قيادة السيارات في شوارع القاهرة تحتاج إلى "بهلوان" لكي يعرف كيف يتعامل مع سائقي الميكروباصات والتكاتك المنتشرين في كل مكان، ودايما ما تحدث مآسي ومشاجرات يوميه على أولوية المرور وفي بعض الأحيان يتسبب هذا الأمر في حادث "قتل"
وبالإضافة إلى أن الشوارع مكسره ومهلهله وتوجد حالة إستهزاء عامة بعسكري المرور وبعد إنكسار الشرطة في 28 يناير 2011 لم يعد في إمكان الضابط التعامل مع سائقي الميكروباصات في الشارع مثل زمان
فهذا السائق الذي تراه في منتهى الإجرام ما كان يستطيع ان ينطق بكلمه واحده أمام "أمين شرطة"، حيث كان هذا الأمين يقف داخل موقف ميكروباصات بالكامل ويقوم ب "ظبطه"، لكن الآن أنتهى هذا الأمر تماما وأصبحنا نعيش في زريبة
هذا بالإضافة إلى أن هناك مشاجرات يومية بين الجيران في بعض المناطق على أولوية ركن السياره، وهناك جيران قاموا برفع قضايا على بعضهم بسبب هذا الأمر، وهناك اماكن داخل القاهرة يصعب عليك أن تجد مكان تركن فيه سيارتك لو كنت في مشوار
وهناك طرق لابد وأنت تمر بها بشكل "يومي" ترى حادث أليم مما يجعلك تخاف أن تسير بسيارتك في هذا الطريق بشكل يومي لأنك في يوم من الأيام "هاتلبس في حاجه يعني هاتلبس في حاجه"
وكان من أعجب الحوادث التي شاهدتها في حياتي حادثتين، الأولى راح ضحيتها صديقي "جاسر" رحمه الله منذ ثلاث سنوات وكان يسير على طريق الواحات في أكتوبر وأصطدم بسيارة نقل وأخرجوا جثته بصعوبه بالغة من السيارة التي تحولت إلى قطعة من الحديد الخرده، أما الثانية فكان هذا الحادث وكان منذ خمس سنوات في شارع الميرغني كما ترى:
في الحقيقه وقف الناس أمام هذا المشهد وتعجبوا بشده- كيف يمكن لسيارة أن تصبح بهذا الشكل العجيب
فالسيارة تشعر وكأنه تم شقها بواسطة منشار
ومهما حاولت أن تتخيل الحادث، لا يمكن أن يأتي خيالك بهذه الصوره أبدا
ولهذا السبب لم تكن هناك أي مفاجأه من حادث مقتل الضباط والجنود اليوم بعد أن أصطدم الأتوبيس بمقطوره
فمن العاده أن المقطوره "بتتمرجح" وتضرب بنصفها الثاني من يسير خلفها
حادث مكرر وليس الأول ولن يكون الأخير- والضحية في النهاية هم الناس
فلو حسبت أعداد الناس الذين يقتلون في حوادث الطرق بمصر سنويا ستجدهم آلاف
ومثل هذه الحوادث تدل على بهدلة الدوله من جميع الجوانب
فلا توجد شرطة تضبط الطريق أو تحدد ميعاد لسير النقل الثقيل
وعسكري المرور يقف في الشارع غصبا عنه في الشمس الحارقة بدون مقابل لأنه يعمل بالسخره وينتظر إعانات أحيانا من أصحاب السيارات
ولا توجد وزارة أو هيئه تدرس أسباب هذه المصائب المتكرره وبشكل يومي وعلى طرق بعينها
وبعض سائقي النقل الثقيل من متعاطي المخدرات وبعضهم يعمل في ظروف لا آدمية تتطلب منه أن يبقى مستيقظا ثلاثة أو أربعة أيام متواصلة ولهذا تجده يسير بالترامادول
وعندما تحدث حادثه تصل عربة الإسعاف تصل إلى المصاب بعد أن يموت من النزيف
وأحيانا لا تستطيع عربة الإسعاف الوصول إلى المصاب لأن الطريق يكون مكدس بالسيارات التي تقف لتشاهد الحادث على جانبي الطريق
وفي النهاية من يموت يتم صرف عشرة آلاف جنيه لأهله كتعويض والمصاب يمكن أن يحصل على ألف جنيه
هذا هو ثمنك داخل الدوله التي تعيش فيها
عشرة آلاف جنيه وأحيانا خمسة آلاف جنيه
هذا هو ثمنك داخل الدوله التي تعيش فيها
عشرة آلاف جنيه وأحيانا خمسة آلاف جنيه
لو قمت بالتركيز في حادث مثل هذا لتجمعت لديك كل ادلة الفشل داخل الدوله ومن جميع المؤسسات والقائمين عليها بدءا من الوزير وإنتهاءا بمن يعطل الطريق ليشاهد الحادث ويقوم بتصويره بالمحمول لينشره بين أصحابه على الفيس بوك
والنتيجة الطبيعية أن الناس يموتون بسبب الإهمال المتكرر
فاليوم فقط مات 17 مصري في حادث على الطريق ويموت مثلهم يوميا في حوادث متفرقه
هؤلاء أولى بأن تحزن على حال البلد بسببهم وتسعى لإصلاحها
فأنت تريد القصاص ممن قام بقتل المتظاهرين وقمت بتحديد أفراد بعينهم
فماذا ستفعل في وفاة هؤلاء وقد تسبب في مقتلهم الوزير والمرور وسائق السيارة المبرشم وبتاع الإسعاف وأنا وانت عندما وقفنا في الطريق نشاهد الحادث ونصوره بالمحمول
لو ركزت في هذا الأمر لكانت النتيجة أنك ستقوم بإعدام البلد بأكملها
دائما ما أسمع: طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس
لكن هذا النداء لا أسمعه إلا في حالة قتل المتظاهرين الذين يقومون بالإعتداء على منشآت الدوله سواء وزارة داخلية أو حرس جمهوري أو وزارة دفاع أو تظاهره لبشر يقتلون بعضهم البعض من أجل حاكم فاشل ويريدون عودته لإكمال مسيرة الفشل
أمامك الآن دم رخيص يتكرر بشكل يومي
دم رخيص لأنه لم يجد من يدافع عنه سنين طويله ولم يجد من يهتم به
دمه رخيص لأنه كان ذاهب أو عائد من عمله الذي يتكسب منه أو كان يزور عائلته
وهذا دمه رخيص لأنه يقف أمام قسم شرطة أو كمين امني في العريش ويوميا يقتل ما بين واحد إلى ثلاثه منهم، وتبحث عن من ينادي بحقوق الشهداء فتجده أمام هذا الخبر عامل فيها (عبده العبيط)
أما من يموت بسبب الدفاع عن الفاشل السابق وحزبه الخائن الذي يعبث بسيناء فهو غالي لأننا ننتظر المزيد من القتلى إرضاءا لبعض المجرمين الذين ينتظرهم السجن أو بعض السياسيين الفشله كما حدث منذ اكثر من عام أمام وزارتي الداخلية والدفاع
فلا تبكي بعد الآن إن حدث لك مكروه في الطريق
فإن لم تموت في مظاهره فلن يسأل عنك أحد ولن يطالب أحد بحقك
دمه رخيص لأنه كان ذاهب أو عائد من عمله الذي يتكسب منه أو كان يزور عائلته
وهذا دمه رخيص لأنه يقف أمام قسم شرطة أو كمين امني في العريش ويوميا يقتل ما بين واحد إلى ثلاثه منهم، وتبحث عن من ينادي بحقوق الشهداء فتجده أمام هذا الخبر عامل فيها (عبده العبيط)
أما من يموت بسبب الدفاع عن الفاشل السابق وحزبه الخائن الذي يعبث بسيناء فهو غالي لأننا ننتظر المزيد من القتلى إرضاءا لبعض المجرمين الذين ينتظرهم السجن أو بعض السياسيين الفشله كما حدث منذ اكثر من عام أمام وزارتي الداخلية والدفاع
فلا تبكي بعد الآن إن حدث لك مكروه في الطريق
فإن لم تموت في مظاهره فلن يسأل عنك أحد ولن يطالب أحد بحقك