ما لا يريد هؤلاء الإعتراف به أنهم منذ بداية
الثورة تسببوا في تغيير عقيدة الناس تجاه جهاز الشرطة وتجاه أمور أخرى
فمن قام بالإعتداء على أقسام البوليس أثناء
ثورة 25 يناير تم إعتباره من شهداء الثورة، وعندما تمت تبرئة الضباط الذين كانوا
يدافعون عن أقسام البوليس طعنوا في القضاء وظهرت جملة (مهرجان البراءه للجميع)
فكانوا يريدون من الضباط أن يحصلوا على
"إعدام" لأنهم تعاملوا بالسلاح مع المعتدين على أقسام البوليس
أيضا أثناء فترة حكم المشير طنطاوي كان هناك
من يساند المتظاهرين وبشدة في إعتصامات محمد محمود الأولى والثانية وأحداث مجلس
الوزراء وأحداث العباسية بقيادة الشيح حازم أبو إسماعيل وفي كل هذه الأحداث راح
ضحيتها الكثير والكثير من شباب مصر، ووقتها تم الهجوم على الجيش وتم الهجوم على
الشرطة وتم التنكيل بها في جميع وسائل الإعلام على الرغم من أن الشرطة وقتها كانت
تدافع عن المنشآت العامة داخل مصر
الآن تحدث نفس الأمور- لكن الفرق الوحيد أنك
قمت بتغيير رأيك
فمن كنت تسانده في الماضي أصبحت لا تسانده
لأنك تحب الحاكم الذي هو مرسي
حتى الشيخ وجدي غنيم صدر له تصريح اليوم ينصح
فيه الشرطة بأن تساعد الرئيس مرسي في عمله وأن يتوبوا إلى الله، وهذا الرجل كان له
فيديو العام الماضي يسب فيه المشير طنطاوي ويقول عنه أنه قاتل وسفاح لأنه تعامل مع
المظاهرات بشده وبعنف، بل وأتهمه أنه "شاهد زور" لأنه شهد بالحق أثناء محاكمة مبارك وقال أنه لا يعلم موضوع فتح النار على المتظاهرين!
ووقتها أيضا كان الإعلام يتحدث عن زوجة
طنطاوي وزوجة سامي عنان وانتشرت الأكاذيب حتى عن مبارك نفسه وشاهدنا مبالغ خياليه
وحديث عن مقابر بملايين الدولارات وسب ولعن مستمر وترديد لأكاذيب ولكن كان الكلام
يأتي على هوى (الثوار) فلم يشكي أحد من الإعلام ولا فساده، ولم يقول أحد عن
الإعلام أنه يروج الشائعات، بل كانت كل الفضائيات وكل الصحف تقول الحق ولا شيء غير
الحق!
في الحقيقه لا أدري ماذا أقول ولا اعلم ماذا
حدث للناس
إن ما نشاهدة الآن ما هو إلا تكرار لما كان
يحدث في العامين الماضيين، لكن أختلف تقدير الموقف بالنسبة للبشر على حسب علاقتهم
بالحاكم، وما تشاهدوه الآن ما هو إلا حصاد لزراعه فاسده زرعها من يطلقون على
أنفسهم (ثوار أحرار) خلال سنتين، فكانوا يهاجمون الشرطة على كل شيء وأي شيء،
وكانوا يساندون الباطل ولا يقولون كلمة الحق، وكانوا يشتمون حاكم مصر علانية في
الفضائيات ويضعون صورته على جسد راقصات في ميدان التحرير ويقومون بسب لواءات الجيش
والشرطة علنا في الفضائيات، فكان من الطبيعي والمنطقي أنه عندما يأتي رئيس لمصر أن
تحدث معه نفس الأمور، لكن الفرق الوحيد أن هؤلاء يرون فيما كان يحدث في الماضي
القريب بطوله، أما الآن صار ما يحدث بلطجة، لا تتعجب من هذا فنحن كما قلت لك من
قبل قوم بلا مبدأ
كل ما أستغرب له أن هناك من يندهش مما يراه
على الساحه المصرية حاليا على الرغم من أن هذه الأمور كانت تحدث على
يديه بشكل مستمر وكان يباركها ويبارك من يفعلها ويحارب السلطات من أجل أن يناصر
المجرمين والمخربين وقاطعي الطرق وكان يقول أنه من حق أي واحد أن يقطع الطريق لكي
يصل صوته!
عزيزي الثائر الحق
البلد المحترمة لا يمكن أن تقوم على أيدي
مرضى بالفصام ورافعي القرون
أنتظرت أن تقول الحق ولو على نفسك- لكن مع
الأسف أنت لا تغضب لأزمات البلد إلا لأن الحاكم ينتمي إلى جماعتك!
....
منذ أكثر من عام كان هناك شخص يرسم ويطبع هذه الصور على الحوائط في الشارع، ومعروف أن من هو بالصورة كان قائد الجيش المصري والقائم بأعمال حاكم الدوله
الآن من قام بطبع هذه الصورة يقول لنا "مش عيب تشتموا مرسي وهو رئيس البلد وتنشروا له صور في الشوارع- مش عيب حد يتكلم كده عن رئيس الجمهورية في الإعلام؟ ايه قلة الأدب والسفالة بتاعة الإعلام دي، أتقوا الله في الحاكم، أتركوه يعمل وساعدوه- حرام عليكم بلدنا يا عالم"
ولا عزاء للشيزوفرينيا