الاثنين، 29 أكتوبر 2012

بتاع الدنيا وبتاع الدين

السؤال الهام الذي أريد أن أطرحه
من الذي أفهم بعض الناس أن من لا ينتمي للإخوان أو السلفيين أو أتباع الشيخ حازم أبو إسماعيل وحركة "لازم حازم" يصبح علمانيا؟
من الذي أفهم هؤلاء أن الإسلام هو أن تخرج أمام الناس وتعلن أنك إما إخواني أو سلفي أو مؤيد لأبو إسماعيل؟
هل من الضروري أن أنتمي إلى الحرية والعدالة أو النور حتى أصبح مسلما؟
هل غريب ان تشاهدوا مسلما ليس له أي إتجاه معكم؟ 
معلومة جديده ربما لم تكن قد وصلت إلى هؤلاء
هناك مسلمين آخرين يعيشون على الأراضي المصرية لا إنتماء لهم لا إلى الإخوان أو السلفيين أو حازم ابو إسماعيل
هؤلاء مثل هذا الرجل
 هذا الرجل لم يكن يعلق صورة حسن البنا داخل بيته- ولم يتخذ من أقوال حسن البنا مصدرا لهداية البشر ويزكيها على كلام سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -كما يفعل البعض وأنتم تعلمون هذا جيدا- ويضع نصائحه وفضائله وأقواله في كل مكان
ولم يكن يقول عن نفسه أنه سلفي- وأعتقد أيضا أنه لم يلحق بحملة "لازم حازم"
فماذا عنه؟
هل هو علماني؟
إنه فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي يا ساده
هناك مسلمون لا ينتمون إلى تنظيم الإخوان أو غير الإخوان ويريدون تطبيق شرع الله لكنهم يرفضون أساليب بعض الجماعات (السياسية) وطريقة أدائهم وفكرهم
فليس معنى انك تظهر وتقول أن القرآن دستورك أني اصدقك وأشهد أنك من الصالحين ويجب على الجميع ان يتبعوك وتكون أنت القائد والآخرين تابعين لك ومن لا يتبعك يكون كارها لدين الله ومحاربا لشرع الله  
إن أردت أن تكون (إخواني) فأنت حر- أردت ان تكون (سلفي) أنت حر
أردت ان تكون (حازمون) أنت حر- أردت أن تكون (جماعات) أنت حر
وأنا أيضا حر في أن أكون مسلما ولا انتمي إلى اي جماعة او حزب تنتمي إليه   
 عندما تتحدثون عن أمر الدستور والخلافات السياسيه فلا يوجد أي داعي لإطلاق لفظ "علماني" على من يخالفكم
نلاحظ هذه الأيام أن هناك أناس بمجرد أن تختلف معهم فيقولوا لك أنك "علماني" ثم يحدثك بقوله "ستظل إسلامية"وكأنه يغيظك بأن مصر ستكون "إسلامية"!
فهل نحن كنا نعيش في بلدا كافرا حتى تقول لي ان مصر "ستكون إسلامية"؟
إنها مصر بلد الأزهر
فلا يوجد أي داعي للمتاجرة بهوية مصر التي ظلت إسلامية وستظل كذلك إلى الأبد وهذا أمر منتهي تماما وغير قابل للنقاش
فنداء إلى السياسيين
رجاءا لا تتحدثوا بإسم الإسلام في صراعاتكم السياسيه 
وللطرف الآخر- لا تهاجموا بعض المظاهر الدينية وتقعوا في الخطأ الكبير لتنتقموا ممن تحاربوه سياسيا 
فنحن نعلم ان هدفكم جميعا -بلا إستثناء- هو كيفية السيطرة على أركان الدوله من رئاسة جمهورية ومجلسي شعب وشورى وجيش وشرطة ومؤسسات حكومية مع ضرورة نشر الطائفية الحزبية والمذهبية بين أبناء الشعب المصري وكيفية جذب المصريين إلى هذه الأحزاب والجماعات حتى يكونوا سندا وعونا لكم في أي إنتخابات تتم داخل مصر مما يؤدي إلى ضمان السيطرة لسنوات قادمة على مقاليد الأمور داخل البلاد
يعني كل طائفة تحاول تسيطر على الناس بطريقتها حتى تفوز في النهاية بكل شيء
فهناك من لعب على وتر (الدين) وإظهار الطرف الذي يصارعه على المناصب أنه ملحد وعلماني ليحشد الناس إليه
 والطرف الآخر أدعى التقدم والتطور وأظهر المشايخ والمنتقبات وغيرهم -ممن لا علاقة لهم بهذا الأمر- بمظهر سييء حتى يكره الناس الطرف الذي ُيسوّق لنفسه سياسيا أنه (بتاع دين)
وهذا ما دفع البعض إلى أن يقولوا أنتخب فلان لأنه (بتاع دين)
أو أنتخب فلان لأنه (بتاع علم وتقدم وتطور)
ومن هنا كان الصراع بين الإثنان
 فقال (بتاع الدين) عن (بتاع الدنيا) أنه فاسد ومنحل ويريد نشر الضلال
وقال (بتاع الدنيا) على (بتاع الدين) أنه يريد أن يعود بنا إلى العصور الوسطى
فتم وصف "بتاع الدين" أنه (إسلامي)
وتم وصف (بتاع الدنيا) أنه (علماني)
وأمتد الصراع إلى الفضائيات، فأصبح من يكره سياسي (بتاع دين) يشتمه داخل برنامجه- ويرد عليه الشيخ المساند لهذا السياسي داخل الفضائية الدينية
وتحول الإعلام إلى وصلات للردح بين الطرفين بشكل شبه يومي حتى طالت الشتائم مشايخ أفاضل لم يتحدثوا في هذه الأمور أصلا ولم يهاجموا أحدا مطلقا

والمصيبة أنت تنظر إلى هذه الأحزاب وحالها وترى العجب
 لا (الإسلامي) عارف يبقى بتاع دين ولا (العلماني) عارف يبقى بتاع دنيا !  

فمع وجود (بتاع الدين) أنتشر الإنحلال الأخلاقي في المجتمع
ومع وجود (بتاع الدنيا والعلم) اصبحنا في الصفوف الأولى من البلاد المتأخره في هذا العالم وأنتشر الجهل والتخلف بالإضافة إلى جهل المعاملات
وكانت النتيجة أنك لا أنت نافع في دين ولا دنيا
لا يوجد أحدا منهم قام بدوره في المجتمع، لكنهم أتفقوا -فكريا- على شيء واحد، وهو كيفية التخطيط من أجل خداع الناس والضحك عليهم للوصول إلى المصلحه الكبرى وهي السيطرة على هذا البلد
ولك الله يا مصر