السبت، 19 أكتوبر 2013

سيما أونطه

(1)
معظم الأفلام المصرية الأخيره يجب أن يكون بطلها في القصه واحد بلطجي وصايع وُيعجب بواحده (لمؤاخذه) ويترمي عليه شوية بنات ----- هايموتوا عليه وكأنه لا يوجد رجل غيره في الدنيا ويكون الفيلم مصحوبا بشوية رقص وبعض المشاهد الجنسيه التي عندما تشاهدهم فيها تشعر وكأنك تشاهد حيوانات ثم كام جمله شهيره ُتقال في الفيلم وينتهي الأمر عند هذا
ولكي يكون هناك بعض البهارات في الفيلم لابد وأن تكون هناك أغنية من عينة (أديك في الجركن تركن)
وتلاحظ أن أفلام الألماني- عبده موته- قلب الأسد- القشاش وغيرهم تقريبا كلهم نسخه واحده
القصص تدور حول الشخص الصايع البلطجي والراقصه اللولبيه والأغنية الشعبية
كل الأفلام أصبحت بهذا الشكل وتشعر وكأننا قد أفلسنا حتى في التأليف
فيتم تسخير الامكانيات المالية الكبيرة للفيلم في إنتاج هذا التخلف العقلي (المكرر) وكأنه أصبح مطلب جماهيري
لا أريد منك ان تنشر الإيجابيات لأن التضحيات والوفاء كانت فقط أيام حسين رياض ويوسف وهبي
لكن على الأقل لا تنشر الكوارث بين طلبة المدارس والشباب
فليس من الضروري أن تقوم بصرف ملايين على فيلم من اجل أن ُتظهر بلطجي وراقصة والتركيز بالكاميرا على مفاتن الأخت حورية فرغلي والحاجه صافيناز وتغيير الزيت اللي هايبقى في البيت
لكن يمكن أن تستغل الممثلين في إنتاج عمل سينمائي محترم يعيش عشرات السنين من خلال قصه عدله وأيضا سوف تحصل على المكاسب
وفي النهايه عندما يتحدث احدهم يقول لك أن هذه النماذج موجوده في الواقع 
نحن نعلم أن هذه النماذج موجوده في الواقع ونراها يوميا- فليس لي حاجه إلى أن أدخل السينما من أجل أن أراها مرة أخرى
أريد أن أرى (قصه) وليس بلطجي وعاهرة وأغنيه هابطه في كل فيلم
(2)
في الحقيقه أنا لا أشاهد إلا الأفلام الأبيض وأسود ونادرا ما أرى فيلم جديد
لكن ضاع من عمري ساعه ونصف أمام التليفزيون وانا أشاهد هذا الفيلم
الفيلم بالضبط قصته كانت كالآتي:
علا غانم متزوجه من أدوارد لكنها تريد أن (تنام) مع باسم سمره
وزوجها إدوارد ذهب لكي (ينام) مع السكرتيره الخاصه به 
وباسم سمرة لكي ينساها ذهب (لينام) مع ماريا
راندا البحيري متزوجة من أحمد عزمي ومشكلتها انها عندما (تنام) معه فإنه يريد أن يفعل معها كما يشاهد في الأفلام الإباحيه
مروى متزوجه من واحد معرفوش ومشكلتها انها عندما (تنام) معه هو بينبسط وهي لأ
ونتيجه لهذا ذهبت هي الأخرى لكي (تنام) مع واحد غير زوجها
والحقيقه كانت هناك مشكله أخرى رابعه في موضوع (النوم) لكني لا أتذكرها
فذهبوا جميعا إلى الطبيبه النفسيه (عبير صبري) لكي تعلمهم أزاي (يناموا
فأقنعت داليا البحيري أن تنفذ طلبات زوجها في السرير لكي تبسطه
وأقنعت علا غانم أن تكف عن تخيل باسم السمره وهي (نايمه) مع زوجها
وفي النهايه باسم سمره مات ولا أدري ما علاقة موته بالفيلم
المهم ان الفيلم كله بيدور حول (النوم) وكأن من قام بإنتاجه هو شركة تاكي
سيناريو هابط وحوار هابط وإخراج هابط ومستوى فني هابط
قد تقول لي أنني غير متخصص في السينما لكي أقوم بنقد عمل فني
لكن لا تنسى ان هذا العمل الفني يتم عرضه عليا لكي أقول رأيي فيه
وما يحدث في السينما منذ سنوات عباره عن فشل ُيضاف إلى سلسلة الفشل الموجوده في هذا البلد والتي تلاحق كل شيء
وقد قال المطرب الشعبي سعد الضغير منذ أيام أن "الجمهور عاوز كده"
للأسف هذه المقوله خاطئه لأن الجمهور "مش عاوز كده" لكن أنت لا تملك إلا عرض الخيبه على الجمهور، ولو كان لديك أفضل من هذا لقدمته وصنعت لنفسك تاريخ، لكن أنت خايب والمخرج خايب والمنتج خايب والمؤلف خايب
والنتيجه أنكم تلقون علينا بالزباله في كل عيد وفي كل موسم صيفي
قد تقول لي السؤال الشهير: وانت بتتفرج ليه؟
أرد عليك بأن مردود هذه الأفلام أراه في الشارع على طلبة المداس والجامعات وفي المعاملات اليوميه، فلا يخلو أي حوار يومي من ذكر مقتطفات من هذه الأفلام وأحيانا يتم إطلاق بعض الأسامي (المسخره) على العمال في المصانع ويصبح هذا هو لقبه إلى الأبد
فلم تعد السينما هي مرآة المجتمع، بل أصبح المجتمع هو المتأثر الأول بالسينما وما يحدث فيها من سفاله وقلة أدب
فالمجتمع ليس اوكا وأورتيجا وبلطجي وراقصه
المجتمع به مشاكل تصلح إلى أن تصنع منها مئات الأفلام والقصص دون أن تدخل في نفق البلطجه والراقصات الذي أصبح وسيله للكسب السريع 

وليس غريبا ان تغزو السينما الهنديه الخليج بعد أن كان الفيلم المصري هو متصدر المشهد
لكن الفيلم المصري أصبح تافه وخايب ولا يجذب إلا جمهور من عينة أطفال المدارس ومن يسيرون في الشوارع بمتوسيكلات بدون أرقام وكل ما يهمهم في الدنيا هو أن يقف خارج المدرسة ينتظر فتاه (يعلقها) أو يأخذ رقم المحمول الخاص بها، اما السينما الهندية فقد أصبحت عالمية، وأخرجت جيلا من الممثلين قام بغزو العالم وأصبحوا نجوما فوق العاده بدون خلع ملابس أو الكلام في النوم أو العلاقات الجنسيه أو أغاني هابطه
(3)
 هذه الأغنية كنت أسمعها في الشارع في كل مكان
لكني عندما شاهدته بعيني في التليفزيون أصابني الذهول
بالفعل هو جدير بالمشاهده
صحيح هو ضايع
لكن لو فاتك سوف تخسر الكثير
يكفي ان تعرف أن هذا موجود في الدنيا
ما ستراه في هذا الكليب ليس إسفاف ولكنه الضياع في أزهى صوره