الجمعة، 19 أبريل 2013

نعم نحن في محنه

لا تستغرب من تصريح حازم صلاح أبو إسماعيل عن أنه لا توجد أدنى مشكلة في أن يموت الآلاف من اجل المشروع الإسلامي (وأساسا لا يوجد شيء اسمه مشروع إسلامي ولا مشروع نهضه)
فهذا الرجل معتاد على فعل شيء محدد، وهو أن يقوم بتحريض أنصاره على انزول إلى الشارع ثم يذهب ويجلس في بيته وإن حدثت مصيبه وتم إتهامه بها ظهر على الفضائيات وقال "مش انا- هؤلاء لا أعرفهم وليسوا تابعين لي"
ولهذا تجده لا مانع عنده من أن يموت الآلاف ليس في سبيل تحقيق المشروع الوهمي المسمى بالمشروع الإسلامي، ولكن في سبيل أن يظهر هو على الساحة ويأمر فيطاع أمره ويكون صاحب منصب كبير في هذا البلد، فيبدو أنه لا يكتفي بأنه أصبح الآن واحد من مراكز القوى التي لا يستطيع الحزب الفاشل الذي يحكم مصر أن يدينهم في أي شيء لأنه يساعدهم وقت المظاهرات بالحشد من المحافظات للتظاهر في الأماكن التي يريدون أن يهاجموها
ولو أن هذا البلد به عدل لكان هذا الرجل داخل السجن الآن على أفعاله المؤذيه في حق هذا الوطن
لكننا في بلد يحكمها الإخوان المسلمون
وفي بلد يحكمها الإخوان المسلمون يمكن أن يتم الإمساك بأي أحد يحاصر المؤسسات- لكننا لا نستطيع أن نفعل شيئا مع حازم أبو إسماعيل وألتراس الأهلي
ولهذا تجدهم حريصون كل الحرص على تغيير آلاف القضاه الذين لا يسيرون على هواهم، حتى إذا أتى صف القضاه الذين يتماشون مع الهوى (مثل حركة قضاه من أجل مصر) تركوا أمثال هذا الأحمق المدعو أبو إسماعيل وغيره ممن يوالون الحزب الفاشل الحاكم لمصر يرتعون في البلد بأي طريقه ويفعلون ما يريدون في أي وقت
...
نحن في محنه كبيره
فلقد إبتلانا الله سبحانه وتعالى بمجموعة من البشر لا مانع عندهم من موت الالاف في سبيل أن يصلوا إلى هدفهم الكبير وهو كيفية السيطرة على هذا البلد، ويوم بعد يوم يتساقط قتلى وجرحى وتسيل الدماء في شوارع مص، وفي الوقت نفسه لا يوجد من يصلح أو ينظر إلى حال الدوله المصرية لا حزب حاكم ولا معارضه، الكل يضع أمام عينيه فقط الوصول إلى كرسي الحكم وكيفية السيطره على المناصب وهذا أثر على نفسية المصريين وجعلهم لا يطيقون أنفسهم لدرجة أنهم يتشاجرون مع بعضهم في المواصلات العامة يوميا
لكن هذا وضع طبيعي ونتيجة منطقيه لما تمر به مصر
فلقد كان هناك من يشكي الظلم في سنين سابقه وأصبح الآن يظلم
وكان هناك من يشكي المحسوبية في سنين سابقة وأصبح الآن يستخدمها
وكان هناك من ينتقد الفساد وأصبح الآن يفسد
والأصعب من ذلك ان تجد شخصا عاديا كان دائم إنتقاد أحوال بلده السيئه لكنه الآن أصبح ُيحلل المفاسد التي تحدث حوله ويلتمس الأعذار للمفسد والفاشل والإرهابي والضال والمضل لأنه يحب الحاكم وحزبه، فتحول من ثائر على الظلم إلى تابع عابد للصنم الذي صنعه من ذلك الحاكم أو السياسي وعنده إستعداد أن يقتل نفسه في سبيل نصرته وهو يرى الباطل بعينيه ويقول عنه أنه الحق حتى لا يُغضب ذلك الصنم أو يظهر أمامك بمظهر المهزوم
فماذا حدث لك يا من كنت تتحرى الحقيقه ولا يمكن أن يمر الظلم والفساد من أمامك للحظه، كيف تتنازل عن المباديء التي تربيت عليها من أجل أن تناصر 
 
ولهذا أستطيع أن أقول بكل أسف أن هؤلاء القوم أفسدوا أخلاقنا وتعبوا أعصابنا وزادوا من فرقتنا

ليس لها من دون الله كاشفه