الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

أسلوب مرفوض . .

من الصعب أن تعيش حياتك تدافع عن أشخاص وتقوم بالمتجيد فيهم ولا تدافع عن قضيه أو مبدأ
ونحن عشنا -ولازلنا نعيش- في ظل هذا الهراء
أناس يرفعون صور جمال عبد الناصر على الرغم من موته منذ أكثر من 40 عاما
وآخرين يرفعون صور حسن البنا على الرغم من موته من سنين طويله
وغيرهم اتخذ من محمد مرسي إله قام بعبادته وصنع له الأصنام حتى جعله يصلي إماما بالنبي وأعتبره المتحدث للدين الإسلامي وتوجيه النقد إليه من المحرمات ويجعلك تقع تحت طائلة المعذبين في نار جهنم
وكما فعل البعض مع أبو إسماعيل والبرادعي، لفت نظري اليوم ظهور هذا الخبر في أحد المواقع
 لا يمكن أن نعيش حياتنا كلها أسرى لبشر أحياء وأموات
لا يمكن أن تكون مهمتنا في الدنيا هو التهليل والتطبيل وعدم الموضوعيه
لا يمكن أن أكسر صنم يعبده الناس لكي أصنع صنما آخر يقدسه غيره
هذا الأسلوب خرب الدنيا داخل مصر من سنين طويله
فقد اخطأ جمال عبد الناصر أخطاء قاتله في حرب اليمن وسياساته الداخلية والخارجيه ولكن نتيجه لهذا الأسلوب لم يظهر أحد ويقول له "أنت مخطيء"، وكانت النتيجه أنه تمادى في الأخطاء حتى تعرضنا لهزيمة يونيو
وفريق الصحفيين والمنافقين أضاع حسني مبارك ولم يجرؤ أحد من المقربين منه على ذكر الأخطاء التي فعلها أثناء حكمه حتى ثار الناس عليه
أما أكثرهم غباءا وجهلا فكان محمد مرسي وأنصاره، فقد شاهدوا بأعينهم التاريخ وما حدث فيه، لكنهم قاموا بتكرار نفس الأسلوب، فكان يخطيء الخطأ تلو الآخر وكانوا يخرجون من أجل ان يقوموا بتبرير الأخطاء حتى أضاع البلد في سنه واحده وتسببوا في زرع الكراهيه بينهم وبين باقي أطياف الشعب المصري حتى تم عزلهم عن الحكم
والآن يرتكب الناس نفس الخطأ الذي لا يؤدي إلا إلى نفس النتيجه
تمجيد وتهليل وتلميع للقائد بشكل مبالغ فيه ووضعه في صفوف النبياء والمرسلين والمعصوم من الأخطاء
الآن لو ترشح السيسي لرئاسة الجمهورية وأخطأ في شيء فلن يقبل أنصاره توجيه النقد إليه وسوف نكون أمام جيل جديد من الإخوان المسلمين -لا أرجع الله أيامهم السوداء في حكم مصر- ولكن مع إختلاف الأسماء والأشكال
لا يمكن أن نقضي باقي حياتنا بهذا الشكل
نحن نعيش وكأننا نبحث عن المهدي المنتظر، ولأنه غير موجود على الأرض فقررنا أن نصنعه بأنفسنا حتى نلتف حوله
إن البحث عن زعيم قوي يقود الدوله ويقوم بحل مشاكلها -دون قلة أدب أو سفاله من أنصاره- على باقي الناس هو أمنية كل مصري
لكن عليه أن يعرف أنه إن أخطأ سوف تتم محاسبته ويتم توجيه النقد إليه
فنقد الحاكم ليس حراما، والحاكم ليس إله، والبشر يخطيء ويصيب، ولا يوجد أنبياء يعيشون بيننا
فلا تكرروا أخطاء من سبقوكم حتى لا تلقوا نفس مصيرهم
لا تصنعوا من البشر آلهه
لقد أكتوينا بالنار من هذا الأسلوب
أعلموا أن الحاكم أو المسئول (إنسان)
والوحيد الذي لا ينطق عن الهوى هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
كفى تقديسا للبشر
واعلموا أنهم يأكلون ويشربون ويتكاثرون مثل باقي البني آدمين
وأننا جميعا سوف نقف أمام رب العالمين للحساب
ولا يوجد أحد معه مفاتيح الجنه والنار كما كان يعتقد البعض وأخذوا يتحدثون عن يوم الحساب ويصفون معارضيهم بأنهم حشر جهنم وكأن كل واحد فيهم لا يفصله عن الجنه إلا الموت
كفى متاجره بدين الله وكفى إظهار صفات حسنه دون رؤية عمل واضح
...
الصواب هو أنني بعد أن أتعامل معك وأرى حسن خلقك أقول للناس أنك رجل تقي
والخطأ أن تصف نفسك بأنك رجل البر والتقوى وتشكر في نفسك قبل أن أتعامل معك
والفضيحه والمأساه أن أتعامل معك وأرى منك سوء الخلق وقلة الأدب والكبر والغرور والغباء، ومع افعالك المخزيه في حق نفسك وإخوانك وبلدك تحدثك نفسك بأنك رجل البر والتقوى وأنك من ورثة جنة النعيم