الجمعة، 22 يونيو 2012

إعلان دستوري من العسكري؟ . . . هجووووووم !

دائما ما نتظاهر ونقلب الدنيا دون ان نقرأ أو نبحث عن الأسباب والدوافع التي أدت إلى حدوث الموقف الذي نتظاهر من اجله، واحيانا ينتهز البعض فرصة أن المجلس العسكري يكون طرفا في أي موضوع ويكون ذلك سببا كافيا إلى الإعتراض والتظاهر وهذا على أعتبار أن أي قرار يصدره المجلس العسكري يكون على خطأ بينما أي كلام يقوله الثائر هو عين الصواب
تعال معي نرى مواد الإعلان الدستوري المكمل ونرى تحليل بسيط لما يجري على الساحه المصرية حاليا:

قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد الإطلاع على الإعلانين الدستوريين الصادرين في 13 فبراير 2011 و30 مارس 2011 ما يلي:
 
المادة الأولى:
يضاف إلى الإعلان الدستورى 7 مواد على النحو التالي: 

مادة 30 فقرة ثالثة: فإذا كان المجلس منحلا أدى الرئيس اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا.  

فهل أنت معترض على أن المجلس منحل أم معترض على أداء اليمين أمام المحكمه الدستوريه أم على الإثنان؟
بالنسبه لموضوع حل مجلس الشعب: قد تحدثنا فيه مسبقا وقلنا أن هذا كان خطأ قاتل للأحزاب وقد حذرهم المجلس العسكري من هذا الأمر، ولكن الطمع الشديد ورغبتهم في السيطره على كل مقاعد البرلمان، فما ذنب المجلس العسكري في هذا؟
قالوا أن المجلس العسكري هو الذي قام بحل مجلس الشعب على الرغم من أن القرار صادر من المحكمه الدستوريه
فقالوا أن القضاء "مسيس" من جانب المجلس العسكري !
المهم عندهم أن يكون المجلس العسكري قام بعمل مؤامره عليهم والسلام
أما بالنسبه لأداء القسم للرئيس الجديد- فما الذي يهمك في هذا؟
ما الذي يضرك من أداء اليمين أمام المحكمه الدستوريه؟
ما الضرر الواقع عليك من هذا الأمر؟
قال بعض المتفلسفين أن الرئيس عليه أداء اليمين أمام ميدان التحرير- وكأن مصر أصبحت هي الميدان كما يتوهم البعض، فخيال بعض الناس صور لهم أن مصر هي الفيس بوك وميدان التحرير، ومن هنا كان الغرور الشديد عند الكثيرين وقد تصوروا أن مصر هي رأيهم فقط، وتناسوا أن الفارق بين الأول والثاني في الإنتخابات ليس كبيرا، وأن هذا المرشح الذي يشتمون فيه ليل نهار ويقولون عنه قاتل وخائن قد انتخبه أكثر من 12 مليون بني آدم!

 مادة 53 مكرر: يختص المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتشكيل القائم وقت العمل بهذا الإعلان الدستورى بتقرير كل ما يتعلق بشئون القوات المسلحة وتعيين قادتها ومد خدمتهم، ويكون لرئيسه حتى إقرار الدستور الجديد جميع السلطات المقررة في القوانين واللوائح للقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع. 

سؤال واضح وصريح
كيف يقوم محمد مرسي -في حالة إعلان فوزه بالرئاسه- بتعيين قائد القوات الجويه وقائد القوات البحريه وقائد المدرعات وهو لا يعلم شيئا عن الجيش؟ ولو حدث خلاف بين محمد مرسي ورئيس الأركان مثلا- كيف يعزله من منصبه ويختار "أي واحد" أو "أي لواء والسلام"؟
ماذا يعرف رئيس الجمهوريه "المدني" عن القوات المسلحه وترقية المسئولين داخيها ومن يستحق مد خدمته من عدمه؟
ثم هل لاحظت جملة "ويكون لرئيسه حتى إقرار الدستور الجديد جميع السلطات المقرره للقائد العام للقوات المسلحه"  أي ان هذا الأمر سوف يكون مؤقتا حتى إقرار الدستور الجديد- ولو تم وضع هذا البند في الدستور الجديد ولم يعجبك فهناك إستفتاء من الشعب على الدستور هو الذي يقول كلمته- واغلب الظن أن هذه الماده لو وضعت في استفتاء بين الشعب سوف يوافقوا عليه، والناس في مصر بصفه عامه يثقون في الجيش ثقه عمياء عن أي أحدا آخر، ولكن الأخوه بتوع الميدان يتخيلون شيئا غير ذلك!

 مادة 53 مكرر 1: يعلن رئيس الجمهورية الحرب بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
 
وهذا لكي لا يأتي واحد "مجنون" يظل في السلطه 4 سنوات ويخربها ثم يترك الحكم
أو يأتي رئيس يعمل فيها عنتر زمانه ويورط مصر في أي مصيبه ثم يترك الحكم
وإذا كان رئيس الجمهوريه رجل مدني- فليس من حقه أن يعلن الحرب إلا بعد ان يأخذ مشورة القوات المسلحه
فالأمر ليس "بالدراع" كما يعتقد البعض، ولو هو رجل "بيفهم" لتجاوز عن هذا الشرط
فما الذي يغضبك في هذا الأمر؟ ما الذي يغضبك من موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحه على إعلان الحرب؟
وإذا لم يوافق المجلس العسكري على الحرب- فمن إذن الذي سيوافق؟
يجب أن تعلم أن قرار الحرب قرار خطير لا يتخذه أحدا بشكل منفرد - ولكن الواقع يقول أن هناك من يريد أن "يتحكم" في كل شيء حتى ولو كان خطأ!

 مادة 53 مكرر 2: يجوز لرئيس الجمهورية في حال حدوث اضطرابات داخل البلاد تستوجب تدخل القوات المسلحة وبعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة إصدار قرار باشتراك القوات المسلحة في مهام حفظ الأمن والمنشآت الحيوية بالدولة ويبين القانون سلطات القوات المسلحة ومهامها وحالات استخدام القوة والقبض والاحتجاز والاختصاص القضائي وحالات انتفاء المسئولية. 

في كل بلاد العالم يكون للقوات المسلحه الحق في حفظ النظام داخل الشارع في حالة حدوث إضطرابات- وهذه النقطه تحديدا في صالح رئيس الجمهوريه- وإلا- لنفترض مثلا أن وزارة الداخليه قامت بعمل إنقلاب على رئيس الجمهوريه او تم فتح الشجون وحدثت فوضى في البلد ثم ظهر الرئيس وطلب من القوات المسلحه النزول إلى الشوارع لحفظ النظام أو التعامل مع الخارجين على الشرعيه- فما الذي يغضبك في هذا؟
طيب لو الرئيس لا يريد ان تتدخل القوات المسلحه لحفظ المنشآت الحيويه في حاله حدوث فوضى- كيف سيقوم هو بحمايتها؟
لو حدث عليه إنقلاب من الداخليه أو حادثه مثل حادثة الأمن المركزي عام 1986- كيف سيتعامل الرئيس معها بدون الجيش؟
ثم الم تلاحظ في هذه الماده أول كلمتين منها "يجوز لرئيس الجمهوريه"؟
إذن هذه الماده في صالح الرئيس وليست ضده يا ساده

مادة 56 مكرر: يباشر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الاختصاصات المنصوص عليها في البند 1 من المادة 56 من الإعلان الدستورى لحين انتخاب مجلس شعب جديد ومباشرته اختصاصاته

بالتأكيد لم تلاحظ جملة "لحين إنتخاب مجلس الشعب الجديد ومباشرة اختصاصاته" !
أي أن الإختصاصات المنصوص عليها في البند رقم 1 مؤقته- لكن مين يسمع؟

 مادة 60 مكرر: إذا قام مانع يحول دون استكمال الجمعية التأسيسية لعملها يشكل المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال أسبوع جمعية تأسيسية جديدة تمثل أطياف المجتمع لإعداد مشروع الدستور الجديد خلال 3 أشهر من تاريخ تشكيلها ويعرض مشروع الدستور على الشعب لاستفتائه في شأنه خلال 15 يوما من تاريخ الانتهاء من إعداده، وتبدأ إجراءات الانتخابات التشريعية خلال شهر من تاريخ إعلان موافقة الشعب على الدستور الجديد

 سوف أسأل من يطلقون على أنفسهم "قوى سياسيه" سؤال واحد بعد إعتراضهم على هذه الماده
هل نجحتم في عمل جمعيه تأسيسية لوضع الدستور؟
كم مرة فشلتم في عملها؟ 
كم مرة أختلفتم وكم فصيل سياسي إنسحب منها للإعتراض؟
فإذا كنتم يا "نخبه" فاشلين بهذا الشكل وفشلتم لشهور في عملها- فلماذا تعترضون الآن؟ 

 مادة 60 مكرر 1: إذا رأى رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو رئيس مجلس الوزراء أو المجلس الأعلى للهيئات القضائية أو خمس عدد أعضاء الجمعية التأسيسية أن مشروع الدستور يتضمن نصا أو أكثر يتعارض مع أهداف الثورة ومبادئها الأساسية التي تتحقق بها المصالح العليا للبلاد أو مع ما توافر من مبادئ للدساتير المصرية السابقة، فلأى منهم أن يطلب من الجمعية التأسيسية إعادة النظر في هذه النصوص خلال 15 يوما، فإذا أصرت الجمعية على رأيها كان لأى منهم عرض الأمر على المحكمة الدستورية العليا، وتصدر المحكمة قرارها ملزما للجميع خلال 7 أيام من تاريخ عرض الأمر عليها

يعني لو اعترضت على شيء فهناك طريق لتعديل الشيء الذي تعترض عليه
فما المشكله إذن؟
_____________

هذا هو الإعلان الدستوري المكمل الذي خربوا دماغنا به طيلة الأيام الماضيه والذي يقف من اجله عشرات الآلاف في ميدان التحرير الآن والذي حضر من اجله أناس عبر المحافظات لكي يتظاهروا !
وأقسم بالله العظيم ان هناك ممن يقفون بالميدان من لم يقرأ هذا الإعلان أبدا ولا يعرف عنه شيئا- بل أنا متأكد ان معظم من هو موجود في ميدان التحرير الآن لا يعرف عن هذا الإعلان اي شيء، فقط هو سمع ان هناك تقليص لصلاحيات الرئيس ولم يشاهد شيئا في هذا الإعلان، ولا يعرف أن سلطات المجلس العسكري في التشريع سوف تكون موجوده حتى عمل مجلس الشعب لأن رئيس الجمهوريه أصلا لا يحق له إصدار قوانين يا ساده يا كرام
وهذه هي مصيبتنا
نحن لا نبحث عن الحقيقه ولكننا أسرى في أيدي "الكلامنجيه" ونثقتنا في بعض البشر جعلتهم يحركونا كالعرائس من أجل الوصول إلى مصالحهم في النهايه
إن ما يحدث حاليا لهو صورة من صور "الجهل المطلق" الذي نعيش فيه
الإعلان الدستوري المكمل امام عينيك
لكن أنا أعلم ما يريده البعض وخاصة جماعة الإخوان المسلمين
إن الأمر لا علاقه له بالتشريع لحين إنتخاب مجلس الشعب او ترقية قيادات الجيش ومد خدمتهم أو ميزانية وزارة الدفاع، فهذه امور لا يهتم بها أي احد في الشارع المصري ولا يسأل أحدا عنها 
فلن نموت إذا قام وزير الدفاع بترقية اللواءات وتصعيدهم في المناصب
ولن ُنقتل لو احتفظ العسكري بالتشريع لحين انتخاب مجلس الشعب
لكن . . 
هم يريدون ان يتحكموا في القوات المسلحه
 ويريدون أن يضعوا طنطاوي في السجن ومعه جميع قادة المجلس العسكري وإعتراضهم الأساسي على هذا الإعلان ومعهم بعض التيارات السياسيه -التي لا علاقه لها بالشعب- هدفه الأساسي ان يكون للرئيس المدني كلمته العليا على المجلس العسكري ثم بعد ان يتسلم الرئيس منصبه يقوم بفتح قضيه من قضايا الفوضى (مثل احداث ماسبيرو) ويقوم بوضع طنطاوي وكل اعضاء المجلس العسكري في السجن على أساس أنهم "المسئولين" ولم يمنعوا القتل مثلما حدث مع مبارك
هذه هي القضيه الأساسيه- الإنتقام ولا شيء غير الإنتقام
والتحكم في كل شيء بالبلد ولا شيء سوى ذلك- ولهذا تجد البعض يحارب من أجل الوصول إلى هذا المشروع الكبير وهو ان يضع يده على الجيش المصري
فمن يضع يده على الجيش سوف يكون قد ملك كل شيء على هذا البلد
لكن نحمد الله أن الدستور لن يتم إعتماده إلا بعد إستفتاء من الشعب المصري
وأنا على ثقه أن الشعب يفضل أن يكون للجيش وضع خاص داخل البلد 
 ونداء أخير إلى الأخ مرسي وقادة الإخوان المسلمين
اعلم ان لديكم مشروعا للنهضه تريدون تطبيقه في حالة الإعلان الرسمي عن فوز مرسي
هذا المشروع يمكن ان تطبقه على التعليم والصحه والصناعه والزراعه والإقتصاد
أرجوك ابتعد بمشروع نهضتك عن الجيش
فالمجال امامك كبير لتحقيق النهضه- ونهضة التعليم والصحه والزراعه عند المواطن المصري العادي أهم بكثير من تطبيق مشروعك على الجيش المصري
 ولله الحمد جيشنا له ترتيب على العالم، وأنت أمامك الملعب واسع، لا ينبغي عليك ان تأتي لنقطه "الجيش" وتقف عندها وتبين للناس أن هذه هي التي سوف تصيبك بالعجز في تحقيق مشروعك لأن هذا ليس حقيقي!