السبت، 18 أكتوبر 2014

1- ماذا تريد لمصر وماذا تريد من مصر؟

هذا هو أول سؤال يجب أن تتم الإجابه عليه
هل تريد لمصر أن تصبح مثل بلاد أوربا وعندها تقدم صناعي زراعي علمي؟
بالتأكيد نعم
لكن الأهم من هذا
هل يرضيك أن يأتي هذا التقدم على أيدي غير من تناصرهم؟
أرى أن هنا تتمثل الأزمه الكبرى لنا داخل مصر وداخل أي بلد عربي
أنت لك إنتماء حزبي
والإنتماء الحزبي والسياسي يجعلك تحارب من أجل الحزب لكي تصل إلى البرلمان أو كرسي الحكم أو تقوم بتشكيل الوزارة
ومن هنا فأنت تريد النجاح لنفسك
لكن الفرق بيننا وبين (اليهود مثلا) أنهم عندما يمسكون بزمام الأمور فإنهم يتعاونون جميعا من أجل إسرائيل الكبرى 
أما نحن فطالما أننا غير موجودين داخل موقع القياده -وفي الصف الأول- فكل شيء مباح لنا ويمكن لنا أن نتمنى أن نشاهد الخراب لمصر ورؤية البلد تغرق وتنهار لأن من هو موجود على رأس السلطه حاليا لا نحبه أو هو من الأعداء السياسيين لنا
نعم هذه حقيقه لا يمكن أن نهرب منها
فلا يمكن أن نتخيل أن هناك متصل بقناة الجزيرة يتمنى أن يتم إحتلال مصر من سيناء
ولا يوجد أي فرد ينتمي لحزب أو جماعة ولم تحدثه نفسه بأمنية خراب البلد وإنهيارها لأن من يحبه غير موجود بالحكم
ولا يمكن لك أن تعترض على هذا وتقول أنه إفتراء لأن هذا نشاهده يوميا من كثيرين 
أسلوب (النفسنه) موجود عند الكثيرين حتى داخل العمل، فكيف تتوقع أن يكون هناك صفاء نفسي وهناك البعض يحسد البعض الآخر على سفره إلى دوله أجنبيه أو أن هناك فتاه تحسد صديقتها لأن أتاها عريس أو أم غاضبه من جارتها لأن إبنها حصل على مجموع أعلى من ولدها في الثانوية العامه
 ومن هنا نحن نصل إلى نتيجه واضحه أمامنا جميعا دون عناء
أنا وأنت نريد الخير لمصر
لكن يجب أن يكون هذا الخير آتي على أيدي من أحبه وأفضله سياسيا
ولو أتى هذا الخير على أيدي أحدا آخر غير منتمي لي سياسيا سوف أحاربه حتى أجعله فاشل في نظر الناس وأقوم بتجنيد شباب خصيصا على الأنترنت لسبه وشتمه وإظهار البلد أنها في إنحدار وكل هذا لأنه لا ينتمي لحزبي
والعكس صحيح إن كان من أفضله موجودا على كرسي الحكم
يعني أنا أتمنى أن يفوز المنتخب المصري بكأس أفريقيا طالما أن أغلبية لاعبية من الأهلي
أما إن كان غالبية لاعبية من الزمالك فأنا أتمنى له الهزيمة 

هذا ما تعاملنا به من بعد 11 فبراير إلى يومنا هذا
وهذه حقيقه لا أدعي أنني أملكها وحدي
الكل يملكها لكن يأبى الكثيرين عرضها لأنها فاضحه

لهذا فنحن أمام أصعب نقطه للوصول إلى الحل

هذه النقطه هي ترك النفسنه والتعاون وتفضيل مصلحة الوطن على المصلحه الشخصيه
ومن هنا ينبغي علينا قبل الحديث في أي شيء أن نعرف ماذا نريد لمصر وماذا نريد من مصر
هل تريد أن تنهض بمصر عن طريق حكمها
أم تريد أن ينهض حزبك وجماعتك عن طريق حكم مصر؟ 
إذن الطريق لديك واضح
إما أن تختار الدوله وتتعاون مع الآخرين للنهوض بها وفي هذه الحاله سوف يكسب الجميع
وإما أن تحارب من أجل حزبك وجماعتك وتسب وتلعن في اليوم الذي ُخلقت فيه مصر وتتمنى أن يتم إحتلالها وخرابها لأنك لست على رأس السلطه 
وفي هذه الحاله لن تكسب شيء ولن تصل إلى أي شيء
الطريقان أمامك وعليك الإختيار