(1)

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن
أين البلاد العربية فيما يحدث على الأراضي السودانية وكيف لم نحتوي السودان بمشاكله ولم ننظر إليه كبلد عربي كبير وعظيم يحوي داخله ثقافه عربية أصيله وتركناه يضيع بهذا الشكل المخزي لنا جميعا وبحثنا عن مشاكلنا فقط التي لم ننجح أيضا في حلها، بينما الغرب ظل يصنع ما يشاء في أراضينا العربية إلى أن نجح في تقسيم هذا البلد الكبير ومن بعده سوف ينفصل اليمن وربما المغرب وفي المستقبل سوف تجد محاولات أخرى في عدة بلاد عربية إلى أن نتفتت ونصبح بلادا صغيره لا قيمه لها وتجد جميع المنفصلين لهم الدعم الكامل من أوربا وأمريكا بينما نحن لم نفكر في النظر إلى هذه الحركات الإنفصالية ووضع طريقه للتعامل معها حتى طلت علينا الكارثه وأصبحنا أمام أمر واقع لم نفلح معه في إيجاد حل لهذه المصائب
حتى مصر سارعت –الآن فقط- بمد الجنوب السوداني بعدد من محطات الكهرباء ، وقال الشيخ القرضاوى ومعه عدد من علماء المسلمين أن التصويت لصالح إنفصال الجنوب حرام شرعا، ولكنه قال ذلك قبل موعد الإستفتاء بخمسة أيام، فماذا ينفع هذا الكلام الآن؟
(2)

وتنظر إلى هذه الثروات وتصيبك الحسره، الأمه العربية لم تستفيد من هذه الثروات!
أتذكر أنه في إحدى السنوات عند حدوث أزمه في الصومال سارعت إسرائيل بمد يد العون إليها لكي تنقذها مما هي فيه من مجاعات ومشاكل طاحنه لأنها لم تجد احدا من العرب يهتم بها، بعدها أستغلت إسرائيل -عن طريق رجل أعمال إسرائيلي مقيم في أثيوبيا- ميناء بربره عام 2009 من أجل زيادة تجارتها ومنه فتحت بابا واسعا للتجاره مع اريتريا والصومال وأثيوبيا وأصبحت البضائع اليهودية تتدفق على هذه البلاد ومعها باقي بلاد أفريقيا المجاوره، مما كان له الأثر الأكيد في تنامي حركة التجارة والمبيعات في هذه البلاد وإعطاء اليهود العديد من المشروعات، ثم نسأل ببلاهه كيف أن لليهود هذا النفوذ داخل أفريقيا وأين مصر والعرب مما يحدث!
وضع طبيعي ومنطقي أن يطيعك ويسمع كلامك من يرى منك الخير،
ولهذا رأينا الأفارقه يقدمون ولاء السمع والطاعة لليهود شكرا لهم على ما فعلوه معهم مسبقا، ونلوم أنفسنا الآن على التدخل اليهودي في أفريقيا ونستشعر الخطر على ماء النيل وكأن اليهود وصلوا إليهم عن طريق مكالمه هاتفيه تمت في عشر دقائق ولا ندري أن لديهم اعمال في هذه المنطقه تقدر بالملايين،
ولم نفكر في أفريقيا بعمل استثمارات كالتي يفعلها اليهود وأبناء الصين لكي تكون لنا الكلمه العليا في أي خلاف يحدث مع مصر أو السودان أو أي بلد عربي آخر، ولكننا بدلا من ذلك وصلت بنا درجة البلاهه إلى الحد الذي تشفى فيه بعض العرب من مصر أثناء تفاوضها مع دول حوض النيل بقولهم " هذا جزاء ما فعلتوه في أهل غزه"!
ما فائدة الأموال إن كنت تستخدمها من أجل العبث؟
إن رجال الأعمال اليهود يمسكون بأمريكا وأوربا من رقبتها من أجل أنهم يملكون الكثير داخل هذه البلاد، ولا يوجد أحد على وجه الأرض عنه مال مثل العرب، وعلى الرغم من ذلك تجد تأثير العرب على أمريكا غير موجود مقارنه بتأثير اليهود على صناعة القرار داخل أمريكا
بلاد الإتحاد الأوربي تساعد بعضها عند الأزمات المالية القاسيه ونحن عندنا بلاد تعاني مجاعات وبطاله وإنفصال وبلاد أخرى تدفع ملايين الدولارات من أجل كتابة إعلان بإسمها على فانلة فريق كرة قدم في أوربا
إذن علينا الآن تعديل المعلومه في كتب الجغرافيا بالمدارس لأنه مكتوب أن السودان هي أكبر بلد عربي من حيث المساحه، والآن تم قطع 600 ألف كيلو متر من مساحتها لتكوين بلد أفريقي أسمه "جنوب السودان"!
(3)

وأنشغلنا جميعا بدور مصر الذي أصبح لا يذكر ودور قطر الذي ظل يتصاعد ويتنامى في القضايا العربية والمقارنه بين دور مصر ودور المملكه العربية السعودية والتأثير في قضايا الوطن
وفي النهاية تركوا جميعا أكبر بلد عربي يقع تحت الإنفصال وفشلوا جميعا في احتواء الموقف السوداني على مدى سنين طويله واكتشفنا أن تدخل قطر أو مصر او السعودية في حل القضايا ما هو إلا محاولة لسيطرة أحدهم على أطراف القضايا العربية وحرمان الطرف الآخر من التدخل حتى لا تكون له يد في إصلاح الأمور أمام العرب
أصبح التدخل في المشاكل "منظره" وليس من اجل إيجاد حل
واتعجب كثيرا ممن يكتبون في صحف عديده منها الأخبار والأهرام والقدس العربي وغيرهم ممن يهاجمون دور مصر او يهللون لتنامي دور قطر أو يهاجمون قطر على أنها بلا دور يذكر في القضايا العربية
وأسأل هؤلاء
هل المشكله الآن أصبحت من يتدخل في إيجاد حل ليظهر أمام العالم انه رجل الحلول الذي لا مثيل له أم أن الهدف من التدخل لحل المشاكل هو إيجاد حلا للمشكله لإصلاح أمور البلاد العربية والسعي إلى المصلحه العامه؟
مع الأسف أصبح تدخل الرؤساء والملوك في القضايا العربية تنافس فيما بينهم وكأننا في مسرحية يتصارع عليها هؤلاء من أجل نيل دور البطوله المطلقه وإظهار الآخر أنه لا قيمة له
وفي النهايه ضاعت السودان وفي انتظار أن تضيع دارفور واليمن
(4)
ومن قبلها بحثت عن مشكلة السودان الكبيره مع الجنوب ومع دارفور ومع تشاد
وبحثت عن هذا الرجل الذي يطلق على نفسه "ملك ملوك أفريقيا" ووجدته يشاهد هذه المشاكل مثلنا جميعا ووصل به الأمر لدرجة انه لم يسمعنا رأيه في أي مشكله
...
(5)