن الآذان لا تريد أن تستمع إلى الحقيقه ولا حتى العيون تريد أن ترى
القسم محترق أمام عينيك
وأنت تريد أن يأخذ من قام بحرقه تعويضا ويُعدم من يدافع عنه!
بأي منطق هذا؟
...
عجبت لشخصا ينادي بالديمقراطية ولا يطبقها أو يعترف بنتائجها
وينادي بإستقلال القضاء ولا تعجبه أحكامه!
...
 هذا هو الشهيد الرقيب طارق فاروق عبد الحميد
من قوة مديرية أمن القليوبية وقد أستشهد صباح اليوم أمام نقطة مرور "قها" بعد إطلاق النار من سيارة يستقلها خارجين عن القانون
يا خسارة
لن ترى أحدا يعرفه او يتحدث عنه
والسبب ببساطه انه لم يكن في ميدان التحرير
لو كان يقف وسط الذين يقذفون منشآت البلد بالحجارة وزجاجات البنزين كان زمانه الآن بطل في نظر الناس وأفردت له برامج التوك شو ساعات للحديث عنه
هو كان يدافع عن أمن هذا البلد، فلا هو حرق قسما للشرطه، ولا هو أعتدى على عسكري مثله، ولا وقف في الشارع وقطع الطريق، ولا ساهم في حرق المنشآت العامة
لكن هذا البلد كان وسيظل كذلك
لا تسلط الأضواء إلا على من لا يستحق
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته