الثلاثاء، 18 فبراير 2014

تخيل هذا حدث عندنا . . !

تعاني ولايتي نيو ساوث ويلز و كوينزلاند في أستراليا من الجفاف
فذهب رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت لتفقد أحوال المزارعين المتضررين من الجفاف والإستماع إليهم لبحث الأزمه
وبمجرد وصوله هطلت الأمطار بشده
ومن شدة الأمطار في البلده التي كان بها وبلده أخرى كان ينوي زيارتها تم إلغاء الزياره
الملفت للنظر أنه لم نسمع أحد في أستراليا قال عن "توني بوت" أنه من الأولياء أو أنه رجل صاحب كرامات أو رجل مقرب من الله أو تم تشبيهه بالأنبياء أو ذهب بعض الأشخاص ليقولوا للعالم أن هذا الرجل مبروك ولا يجوز توجيه النقد إليه
هذا هو تصرف (الكفره) يا مسلمين مع الحدث 
(الكفره) يعملون ومع عملهم يعلمون أن كل شيء بيد الله وكل شيء له سبب علمي ولهذا لم ولن يقوموا بتمجيد أشخاص
(الكفره) يأخذون بالأسباب ولا يتواكل أحدهم على الخزعبلات والتفسيرات المتخلفه والمتعلقه ببركات الأصنام الذين نعبدهم في بلادنا العربية من دون الله وننسب لهم الفضل في أي خير يأتي بلادنا دون النظر إلى (الأسباب) 
(الكفره) لا يصفون رجل بأنه (مبروك) وأنه المتسبب الأول والأخير في صناعة الخير للدوله
الآن لك أن تتخيل لو أن هذا الموقف حدث مع أحد المسئولين في بلادنا العربية أو تتخيل أننا هنا في مصر كنا نعاني من ندرة الأمطار والجفاف وفجأه بعد أن دخل المسئول أو الرئيس البلده أو أمسك بالمنصب هطلت الأمطار ماذا سنقول عنه وبأي شيء سنصفه
بالتأكيد سوف نصنع له مقام ونقول أن الله قد سخر له الريح لتأتي وتذهب بأمره
وهذا قد حدث بالفعل من المجانين مؤخرا
فهذا يرى رؤيه بأن الفرج قادم على أيدي تابع له ليس لأنه أشتغل في البلد ولكن لأنه فقط (شاهد رؤيه) وأعتقد أن رؤيته كافيه إلى أن تجعل بلدنا مثل أمريكا التي تصنع الطائرات والصواريخ وعندها تقدم علمي رهيب في الزراعة جعلتها ترسل إلينا طعام مجاني وهي تقع في قاره تبعد عنا بآلاف الأميال
(الغرب الكافر) يستخدم التخطيط العلمي في كل شيء ثم يتوكل على الله ليرى النتيجه حتى في الرياضة

أما نحن في مصر عندما شاهدنا فريق الأهلي ينهزم المباراه تلو الأخرى بدلا من أن نعترف أن الأهلي يلعب بدون أبو تريكة ومحمد بركات وشريف عبد الفضيل ووليد سليمان وأحمد فتحي ووائل جمعه وعماد متعب وجدو ومحمد نجيب نقول أن الأهلي خسر بسبب أنه ظلم عبد الظاهر عندما رفع علامة رابعة في النهائي الأفريقي فحلت عليه اللعنه، وإن كان هذا هو المقياس، فبما تفسر تعرض اللاعبين العرب جميعا للهزيمة في جميع الألعاب في بطولات العالم والدورات الأوليمبية وهم يواجهون لاعبين يعبدون البقر والنار وملحدين وشواذ وغيرهم ونحن جميعا مسلمون ونصلي، وعندما نلعب أمام الكافر نخسر؟!
هذه هي طريقة تفكيرنا التي أذهبت بنا إلى الجحيم في جميع المجالات
بشرا ينتظرون المدد من الله وهم جالسون في منازلهم ولا يفعلون أي شيء في حياتهم ولكنهم في إنتظار صاحب الكرامات الولي التقي الذي يأتي الخير -فقط- على يديه ويظهر فلان ليقول أنه شاهده في الحلم وأن التقدم سيأتي لنا في منامات المجانين
وياليت من نتحدث عنهم أتقياء بالفعل، لكنهم بشرا يتصفون بالكذب والنداله والحقاره والإجرام ومع هذا نصنع منهم أولياء ونضعهم في صفوف الأنبياء والمرسلين لنقنع الناس أنهم على حق حتى وهم على باطل وأهل باطل ويدعون إلى باطل
والمصيبة أن هناك من يقول "هم لهم الدنيا ونحن لنا الآخره" ولا يدري أنه فاشل في الدنيا ويحاول أن يمني نفسه بأن الآخره له (بأخلاقه الوسخه) ليداري الفشل الذي وصل إليه في حياته علميا وثقافيا وإجتماعيا
أنت معك الدين لكي تملك الدنيا والآخره
لكنك تواكلت على الخزعبلات وأعتقدت أن نصر الله قادم وأنت قاعد على ----
فالنحمد الله أنه لم يحدث عندنا موقف مثل الذي حدث مع "توني بوت"
وإلا كنا عملنا مقام لسيدي الرئيس