الثلاثاء، 25 فبراير 2014

ربيع دوله كان أسمها ليبيا

ليست صدفة أن يتم مقتل سبعه من المصريين على الأراضي الليبية وجميعهم يحمل الديانة المسيحية
بل الشيء المؤكد أنهم ُقتلوا بسبب ديانتهم
وتكمن الصعوبة في ليبيا عند حدوث أي مشكلة أنك لا تدري إلى من تشتكي ومع من تتحدث عند حدوث أزمه كبرى
فمنذ رحيل القذافي عن حكم ليبيا ونحن لا ندري من الذي يحكمها وكيف تسير الدوله ومن له كلمه عليا هناك ومن هذا الذي يمكن أن تلجأ إليه في حالة حدوث مصيبه
لكن الشيء الوحيد الواضح في هذا البلد أنه لا توجد أي سيطره عليه ولكنه يعيش في فوضى عارمه منذ رحيل القذافي
فكل مدينه وكل قرية وكل عائله تفعل ما تشاء وكل البشر يحملون سلاح
عمليات القتل وقطع الطرق والتفجيرات تتم بشكل شبه يومي
هناك مشاكل مع مصر ومشاكل مع تونس ومشاكل داخل الدوله نفسها لن يتم حلها قريبا
إذن لا توجد بجوارنا دوله 
أنت تعيش في مكان جغرافيا كان يسمى "ليبيا" والأمر سينتهي بها إلى التقسيم لا محاله وسوف تصبح ليبيا ثلاث بلاد في المستقبل
البلد مفككه بشكل تام وأثر هذا التفكك على كمية النفط التي تنتجها، فأصبحت كمية النفط التي تخرج منها لا تتعدى نصف إنتاجها اليومي بسبب الأحداث الجارية والحروب الطاحنه المنتشره في هذا البلد
ودائما ما تجد إحتجاز للشاحنات على الحدود من جانب المسلحين مع إنتشار عمليات خطف من أجل المساومه على محتجزين داخل السجون المصرية أو الرغبة في تسليم أحد كان يعمل مع نظام القذافي وكل هذه العمليات مخططه من جانب مليشيات مسلحه تفعل هذا بدافع إما الإنتقام القبلي أو الرغبه في إستعادة أحد الأفراد المنتمين لهم والمحتجزين داخل مصر
نعرف طول عمرنا أن هناك دوله تقوم بالضغط على دوله
أما في ليبيا الآن فهناك مجرمين يضغطون على ليبيا نفسها وعلى بلاد مجاوره،
 فالدوله تعيش بلا شرطة أو جيش أو أي شيء ولا أحد ممن يطلقون على أنفسهم مسئولين أن يصدر أمر لأحد ولن يلتزم أحد بأي أمر لأن كل واحد يريد ان يفعل شيء داخل الدوله سوف يفعله
المجنون الطاغية قاتل شعبه
هذا الرجل كان يفهم الشعب الليبي وكان يفهم دولته أفضل من أي واحد فينا
هذا الرجل كان يعلم ما هي ليبيا وكيف يمكن التحكم في الناس داخلها
وما أن هبت رياح الربيع العربي على بلاده حتى تفككت وصارت خرابه بعد مرور ثلاث سنوات على رحيله
ومن هنا يجب أن نتعلم جميعا درس كبير نتغافل عنه عن عمد خشية أن نواجه أنفسنا بالحقيقه المؤلمه
ليس كل فرد يجب أن يأخذ حريته
فهناك صنف من البشر من مصلحته أن يعيش ( ُمسيطر عليه) بشكل شبه كامل لأن أي تصرف آخر معه غير ذلك سوف يؤذي نفسه ويؤذي غيره
وهذا ما حدث في ليبيا ومصر واليمن وتونس
المواطن في هذه البلاد أذى نفسه وأذى غيره عندما شعر بأنه حر
فالحريه عندنا معناها أن تفعل ما تشاء بلا حساب
ولهذا تجد من يكسر ويحرق داخل مصر يقولون عنه "رجل في زمن العبيد"
نفس الشيء موجود في ليبيا، من يحمل السلاح هو "الرجل" في نظر أنصاره
وكما تجد أنصار المجرم في ردود أفعالهم بمصر ستجدهم أيضا في ليبيا
أنت في مصر تقطع الطريق وتحرق وتقتل وتقول "الحريه مش ببلاش" وعندما يتم القبض على أحدهم ويقف في قفص الإتهام تصفه بـ "الأسد الذي يقف داخل القفص"
وفي ليبيا نفس الشيء، هذا قد قتل سبعة مصريون وهو أيضا في نظر أنصاره قد قام بعمل عظيم

هذه هي الحريات في بلاد الربيع العربي بعد الثورات المباركه
 
والمضحك أن الغربي يقول لك من سنين أنه سيفعل بك كذا وكذا ويضع لك التقسيم الجديد لبلدك مستقبلا وكيف سيكون حالك بعد سنوات لأنه يعلم ماذا سيفعل الجهله ببلادهم عندما يتوهمون أنهم حصلوا على الحريه 
فالغرب وضع الخطه لتقسيم البلاد العربية وكان على علم تام بنجاحها لأنه يعرف ما هو مفهوم الحريه عند الهمج