الجمعة، 2 مارس 2012

شعب مليان متناقضات

نحن حاليا في مصر نمر بأيام طريفه للغايه
تجد المصري يناقض نفسه مرتان وثلاث مرات في نفس الأسبوع لدرجة أنك لا تدري ماذا يريد الناس بالضبط
غضب الكثيرون من تصرف مصر مع أمريكا بشأن منظمات المجتمع المدني الشهيره
ولكن ماذا كان رد فعل المصريون؟ 

فالنرجع للوراء قليلا:
هل نسيت أن أمريكا هي التي تسببت في الإفراج عن أيمن نور وسعد الدين إبراهيم "إفراجا صحيا" بعد الضغط على مبارك؟
هل نسيت عندما ظهر اوباما خلال الثورة المصرية بعد أن قال مبارك أنه سوف يكمل مدته ويترك الحكم فقال أوباما في كلمته الشهيرة "يجب أن يتم التغيير الآن
هل ظهر وقتها احدا وأعترض على أمريكا وقال لها لماذا تتدخلي في شئون مصر؟ بالتأكيد لا- لأن القرارات كانت على المزاج! 

لنعود إلى أيام قليله ماضيه:
ماذا فعل البعض عندما تم الإعلان عن أن هناك منظمات مجتمع مدني تعمل بدون ترخيص وتم القبض عليهم ومداهمة المقار الخاصه بهم؟
ظهر من ظهر على الفضائيات وقال أن هذا لا يجوز وأن هؤلاء لم يفعلوا شيئا سيئا بل بالعكس، هؤلاء يعملون تحت نظر الجميع وبدأ الكل في شرح محاسن منظمات المجتمع المدني ليعرف الكل أن المجلس العسكري يفتري عليهم، وأن المجلس العسكري يريد أن يتقرب إلى المصريين بهذا التصرف وأنها تمثيليه من تأليف وإخراج أعضاء المجلس العسكري ليضحكوا علينا
لماذا كان هذا الكلام؟
لأن من يتكلم يكره المجلس العسكري
طيب ماذا حدث بعد أن رحل هؤلاء من مصر؟
قالوا أن المجلس العسكري فضحنا وقلل من قيمة مصر أمام العالم!!!

أمر آخر - وهو متعلق بالحديث عن سمعة القضاء:
ماذا كان يقول المصريون عن محاكمة مبارك طول الشهور الماضيه؟
كانوا يقولوا أنها تمثيليه ومسرحية (ودائما ما يشعر المصري أن هناك من يضحك عليه ويخدعه ويمثل عليه بأفلام هندي)
وماذا قال البعض عندما ظهر أن هناك أحتمالا بأن يحصل مبارك على البراءه؟
قالوا لو حدث ذلك سوف ننزل إلى ميدان التحرير "ملط"!
وصل الأمر لدرجة أن القاضي أحمد رفعت تحدث وقال أنه على الجميع رفع يده عن القضاء وأن يتركه الجميع يعمل في هدوء!
وماذا قالوا بعد أن تم الإفراج عن الأمريكان؟
قالوا أن القضاء خط أحمر ولا يجوز لأحد ان يتدخل في عمله، وقضاء مصر هو الحصن الأمين الذي نرجع إليه جميعا والتدخل في عمله هو منتهى الهمجيه
لكنهم منذ أيام قليله صنعوا هذه الصوره ونشروها على الفيس بوك:
 أنظر ماذا فعل الشعب -الذي يتباكى الآن على حال القضاء- في القاضي الذي يحكم في محاكمة القرن بمصر؟
قاضي محاكمة القرن يرتدي الزي الهندي الرسمي في إشاره إلى أن المحاكمه فيلم هندي- ثم أسمعهم يتباكون عن حال القضاء!
..........
نأتي إلى صلب المشكله
أمريكا هي أكبر دوله في العالم، وفي هذا العالم (الفتوه) يفرض كلمته على الجميع
وأمريكا تفرض كلمتها على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع الهيئات الدوليه وحتى حلف شمال الأطلنطي
وما كان الناتو له أن يدخل إلى ليبيا ويتسبب في تغيير نظام معمر القذافي إلا بكلمه من أمريكا
فهون عليك ولا تأخذ الأمر على أنه إنتقاص من كرامة الوطن- السياسه ما هي إلا لعبة مصالح
هم لم يقوموا ببناء قاعدة أمريكية على الأراضي المصريه- ولا تنسى أننا تسببنا في فضحهم أمام العالم بكشفنا عن "جواسيس" لهم (وعليك الإعتراف بهذا حتى لو كنت تكره المجلس العسكري)
وبعد الكشف لم يعد هناك أي حاجه إلى الإمساك بهم في ظل وجود (نيه) لتعطيل المصالح المصرية لديهم
فتم عمل نظام (سيب وأنا أسيب) حتى يرتاح الجميع
فبعد مجموعة من اللقاءات ظهر وزير الخارجيه السعودي وقال أن السعودية ملزمه بمساعدة مصر (يقصد باقي مبلغ ال 4 مليار الذي وعدنا به خادم الحرمين) بالإضافة إلى اعتماد الكونجرس المعونات المصرية لعام 2013
بالإضافه إلى إعتماد قروض البنك الدولي والذي تسيطر عليه أمريكا
نحن في وقت لا كلمه تعلو فيه فوق كلمتي المال والسلطه وبهما تسير الأمور في هذا الكون
والكبير هو الذي يسيطر- في الماضي كان هناك أمريكا وروسيا- الآن لا يوجد سوى أمريكا
لم أقول لك أنبطح- لكن أعلم أن ظروفك هي التي تتحكم في قراراتك
وما كان لأي رئيس أو أي مسئول أن يملك إلا أن يفرج عن هؤلاء لو كان مكان المجلس العسكري
كان يمكن للمجلس العسكري -وبكل بساطه- أن يسجن هؤلاء ويحكم على كل واحد ب 20 سنه سجنا لكي يكون بطلا في نظر الشعب المصري (ولم يكن هذا أيضا ليرضي كثيرين لأنهم وقتها كانوا سيقولوا أن المجلس يريد دور البطوله فأخترع قصه وسجن أناس مظلومين ليضحك علينا- أنا أعلم أنه لا فائده)
لكنه بالفعل خاف على المعونات
وفي الوقت نفسه أخطأ خطأ واحد- انه أفرج عن الأمريكان ومازال المصريون في الحبس، إن كنت تريد أن تفرج فعليك الإفراج عن الجميع
لكني أعتقد أن هذا الأمر لن يطول
.....
من التعليقات الطريفه التي وجدتها اليوم على الفيس بوك

قول أحدهم: أنا فرحان جدا في المجلس العسكري لأنه فضحنا ونفسي أشوف من يؤيده ماذا سيقول الآن وبأي شيء سوف يبرر ما حدث
فرد عليه الآخر: لقد أخذوا الخازوق الكبير وشكلهم مكسوفين!

هذا يرى أن ما حدث "فضيحه" لكنه سعيد بها لأن من فعلها هو "المجلس العسكري" وكأنه لا ينتمي للجنسيه المصريه
والآخر مكسوف يواجهه ويناقشه في الأمر وكأننا في مباراة كرة قدم بين فريقين
واحد يحمل شعار "يسقط حكم العسكر" والآخر يرفع شعار "نعم للمجلس العسكري"!

الحمد لله أني توقفت عن النقاش على الفيس بوك