الخميس، 22 نوفمبر 2012

الغباء السياسي والإجتماعي



مشكلة جماعة الإخوان المسلمين أنهم بعد أن أستلموا السلطة داخل مصر صنعوا العداء مع جميع التيارات السياسية وزرعوا الكراهية تجاههم داخل الشعب المصري
ولا يوجد أي شيء غريب في هذا، فنحن لا نعرف كيف نكسب الآخرين ولكننا خبراء في كيفية صنع العداء مع الطرف الآخر لأننا أغبياء
ونتيجة لهذا العداء وهذه الكراهية وصلنا إلى ما نحن عليه الآن
عزيزي الإخواني
ما تراه الآن هو نتيجة طبيعية لجملة "موتوا بغيظكم"
أرجو أن تكون قد تعلمت الدرس وعرفت أن  صنع العداء ليس له نتيجة سوى حصد الخراب
لو كنت مددت يدك إلى الآخرين ما حدث كل هذا
ولو كنت (أحترمت) الآخرين لما شاهدت هذا
فمن العجائب أن ترى الإخواني يحارب من سانده في إنتخابات الإعادة وهم أنصار البرادعي وحمدين صباحي
هذا ليس غباء سياسي فقط- ولكنه غباء إجتماعي شارك فيه من ينتمي إلى جماعة الإخوان ومن هو متعصب للدكتور مرسي بالحق وبالباطل
هذا التعصب الأعمى هو الذي صنع الفرقه والعداوه بينكم وبين باقي الناس في كل مكان
هذا العداء ُصنع في وقت قصير للغايه، ثم أجدهم يتحدثون عن ضرورة المساندة من الناس والإعلام وكل طوائف الشعب المصري
وفات عليكم أهم شيء . . .
لن تحصل على تأييد الناس ومساندتهم وانت تسخر منهم
ولن تجد معاونة من الناس في بناء البلد وأنت تشتم غيرك
ولن تفعل شيئا وحدك لأنك لست سوبرمان
انت تحتاج إلى الآخرين- ولكنك تشتمهم وتسخر منهم
ولهذا لن يساعدوك وسوف يتركوك وحدك
وطبيعي أن يكون مصيرك الفشل
وسوف تسألني- لماذا لا أخاطب الأطراف الأخرى بهذا الخطاب؟
فهناك من القوى السياسية ممن وقعوا في الخطأ وهناك إعلاميين وقعوا في الخطأ
السبب ببساطه أنكم الحزب الحاكم، ومهمة الحزب الحاكم تختلف كثيرا عن من لا يوجد داخل الحكم، فالحكم مسئولية كبيرة أنتم قبلتم أن تتحملوها، ولهذا فالنقد الموجه إليكم لن يكون مثل النقد الذي يتم توجيهه إلى من هو خارج السلطة
وأول مسئولية للحزب الحاكم هي أن يقوم بجمع كل فئات المجتمع حوله ولا يقوم بتصنيفهم (هذا برادعاوي وهذا حمدين وهذا أبو حامد وهذا فلول وهذا آسف يا ريس)، وقد رأينا قطار أسيوط، لم يفرق بين من هو أهله تابعين للإخوان أو السلفيين أو الفلول أو لم ينتخب أصلا، المصيبه أكلت الجميع ولم تنجي أحد بسبب موقفه السياسي وتأكل الآخر 
 إن الزعيم الحقيقي هو الذي ينجح في أن يمد يده لكل الناس وكل الإتجاهات السياسية
فإن لم يكونوا احبابه ساعدوه لأنهم شاهدوا منه (مبادرة) للم الشمل ورغبة في عدم إقصاء او إهانة أو السخرية من أي تيار سياسي
نعم هذا صعب- صعب أن تجد عندنا في بلاد العالم الثالث من يفعل هذا
لأننا كما قلت لك أغبياء
لا نعرف كيف نكسب الناس ولكننا نخسرهم بكل سهولة وفي وقت قصير وقياسي
فلا تشكو من وقوف الناس لك بالمرصاد، فلسانك كان أحد أسباب نفور الناس منك
قد قلت لهم من قبل "موتوا بغيظكم"
وأنت الآن تحصد مردود هذه المقوله
...
وفي نفس الوقت- لست مع دعوات ثورة الغضب الثانية
يكفي ما نحن فيه
فقد أصبحت المعيشة داخل مصر تمثل (عقوبة) لأهلها
ووصلنا إلى أسوأ حال، فلا يكاد يمر علينا 48 ساعه إلا وهناك مصيبه
ولن أنصح من يقفوا في محمد محمود بالعودة إلى منازلهم
فقد ذاقت السلطة الحاكمة ما كانت تفعله العام الماضي مع المشير طنطاوي
فكانت المليونيات والنزول إلى ميدان التحرير (لعبة) في يديكم وقد عرضتم من قبل الوطن لعدم الإستقرار والخراب لمدة سنتين وكنتم تتحدثون عن حق التظاهر
 وكان التظاهر هو مصدر للتفاخر بين التيارات السياسية المختلفه- وكانوا يقارنوا بين الأعداد التي نزلت إلى الميدان في هذه الجمعه والجمعه الماضية
فلماذا الآن تشكي من المظاهرات؟
ألم تكن تفعلها لإقالة الحكومات التي لا تعجبك وتعتبرها حقا لك؟
ألم تكن تهدد وتتوعد المسئولين بأنه لو لم يتم تنفيذ طلباتك سوف تنزل إلى الشارع ولن تعود إلى منزلك أبدا حتى يتم تنفيذ طلبك؟
إذن لا تشتكي وعليك بالتصرف!