الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

الحرس الجامعي المفترى عليه

(1)
منذ ثورة يناير وكان هناك إتجاه عند من يطلقون على أنفسهم "شباب الثورة" مخطط غير مقصود وناتج عن جهل بتفريغ كل الأماكن من الأمن، فكانت الدعوه إلى إلغاء الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية وكأن الضابط الواقف على باب الجامعة ومجموعة العساكر الموجودين معه يؤثرون على نفسية الطالب ويجعلوه لا يستطيع تحصيل العلم من أعرق جامعات العالم داخل مصر

ومنذ أن قامت أزمة في وجود وزير التعليم العالي فيما يتعلق بالضبطية القضائية لموظفي الجامعة إلى أن أقسم أنه لا يعلم عنها شيئا وتعالت الهتافات داخل المدرج تجاه هذه الضبطية من طلاب الجامعه، وأيا كانت النتيجة النهائية في هذا الموضوع أريد أن أتوجه بإستفسار إلى من يقوموا بعمل مزايدة على الحرس الجامعي بهذا الشكل الغريب:

 أولا: أنت كطالب جامعي دورك في الحياه بأكملها هو أن تنزل من بيتك صباحا وتركب المترو أو الأتوبيس لتصل إلى الجامعة وتدخل المدرج وتقوم بحضور المحاضرات وتحصيل العلم المقرر عليك في الكلية ثم تخرج بعد إنتهاء المحاضرات وتعود إلى بيتك، فما الذي يدفعك إلى الغضب من وجود ضابط بوليس على باب الجامعة؟

ثانيا: الجامعه يتجمع داخلها آلاف الطلاب يوميا، هل يصح أن نترك هذا التجمع بدون حراسه؟

ثالثا: إذا كان الأمن الجامعي لن يتدخل في إنتخابات إتحاد الطلاب، فما الذي تريده إذن ولماذا تحاربه؟

رابعا: أريد ان أتعرف على تقديرات الطلبة الذين كانوا يحتجون على وجود الحرس الجامعي أو الضبطية القضائية أو خرجوا في مظاهرات داخل الجامعه،
 فما هو تقديرك في المواد التي قمت بدراستها؟
 وما هي نسبة حضورك في الكلية؟ 
وماذا تفعل داخل الجامعه من الصباح للمساء؟
 وهل تذهب إلى الجامعة من أجل تحصيل العلم والإستفاده من الأساتذه أم أنك تذهب من أجل أن تتقابل مع الأصدقاء وتجلس على أرضية المترو أو الأتوبيس وتحضر دباديب حمراء في يوم عيد الحب وتأكل سندوتشات الشاورما ثم تعود إلى المنزل وتذهب آخر العام لتبحث عن الملخصات وتكون النتيجة أنك تنجح بالعافية؟
أنت طالب جامعه- وظيفتك انك طالب جامعه

ما علاقتك بالحرس الجامعي؟
وكيف تعترض على وجود ضابط على باب الجامعة وتقوم بعمل ثورة إعتراضا على الضبطية القضائية بينما لم نسمع لك صوتا في موضوع تطوير المناهج او الإمتحانات أو النهوض بالمستوى العلمي للجامعه؟
ما هو الأهم عندك- هل الضابط الواقف على باب الجامعة أم الشهاده التي تحملها؟
(2)

إن ما يحدث حاليا –وما كان يحدث من بعد ثورة يناير- لا هدف له سوى تفريغ الدوله من الأمن في مختلف الأماكن وإشاعة الفوضى داخل المجتمع المصري، وإن تكلمنا ظهر لنا فصيح اللسان وكأنه سعاد حسني في فيلم "خلي بالك من زوزو" وقال لك: أحنا الطلبه !

وإذا نظرت إلى أصحاب هذه الدعوات لوجدتهم أكثر الناس همجية داخل مصر، ولا أدري ما هو تعليقهم على ما كان يحدث العام الماضي من إنتشار المشاجرات بالسنج والمطاوي والمخدرات داخل الحرم الجامعي في مختلف الجامعات المصرية وكله بسبب عدم تواجد هذا الحرس الجامعي المغضوب عليه من بعض البشر الذين عندهم حساسيه عالية من البوليس فما أن يشاهدون رجل شرطة في أي مكان حتى تجدهم ينتقدون بدون سبب منطقي تماما كالذي يحارب الجيش في أي مكان ويتمنى أن تدخل إسرائيل الأراضي المصرية لكي ينتقم منهم ثم يدعي أنه رجل وطني ومتدين ويخاف على مصر!

مشكلة ثورة يناير الكبرى أنها تعاملت مع قطاع كبير من الشعب على أنه ملاك ولا يحتاج إلى رقيب، فكما كانت الدعوات إلى إحراق أقسام الشرطة حتى (نربي البوليس) أصبحت هناك دعوات إلى إبعاد الشرطة عن الجامعه حتى يستطيع كل همجي أن يفعل ما يشاء داخل الجامعه- وقد كان

يجب أن تعلم أن وجود البوليس داخل الجامعه ضروره، وإن كنت لا ترى هذا فأنت لا تعرف ما هي مصر

انظر إلى ما حدث العام الماضي من إنفلات داخل الجامعات نتيجة لعدم وجود الشرطه داخلها

الأمر ليس "منظره" أنك تخرج وتقول لا أريد الشرطة على باب الجامعه

فالهمج لا يمكن أن نتركهم لحالهم

ولو تركناهم لحالهم وأفتعلوا الأزمات سوف تعود وتقول: أين الأمن

تماما كما كنت تؤيد حرق أقسام البوليس في ثورة يناير وفي 30 يونيو، لكن بعد أن تسرق سيارتك أو يتم (تثبيتك) في الشارع بواسطة بلطجية سوف تقول: أين الأمن !
 
وعلى الرغم من مظاهر الهبل التي يمكن ان تراها من أنصار المعزول وما يفعلوه من حماقه داخل بعض الجامعات حاليا نتيجه للفراغ الكبير الذي يعاني منه طلبة الجامعات، إلا أن من يعطي الحلول للأزمات أصابه التخلف العقلي
فهذا أتجه لرفع قضيه من أجل عدم دخول أولاد الإخوان جامعة القاهرة
وهذا يثبت لك أن الفكر داخل مجتمعنا المصري فاشل بدرجة إمتياز
في مجمل الأمر من يخطيء يجب أن تتم معاقبته
أما أن يظهر أحد ويقوم برفع قضيه غبيه وتدل على جهله مثل هذا الذي نراه فهذا يثبت لك أن شعبنا لا يمكن أن يقيم حضاره أبدا لأن أسلوبه في حل القضايا والمشكلات التي يواجهها أسلوب متخلف
صحيح الإخوان يخططون لإفشال الجامعه للظهور أن البلد تحولت إلى فوضى بسبب عدم وجود مرسي، فهم أبعد ما يكونوا عن الوطنيه والشرف وحب مصر ولا يبغون إلا مصالحهم فقط ولتذهب مصر إلى الجحيم، فهم من صدر منهم تصريح " طز في مصر " ، لكن هذا ليس سببا في أن تتعامل بنفس طريقة الجهل والتخلف التي يتعامل بها الإخوان وترفع قضيه عبيطه مثل هذه القضيه
أول شيء يمكن أن يفكر فيه المصري هو أن يلغي جميع البشر ويعيش وحده داخل البلد
فالمسلم يريد أن يلغي المسيحي
والمسيحي يريد ان يلغي المسلم
والزملك يريد أن يلغي الأهلي
والحزب الوطني أراد أن يلغي الجميع فكانت نهايته
والإخوان كانوا الأكثر غباءا في تاريخ مصر لأن النماذج كانت واضحه أمام أعينهم وقريبه منهم زمنيا لكنهم كانوا أكثر جهلا وضلالا وسوءا للإداره من أي حاكم مر على مصر
والآن يظهر من يريد أن يمنع طلبه من دخول الجامعه بحجة أنهم إخوان
فدائما ما نختار في حل الأزمات أصعب الحلول وهو الإقصاء والإنفراد بكل شيء
هذا على الرغم من أن التفاهم يمكن ان يكون أقصر الطرق لحل الزمات
لكن كيف تتفاهم مع أحد طماع ويريد التحكم في كل شيء ويتلذذ بالسيطره على خلق الله؟
(3)
قلوبهم سوداء ويحسبون أنفسهم أتقياء وعند الله من المقربين
لا يتمنون إلا كل ما هو شر لبلدهم من أجل إثبات صحة وجهة نظرهم الفاسده في الأحداث الجارية
كانوا يعيبون على الإعلام ويتهموه بـ "المحرض والفاسد"  والآن يفعلون ما كان يفعل
لا يشعرون بأفعالهم ولا خطاياهم في حق أنفسهم وفي حق إخوانهم وبلدهم
صور لهم الشيطان أنهم أهل البر والتقوى وما سواهم حشر جهنم
أعاذنا الله منهم ومن شرورهم وحفظ الله مصر منهم