الأربعاء، 21 أغسطس 2013

تخاريف أردوغانية

(1)
 
الكلمة التي كانت تتردد بشكل دائم على لسان الإخوان بشأن الرئيس الراحل السادات والأسبق حسني مبارك أنهما "عملاء لأمريكا وإسرائيل"، وهذه "العماله" تسببت في مقتل الأول وكانت أحد أسباب قيام ثورة على الثاني، وعندما نرى الآن رد فعل أمريكا على عزل مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر وتقرأ تصريحات جون ماكين وبعض الدعوات التي تصدر في أمريكا لوقف المساعدات عن القاهرة يجب أن تسأل السؤال الهام
بأي شيء وعد هذا الرجل أمريكا جعلتهم يبكون الأطلال من أجل عودته إلى الحكم في مصر؟
كيف تدافع البلد التي أنتجت فيلما مسئيا لأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عن تيار إسلامي؟
كيف ترفع دولة راعية لأعداء الإسلام مثل الدنمارك المعونات عن مصر من أجل سواد عيون الإخوان المسلمين بينما لم تحرك ساكنا عندما تم الإعتداء على 61 كنيسه ما بين حرق وتخريب؟
بالنظر إلى ما يحدث في سيناء وبالنظر إلى إتفاق حماس مع اليهود الأخير والذي تم برعاية مرسي، فقد نص الإتفاق على وقف إسرائيل جميع العمليات العدائية ضد غزة برا وبحرا وجوا نظير أن تتوقف المقاومة في غزه تماما عن أي عمل عدائي ضد إسرائيل (وفي جميع الأحوال هي متوقفه منذ فتره طويله ولكن خالد مشعل وإسماعيل هنية وفوزي برهوم يجاهدون بالكوفية الفلسطينية في قناة الجزيرة) وهذا نظير فتح المعابر وعدم تقييد حركة السكان وغيره من الضمانات التي تقدمها إسرائيل إلى غزه
وكان راعي هذا الإتفاق هو محمد مرسي
وعلى الجانب الآخر- ترك محمد مرسي الحدود مفتوحه على البحري لتهريب البضائع المصرية إلى غزه من سولار وسيارات وبضائع مسروقة بمعاونة بدو سيناء، فكان هذا الأمر هو "عز الطلب"، فأنتعشت تجارة الأنفاق ونسى قادة حماس (الجهاد والمقاومة) وتفرغوا لبزنس الأنفاق الذي أصبح يأتي لهم بعائد كبير كل يوم عن طريق إستخدامه وتهريب المواد البترولية المسروقة من مصر وغيرها من السلع المختلفه وقد شاهدنا كيف تم صنع خزانات للوقود على الحدود بين مصر وغزه (بالطبع سوف يكذب هذا الكلام أي شخص منتمي إلى الإخوان فأي خطأ يصدر من ناحيتهم او أي نقد يتعرض له مرسي في نظرهم أفتراء عليه وعلى الجماعه أو أننا نسمع كلام الإعلام الفاسد ونردده، وهذا طبعا على أعتبار انني من المفترض أن أسمع كلامه هو لأنه الصادق الأمين)
إنه أراد أن يقدم خدمه لحلفائه في غزه على حساب مصر وأمنها، فكان مساهما في زيادة تجارة الأنفاق على حساب البلد التي يحكمها، وإن تكلمنا ظهر لنا (فصيح اللسان) وقال أن غزه ومصر شيء واحد وكأنه يريد تبرير ما يحدث (كعادة الإخوان) مما يجعلك تبتعد عن توجيه أي نقد لمرسي وجماعته
واضف إلى ذلك توطين الإرهاب في سيناء
وتتعجب كيف للإرهابيين الموجودين في سيناء لم يطلق أحدهم طلقة نار واحده تجاه إسرائيل أثناء حكم محمد مرسي، بل بالعكس، كانوا في وضع السكون التام ولم يفكر واحد فيهم أبدا في إلحاق الأذى باليهود عن طريق إطلاق الصواريخ عليهم من حدود سيناء مع إسرائيل 
ولم يفكر أي إرهابي فيهم في تفجير خط الغاز الواصل إلى الأردن إلا بعد أن ذهب محمد مرسي، ولم يفكروا في تكثيف الهجوم على الجيش المصري بسيناء إلى أن لقى 124 مجند وضابط مصرعهم على أيديهم إلا بعد ساعات قليله من عزل محمد مرسي عن الحكم، والآن أصبحت سيناء خارج السيطرة رسميا بعد رحيل محمد مرسي وأصبح الإرهاب فيها يمثل خطرا على دولة إسرائيل، ألم يكن وجود مرسي أفضل إذن؟
(2)
ماذا تريد أمريكا من الشرق الأوسط؟
أمريكا تريد بترول الخليج والسيطره عليه وهي بالفعل موجوده في قطر والكويت ولها قواعد في معظم بلاد الخليج- وتريد أيضا أمن إسرائيل، بإستثناء هذا فاليذهب الشرق الأوسط إلى الجحيم
وأمن إسرائيل كان متحقق بالفعل في وجود محمد مرسي
فقد حقق مرسي المطلوب منه وهو شل المقاومه (بشكل رسمي) وشغلهم بالأنفاق والبزنس الذي يأتي عن طريقها نظير أن تترك إسرائيل في حالها، هذا ما كانت تريده أمريكا، وحيث أن قيادات حركة حماس عباره عن مجموعة من الصيع والمرتزقة والمتاجرين بقضية المسلمين فهم لا يهمهم سوى مصالحهم ولا مانع عندهم من تنفيذ هذا الإتفاق والتخلي عن (المقاومة بالكلام) في سبيل أن تسير المصلحة وتنتعش حركة التجاره عن طريق الأنفاق وتصبح سيناء مرتعا للمجرمين ونغلق المعبر على المساكين نظير أن نصبح اكثر ثراءا من عمليات التهريب وخزانات الوقود الموجوده على الحدود، ثم يظهر أحدهم في الفضائيات ويقول أن هدفنا هو المقاومه، وهم أساسا شوية كلاب هدفهم هو الحصول على مكاسب على حساب القضيه ويتاجرون بها كما يتاجر إخوانهم بالدين داخل مصر، ولهذا تجدهم الان يبكون على الجماعه على الرغم من أنهم يعيشون في بلدا آخر، لكن غلق الأنفاق تسبب لهم في خسارة كبيرة من بعد محمد مرسي، ولهذا فلا مانع أبدا أن تجد مظاهرة تخرج في غزة من أجل مرسي
ولا عجب أن تجد أمريكا أيضا تبكي من أجله، فلم يتم إعلان الحرب علانية من جانب الإرهابيين في سيناء على اليهود إلا بعد رحيله، لكن مع وجوده كان الإرهاب مستسلم وضامن لوجوده في سيناء لعدم هجوم الجيش عليه وضامن أيضا لأمن إسرائيل وضامن أيضا لأمن محمد مرسي وجماعته حيث أعده مرسي خصيصا وأخرج الكثيرين منهم من السجون حتى يكونوا عونا للجماعه في أيام مثل هذه
ولهذا فمن المضحك أن تسمع الإخوان الآن يتهمون أحدا بالعمالة لأمريكا
 وتضحك أيضا عندما يصرح أردوغان بأن إسرائيل هي التي قادت ثورة 30 يونيو
فلماذا تغضب إسرائيل من مرسي وقد حقق لها أمنها وأبعد عنها (تهديد) حماس بشكل رسمي عن طريق الإتفاق الأخير؟
قد ضحك الإخوان على الناس لسنين طويله بما يفيد أن غيرهم عميل لأمريكا واليهود
أنظروا كيف دافع عنهم جون ماكين قال أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل
وإن أردت أن تعرف كيف يضحك أردوغان على العالم بهذا التصريح، أنظر إلى رد فعل امريكا على عزل الإخوان من حكم مصر وكيف أنهم في حالة ضيق شديد من هذا العزل ويريدون عودتهم للحكم مرة أخرى بالضغط على مصر بقطع المعونات والإيعاز بالتحاد الأوربي ان يفعل مثلهم من أجل سواد عيون الإخوان
فكيف بعد كل هذا تقول لي أن إسرائيل مؤيده لما حدث في 30 يونيو؟