بعد أن ضربوه أمام مكتب الإرشاد وقالوا عنه أنه صايع وعلماني وبلطجي وقذر شاهدت الإخوان المسلمين يدافعون اليوم عن أحمد دومه ومعه أحمد ماهر بضراوه ويدعون إلى إسقاط النظام الجبار الذي يقوم بحبس النشطاء السياسيين والإفتراء عليهم، كما دعت إسراء عبد الفتاح إلى إسقاط النظام القائم حاليا يوم 25 يناير 2014 والخروج في مظاهرات من أجل الإطاحة بالنظام الحالي وقام الإخوان المسلمون بتأييدهم في ذلك الطلب ظنا منهم أن الحكم على هؤلاء المقاطيع سوف يكون داعما لهم في مواجهة باقي أطياف الشعب المصري الذي سوف ينزل للتصويت على الدستور ليكتب شهادة وفاتهم رسميا
لكن فات عليهم عدة نقاط
أولا: الأهداف بين مقاطيع ثورة 25 يناير وإخوان الشيطان متعارضة تماما وإن أتفق الإثنان في النزول
دومه وأخواته هدفهم هو إسقاط أي نظام والثورة ضد أي نظام والتنديد بأي نظام وإسقاط البلد في الفوضى الدائمة ومهاجمة وزارة الداخلية بشكل مستمر ورفع لافتة "يسقط حكم العسكر" في كل وقت والبحث عن (حق الشهداء) الذين قتلوا أمام أقسام الشرطة يوم 25 يناير بأي طريقه والتنديد بأي حكم قضائي يصدر على أي متهم سواء كان بلابراءه أو الإدانه للتنديد بالقضاء والقول المستمر بأنه يحتاج إلى تطهير، ولهذا فأي نظام سيأتي سوف يجد أمامه 6 إبريل وأسماء محفوظ وإسراء عبد الفتاح ينددون بالقمح والوقوف أمام الحريات والرغبة في التظاهر الدائم والغير مشروط وحرق أقسام الشرطة والإعتداء على منشآت الدوله ولو ردت الداخليه سوف تكون (بلطجية) ويؤيد أقوالهم الدكتور محمد البرادعي عبر تويتر وبعض الإعلاميين المحسوبين على هذا التيار المفضوح ثم الإشاده بألتراس الأهلي وألتراس باقي الأندية في أفعالهم الجمهية ضد الدوله في أي مكان سواء كان ملعب كرة قدم أو قطع خطوط المترو أو حرق مباني لمنشآت رياضية حكومية كما فعلوا أيام المعزول في إتحاد كرة القدم
ثانيا:
الإخواني لا يريد ثورة من أجل عمل مرحلة إنتقاليه وإنتخابات، لكنه يريد
الإطاحة بالنظام الحالي (هكذا يتصور) ثم يخرج مرسي من سجن برج العرب ويخرج
عصام الحداد والعريان والبلتاجي والشاطر، ثم يذهب مرسي للقصر الرئاسي
(ويقوم بحراسته الحرس الجمهوري) ويعود مجلس الشعب للإنعقاد ويأتي الكتاتني
ليكون رئيسا للمجلس ويعود مجلس الشورى أيضا للإنعقاد ويسقط العمل بدستور
2013 الذي سيكون قد تم الإستفتاء عليه والعوده بدستور 2012 الذي كان يجلس
فيه الإخوان وحدهم، ويعود كل وزير ومحافظ إخواني إلى منصبه وتتم الإطاحة
بكل المسئولين الحاليين والإتيان بأتباعهم مرة أخرى في كل مكان بالدوله ثم
الإطاحة بالفريق السيسي وإعدامة هو وجميع قادة المجلس العسكري الحالي ومعهم
شيخ الأزهر والشيخ ياسر برهامي ومجيء القرضاوي ليمسك الأزهر وإحضار قضاة
من أجل مصر للسيطرة على وزارة العدل وعودة النائب العام القديم والإنتقام
من السعودية والإمارات وقطع العلاقات معهم وعودة العلاقات الحميمه مع إيران
وقطر
هذا ما يريده الإخوان من 25 يناير القادم
ثالثا: يقولون "الشعب يريد إسقاط النظام"
لن أقول لك أن هؤلاء المقاطيع لا يمثلون الشعب
لكن السؤال الهام: أين هو النظام؟
هل تريد أن ُتسقط نظام به رئيس مؤقت؟
إذا كان هو رئيس (مؤقت) فكيف تريد الإطاحة به؟
إذن لنفترض أنه تمت الإطاحة بالرئيس عدلي منصور (الذي يسانده الجيش)
وبالطبع بعد الإطاحة بالرئيس المؤقت يجب أن تأتي برئيس مؤقت يقود المرحلة الإنتقالية الجديده والتي سيكون بها بالطبع دستور جديد وخارطة طريق جديده
إذن كيف ُتسقط رئيس مؤقت ومرحلة إنتقالية لكي تأتي برئيس مؤقت أو مجلس رئاسي كما كان يحلم البرادعي ومرحلة إنتقالية جديده وتظل تبحث عن لجنة لوضع دستور جديد؟
هم يعلمون أن هذا لن يحدث وهو غير منطقي وبعيد تماما عن الواقع، فدومه يتخيل أنه بإمكانه إزاحة الجيش من الحياه السياسية وفرض كلمته على قادته (ما احنا في زمن ما يعلم به إلا ربنا) لكن هذا هو طريقه مع أتباعه للفوضى الدائمه
على الجانب الآخر سوف تجد إخوان الشيطان بعد إسقاط الرئيس المؤقت يريدون أن يعود مرسي وجماعته للحكم- وقتها سوف يقف الإثنان ضد بعضهما
ولهذا فستجد الطرفان ظاهريا يريدان الوقوف أمام الرئيس المؤقت والفريق السيسي- لكن الغرض الأساسي من الخروج مختلف تماما
وسيظل الإثنان ضد بعضهما لأنهما لا يتفقان إلا في شيء واحد وهو أنهم أوساخ
هذا يريد إسقاط الدوله والآخر يريد العوده من جديد وهو أساسا فاشل إداريا وسلوكيا وإجتماعيا
نعم يتقابل الإثنان الآن
لكن لا يوجد شيء يجمعهما معا سوى السفاله والقذاره وسوء النيه والرغبة في تحطيم كل شيء من أجل أنفسهم
لكن لن ينجح هؤلاء في تحقيق هدفهم
فقد أصبحوا منبوذين داخل المجتمع المصري ولا يساندهم إلا من هو ضال مثلهم