الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

2- سبب البحث عن التوافق . .

سوف يكون السؤال الآن:

 كيف نتصالح بعد كل ما حدث؟
أقول لك بأننا قاتلنا اليهود سنين طويله وفي النهاية تم فتح سفارة لهم داخل مصر ووصل الأمر بيننا إلى أن هناك تعاون تجاري وأمني ولم يرفضه أي أحد تولى الحكم حتى من كان يعترض على هذا وقتل السادات من أجل إتفاقية كامب ديفيد
وهناك الأوربيين الذين قاتلوا بعضهم البعض سنين طويله وقد قتلوا من بعضهم البعض عشرات الملايين
وفي النهايه وضعوا أيديهم في أيدي بعضهم وصنعوا أشياء مكتوب عليها: صنع في الإتحاد الأوربي وأصدروا عمله موحده، ليس هذا فقط، بل قاموا بالعمل مع بعضهم في الأبحاث وقاموا بعمل حلف الناتو وأصبحوا يدا واحده، حتى البلاد التي هي خارج الإتحاد ليس عندها مشاكل قتاليه مع جيرانها 
وفي جنوب أفريقيا التي كانت بها حرب مدمره بين ذوي البشرة البيضاء والسمراء أنتهى الأمر بينهما وأصبحوا حاليا من البلاد المتقدمه في هذا العالم
فكيف لنا نحن (مسلمين ومسيحيين) نرفض أن نضع أيدينا في أيدي إخواننا ونحن نملك كل نصوص الفضيله والوحده والتسامح داخل كتبنا الدينيه؟
لماذا ينجح الأوربيين بعد أن ُقتل منهم الملايين ونفشل نحن؟
إن الفشل في الوصول إلى الجلوس سويا يعتبر (عار) ما بعده عار
فألاحظ أن البعض يعتقد أن الجلوس لإيجاد حل هو قمة الإنهزامية وهذا أسمه (غباء)
الجلوس على مائدة واحده للتفاوض والوصول لإتفاق يحمي بلدنا لنعيش جميعا في امان ليس ُجبن أو خيانه أو ضعف بل هو يدل على القوه والرغبة في التماسك والتدين والأخلاق السمحه وحب البلد والتمسك بوحدتها 
لا يوجد أسهل من النفخ في النار وهو لن يكلفك شيء
لكن الصعب أن تأتي بطفاية حريق وتدفع ثمنها وتنقلها وتكشف عليها كل فتره لتكون جاهزة للسيطرة على الحرائق

هل هناك معوقات للوصول إلى التوافق؟

نعم هناك أمر واحد فقط هو الذي يحيل بينك وبين التوافق
هذا الأمر هو إعتقاد كل طرف أن الطرف الآخر يمد يده إليه لأنه خائف منه ويخشاه
ومن هنا ينبغي عليك إن تحدثت عن المصالحة أو التوافق أن تجنب الحديث عن أنك الأقوى
 فعلى من أنت تستقوى وتستعرض قوتك؟ على أهل بلدك؟ 
هل تتفاخر بأن أهل بلدك يخافون منك ولهذا يسعون إلى التصالح معك؟
من هنا يأتي الفشل قبل أن يبدأ الحوار
ولهذا نعود إلى النقطه السابقه وهي أن العمل كله لله ثم لمصر
وأنت عندما تتحدث فإن حديثك كله من أجل مصر وعملك كله من أجل مصر 
والوصول إلى توافق هو توافق من أجل مصر لا من أجل أن تقف وتقول أن فلان هو الذي سعى إلى أن يتصالح معي لأنه يخاف مني
إن إعتقادك أن هناك من يمد يده إليك ليتقي شرك وبطشك فيه إهانه لك لأنه يدل على سوء خلقك، فكيف تتفاخر بخلقك السييء؟