السبت، 7 سبتمبر 2013

مغرور بالتدين الكاذب

هناك طرق عديده لكي يغيظ البشر بعضهم البعض، فهناك من يتفاخر بأنه أغنى الأغنياء، وهناك من يتفاخر بأنه قوي، وهناك من يفتخر بوظيفته المرموقه، إلا الإخواني، فهو الإنسان الوحيد الذي عنده من الوهم ما يكفيه لإعتقاد أنه أفضل خلق الله تدينا وأخلاقا
ومن المفترض أن ترى لهذه الخلق ترجمة على أرض الواقع، لكن في الحقيقه التفاخر شيء وسلوكهم المشين شيئا آخر
وعندنا الآية الكريمة التي تقول: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [32: النجم]
وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن تزكية النفس لأن الإنسان لا يعلم مصيره بعد الموت هل هو في الجنه أم في النار، والإنسان المؤمن يعمل العمل الصالح ويخاف ان يرد هذا العمل عليه في الآخره، ولهذا فنحن دائمين القول: 
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
أما بالنسبة للإنسان الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين فهو غير ذلك تماما لأنه على يقين تام بأنه داخل الجنه، وهذا يظهر من قوله الدائم لمعارضية في الماضي: ربنا يحشرك مع البرادعي- ربنا يحشرك مع مبارك- ربنا يحشرك مع شفيق
والآن أصبح يقول لمعارضيه: اللهم أحشرهم مع السيسي يا رب العالمين
وهو يقول لك هذا في إشاره منه إليك انك داخل النار داخل النار
وبالطبع من يحكم على البشر بأنهم ذاهبون إلى النار بسبب مساندتهم لشخص ما سياسيا فبكل تأكيد هو يضع في حساباته أن مقعده في الجنه محجوز من الآن، وفي الحقيقه لا أدري من الذي أقنع الإخوان المسلمين أنهم في حالة أن يتم حشرهم يوم القيامة مع البلتاجي والعريان وصفوت حجازي وعاصم عبد الماجد فإن مصيرهم إلى الجنه
ولا أدري من أين لهم الثقه الكبرى في أنهم من أهل الجنه وأن الخصماء السياسيين لهم من أهل النار
ولا أدري كيف يقتنع شخص ما بأنه سوف يختصم معارضية السياسيين يوم القيامة أمام الله ويضع في حسابه أنني كمعارض له سوف أقف امام الله أبكي وأتوسل إليه أن يسامحني ليغفر الله لي خطيئتي بينما سيقف هو ينظر لي ويضحك ولن يسامحني وبالتالي فإن الله عز وجل لن يسامحني وسوف يقذف بي إلى جهنم بينما سينعم هو بالجنه ونعيمها مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمعارضين لما حدث في 30 يونيو الماضي!
إنك أمام أمراض نفسيه مستعصيه، لم أكن أتخيل أنني سأرى هذا العبث في يوم من الأيام، لكننا بالفعل في زمن العجائب
أن تجد رجل في منتهى السفالة وأخلاقه سيئه للغاية ويعامل الناس معاملة وقحة ويشتم هذا ويسب هذا ويساند إرهاب هذا ثم تجده يعتقد في قرارة نفسه أنه من أهل الجنه ويحكم عليك بأنك من أهل النار
ولهذا فلم أستغرب من رد فعل هذا المعلق لأنه أعتبر أن الجندي من المنتميين إلى الإخوان لأنه يمسك بكتاب الله في يده، فهو عنده إعتقاد أن كل من يمسك المصحف  تابع لجماعة الإخوان، وربما أعتقد انه لا يدخل المسجد إلا أتباع الإخوان، ولا يوجد أحد يصلي في الجيش المصري إلا كل من هو إخواني
هذا ليس نموذج فريد من البشر ولكنه نموذج شائع عند أتباع حسن البنا
لو كان المكتوب يمثل "حاله شاذه" ما نقلته، لكن المشكله أن هذا التصرف يمثل حاله عامة عندهم
وهذا يدل على ان هناك حالة من الغرور المصحوبة بالجنون في عقول هؤلاء البشر، هذه الحاله هي التي دفعتهم إلى ذكر (الحشر مع فلان) يوم القيامه عند حدوث خصومه سياسية 
وهي التي دفعت إلى إعتقادهم بأن يوم القيامه لهم وضع خاص غير باقي الخلائق قد يدفعهم إلى الإختصام معك ودخولك النار
ودفعتهم أيضا إلى الإعتقاد أن كل من يمسك المصحف فهو إخواني
وصل بهم الأمر على مواقع الأخبار إلى أنهم عندما يشاهدون واحد أسمه "محمد أو أحمد او مصطفى" يؤيد ما حدث في 30 يونيو يقولون له: خساره فيك إسمك، وهذا على أعتبار أنه طالما أسمه "محمد" فواجب عليه مساندة مرسي!
ألم أقول لك منذ شهور أن أزمة هؤلاء أنهم يعتقدون أن القرآن نزل على حسن البنا؟
وياليت الإدعاء بالتدين انعكس على أخلاقهم ومعاملاتهم مع الناس
لكن مع الأسف هم فقط أدعوا التدين وفي نفس الوقت لم نرى منهم إلا سوء الخلق
ولا يوجد في الدنيا أسوأ من الغرور
لكن أن تكون مغرور وبالكذب فهذا شيء كثير