الجمعة، 28 ديسمبر 2012

الفشل السياسي والهجوم على الإمارات

بعد أن نجحت جماعة الإخوان المسلمين في زراعة العداء والكراهية مع مختلف أطياف الشعب المصري، جاء الدور على صنع العداء مع بعض الأشقاء العرب ممن كانت لهم علاقات ممتازة مع مصر ايام نظام الرئيس السابق حسني مبارك، فهناك من يعتقد أنك عندما تخالف مبارك في كل أفعاله إذن أنت ثوري، فيجب أن تصاحب وتتودد إلى كل من كان يعادية نظام مبارك مثل "إيران" حتى لو كان مبارك على حق، ويجب أن تقوم بمعاداة كل من كان على علاقه حسنه مع مصر أثناء وجود مبارك مثل دولة الإمارات، المهم أن تكون شيئا مختلفا عن مبارك حتى تكون شيئا مختلفا في نظر الناس، إنه فكر متخلف وعقيم، لكنه فكر حكم الإخوان المسلمين في هذا الوطن
والمتابع لدولة الإمارات يجد انه لا تعادي أحدا على الإطلاق، بل أمتد خيرها إلى جميع جيرانها، وتلاحظ أن مصر كان لها خلافات في بعض الأوقات مع السعودية والكويت وليبيا والسودان، وأثناء هذه الخلافات كان هناك حربا كلامية على صفحات الجرائد، لكن لم يحدث هذا أبدا مع الإمارات، فلم يسبق لنا أن كانت علاقتنا سيئه معهم
وبعد الثورة المصرية أصبح هناك فكرا عند البعض بأنه يجب على بلاد الخليج العربي أن يقوموا بثورة على حكام بلادهم، وكأن كل البلاد يجب أن تسير على نهج تونس ومصر وليبيا، فإن كان هناك بلادا فتح الله عليهم ويعيشون عيشه هنيه بفضل من الله، فما الذي يدفعهم إلى أن يقوموا بثورة على حكام بلدهم؟
هل كل البلاد يجب أن يثوروا على حكام بلادهم؟
هو يعيش عيشه رغده وبلادهم لها تصنيف على العالم في مستويات دخل الأفراد، فلماذا تهاجمهم على عدم قيامهم بثورات؟
ولماذا تعيب عليهم وتتهمهم بأنهم ضعفاء؟ هل كل هذا لأنهم لم يقوموا  بثورة مثلك؟
وماذا فعلت أنت بعد ان قمت بثورة على حاكم بلدك؟ ماذا فعلت لبلدك من تقدم وإزدهار وإستقرار؟
هل مصر مستقرة ام انها -بفضل الغباء والصراعات- تعيش أياما أسوأ من أيام حسني مبارك؟
هل ليبيا تعيش أياما أسعد من أيام القذافي وقد أنتشرت الجماعات المسلحة هناك وأصبحت على وشك التفكك وإقامة ثلاث دول واحده في الشرق واخرى في الغرب وثالثه في الجنوب؟
هل عندك شك أن سوريا بعد رحيل بشار الأسد سوف تتحول إلى "عراق آخر"؟
أليست هذه هي الحقيقه أم انك ترى شيئا آخر؟
إن ما حدث في بلادنا ليس خطأ الثورة على الحاكم ولكنها أخطاء الإنقسام والفرقة والرغبة في تحقيق أهداف شخصيه وهذه الأمور هي ما دفعت بلاد الربيع العربي إلى الجحيم الذي نراه الآن حتى أصبح الناس يترحمون على أيام الطغاه لكي يتخلصوا من الأزمات المتتالية اليومية داخل بلادهم والصراعات التي تسببت في مقتل العشرات بشكل مستمر، والبسطاء كانوا ينتظرون من الثورات شيئا آخر، لكن النخب والأحزاب كان لهم هدفا آخر وهو عزل الحاكم من أجل السيطرة على الحكم فقط ويأتي الإصلاح في آخر تطلعات هؤلاء
وإن كانت بعض بلاد الخليج يلاحقون من يتآمر عليهم وعلى قلب نظام الحكم داخل بلادهم فهذا حقهم ولا يعيبهم في أي شيء ولا يحق لنا ان نعترض عليه لأنهم أحرار في أراضيهم
فليس من الضروري أن يحكم الإخوان المسلمين الإمارات والسعودية ويصبح "محمد بديع" مرشد الإخوان مثل الخميني وخامنئي بالنسبه للشيعة في كل انحاء العالم ويصبح المرشد في مصر هو "آية الله" بالنسبة لحاكم السعودية والإمارات والكويت حتى يكون هؤلاء جميعا (حلوين وطعمين) في نظرك!
.....
نعود إلى مشكلة الإمارات
الكل أغفل بداية الأزمة أو تناسوها عن عمد
 وبداية هذه الأزمة تسبب فيها هذا الرجل الأحمق المدعو محمود غزلان
البداية كانت عبارة عن خلاف بين الشيخ القرضاوي والإمارات وقد تبادل الإثنان التصريحات النارية في وسائل الإعلام المختلفه، فذهب الأخ غزلان لكي يساند الشيخ القرضاوي فقام بمهاجمة الإمارات من أجل سواد عيون الشيخ يوسف القرضاوي!
هذا الرجل الأحمق المدعو غزلان تسبب لنا في أزمة وادخلنا في مشكلة لم يكن لنا أي علاقة بها على الإطلاق، لكن من أجل عيون الشيخ القرضاوي الإخواني يمكن أن نسيء إلى علاقات ببلد مثل الإمارات حتى يرضى عنا القرضاوي وترضى عنا قطر
 ولك ان تلاحظ أنه عندما حدثت الأزمه بين مصر والسعودية أثناء قضية الجيزاوي ذهب إلى السعودية وفد من مصر ضم أغلب أطياف المجتمع المصري من رجال دين وفنانين وغيرهم من أجل إصلاح العلاقات، أما في حالة الإمارات فلم يسعى أحدا إلى إصلاح الأمور، بل على العكس، تنطلق يوميا التصريحات النارية من أجل إشعال المزيد من النار بين الطرفين
 وما كان للإمارات إلا أن أطلقت علينا "ضاحي خلفان" ليهاجم الإخوان بشكل شبه يومي، وبالطبع أصبح الهجوم على الإخوان هو هجوم على مصر نفسها
ثم تطور الأمر عندنا وأصبح الحديث عن أن (الإمارات تتآمر على مصر) هو الحديث الروتيني في تصريحات العريان القيادي بالحزب الحاكم
ثم ظهر أحد القادة في حزب الحرية والعدالة يتهم احد أفراد (آل نهيان) بالتخطيط مع أحمد شفيق من اجل إسقاط مصر وقال أن عنده (معلومات مؤكده)،
 هذا على الرغم من اننا داخل مصر لا يوجد لدينا معلومات عن أسباب إرتفاع سعر الدولار وإنخفاض الجنيه المصري في ظل الكلام المستمر للحكومة وأتباع الإخوان المسلمين بان كل شيء بمصر يسير للأفضل- لكن الدولار يرتفع ولا تعرف السبب!
 ولا يوجد لدينا معلومات عن "العملية نسر"، ولا يوجد لدينا معلومات عن أسباب عدم إمداد محطات الكهرباء بالغاز الطبيعي والذي توقف تصديره إلى إسرائيل منذ أكثر من سنه والذي كانوا يقولون أنه يتم تصديره بسعر بخس
الآن لا يوجد تصدير ولا يوجد ثمن الغاز ولا تعرف السبب!
 ولا نعرف أسباب أخذ قرارات للرئيس والعودة فيها بعدها بساعات
 ولا نعرف من قتل الثوار
ولا نعرف من قام بموقعة الجمل
 ولا نعرف من قتل معتصمي الإتحادية
 ولا نعرف من يحاصر مدينة الإنتاج الإعلامي ولا المحكمة الدستورية
عندك داخل بلدك مشاكل الدنيا والآخرة ولا تعرف عنها أي معلومات مؤكده ولكنك تعرف أن واحد من أسرة (آل نهيان) يتآمر علينا هو وأحمد شفيق!
لا تستغرب يا صديقي فإنه الفشل في كل شيء
ثم جاء الدور على هذا الرجل لكي يتكلم اليوم وقال ان الإمارات تتآمر علينا ولا حاجة لنا للأموال التي دفعتها الإمارات - 2 مليون دولار- تبرعا لحملة عمرو أديب
وكأن التبرعات الآتية من قطر أصبحت حلال أما التبرعات الآتية من الإمارات حرام
لا أدري كيف يفكر هؤلاء المجانين ولماذا يتسببون بفكرهم الضحل في المزيد من إفساد العلاقات مع البلاد العربية الأكثر صداقة لمصر
ولاحظ أن هذا الرجل أصبح الآن من نجوم المجتمع السياسي
وأظرف شيء موجود في الدستور المصري الجديد أنه قد قام بعمل عزل لأتباع الحزب الوطني عقابا لهم على إفسادهم في مصر
أما أمثال عاصم عبد الماجد فمن المسموح لهم ممارسة الحياه السياسية مع ان هذا الرجل هو أحد أبطال موقعة أسيوط عام 1981 بعد مقتل السادات بيومان حيث كان في الفريق الذي يضم عصام دربالة وناجح إبراهيم في إقتحام مديرية أمن أسيوط ومقتل 118 بسببهم
وإذا ذهبت إلى حزب البناء والتنمية سوف أغلب القيادات الموجوده هناك تم الحكم عليهم بالسجن 25 سنه وبعضهم أخذ أحكاما ب 55 سنه وحصل على عفو مؤخرا وآخرين تسببوا في إغتيال شخصيات سياسية
وقمة المسخرة أن تجد هؤلاء من حقهم ممارسة الحياه السياسية
أما أتباع الحزب الوطني فيجب عزلهم ولا يحق لهم ممارسة الحياه السياسيه عقابا لهم على ما فعلوه بالبلد
وإن كنت تريد أن تقوم بالعزل فيجب أن تعزل الجميع
فلا يمكن أن أجد (حسين الشميط) المتهم بمحاولة إغتيال مبارك في اديس بابا ثم هرب إلى إيران ولم يأتي إلا بعد الثورة ثم أسمح له بدخول إنتخابات مجلس الشعب
لكن ماذا نقول
نحن في زمن الباطل
أي مجرم أصبح نجما فوق العادة ويؤخذ برأيه في العلاقات الدوليه ويطالب بقطع العلاقات مع بلاد والإتصال ببلاد اخرى
بالفعل نحن في زمن ما يعلم به إلا ربنا
اما بالنسبة للإمارات فهي ليست في حاجة إلى التآمر عليك بسبب أنها تأوي أحمد شفيق، فنحن على علم تام بأن السعودية تأوي في أراضيها الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وزوجته، فهل السعودية تتآمر على تونس؟
وطالما أنك فاشل في إدارة البلاد ونحن في مصر نعرف تماما هذا الأمر، فلا داعي من ان تلقي بفشلك على الآخرين بهذا الشكل الذي يسيء إلينا
فالإمارات لم تتسبب في قطع الكهرباء عن القاهرة ولا قطع المياه عن السويس
أنظروا إلى مشاكل البلد وكفاكم الحديث عن المؤامرات وكفاكم فشل
فأنتم لم تفعلوا شيء إلى الآن سوى صنع العداء مع الداخل والخارج